
الطفله التى اتهمت بالسړقة
شيء ما في ملامحها حرك داخله ذكرى قديمة اسما لم ينطق به منذ سنوات.
أخرج من جيبه بطاقة وناولها لها.
ده رقمي… لو احتجت أي حاجة كلمني.
ثم غادر بهدوء دون أن يعرف أن تلك الطفلة الصغيرة ستقلب حياته رأسا على عقب.
بعد أيام قليلة…
وفي الليل بينما كانت إيما تغسل الأطباق توقفت سيارة سوداء أمام المنزل.
نزل منها دانيال… ومعه امرأة أنيقة ترتدي فستانا أسود وجهها باهت كأنها رأت شبحا.
نظرت إلى إيما بدهشة ثم همست
دانيال… البنت دي… مستحيل… بتشبه ليلي!
تجمد دانيال في مكانه.
ذلك الاسم…
ليلي زوجته التي اختفت في حاډث قبل ثمان سنوات بينما كانت حاملا في شهرها الأخير.
لم يعثر على جثتها ولا على الطفل الذي كان يفترض أن يولد في تلك الليلة.
اقترب بخطوات بطيئة من إيما وسألها بصوت خاڤت يرتجف
إيما… عندك كام سنة
أجابته ببراءة
تمن سنين ونص.
تراجع خطوتين للخلف وضع يده على رأسه وعيناه تمتلئان بالدموع.
تاريخ ودم وحلم ضائع… كلهم اجتمعوا في ملامح تلك الطفلة.
همس بصوت مبحوح
يا إلهي… ممكن تكون… بنتي
في تلك اللحظة لم يعد دانيال كارتر المليونير البارد الذي يحكم الشركات والأرقام.
تحول إلى رجل مكسور يحاول استعادة ما سرق منه منذ سنين ابنته دمه ونصف قلبه المفقود.
لكن الطريق لم يكن سهلا…
فور انتشار الخبر بدأ أعداؤه يتحركون يحاولون التشكيك ويخفون الحقيقة.
وكلما اقترب من اليقين انكشفت خيوط مؤامرة أكبر مما تخيل مؤامرة بدأت يوم اختفاء ليلي وانتهت بطفلة تطرد من متجر لأنها أرادت كوب حليب.
لم يكن يعلم دانيال أن القدر أرسل له إيما في نفس المكان الذي فقد فيه إيمانه بالبشرية…
لتعيد له ابنته… وإنسانيته معا.
وفي المساء جلس إلى جوارها يمسح شعرها بخفة ويهمس
من النهارده يا إيما… مش هتجوعي تاني أبدا.
ولا هتبكي لوحدك.
ابتسمت إيما للمرة الأولى منذ زمن طويل
وفي عينيها انعكست لمعة الحليب المسكوب قبل أيام…
لكن هذه المرة لم تكن دموع ألم.
كانت دموع البداية الجديدة.
النهاية… أم ربما البداية





