روايات

ملك ياسين ج٢

عمر : كنتى امى فعلا وانا مش زعلان منك ابدا .. عن اذنكم

” مشى عمر من قدامهم بقلب مكسور بعد ما جمع صوره هو واخته واخدهم … بصت لاثره بصدمة وكلمة طالق بتتردد جواها … قلبها وجعها بطريقة رهيبة اول ما مشى وكأنها استوعبت دلوقتى رحيل عمر فعلا..
” قامت ملك بهدوء وطلعت لفوق وعيون ياسين مرقباها … دخلت الاوضة وسابت الباب مفتوح .. وقفت فى نصها وحست بيه وهو واقف وراها وقالت بنبرة خالية من اى شعور :

بتحبنى يا ياسين ، أيوة بحبك يا ملك وطلعت مش بتحبنى … هتحسسنى بالأمان يا ياسين ، هكون امانك وضلك يا ملك وطلعت ولا امان ولا ضل …. اوعى تجرحنى يا ياسين وجرحتنى … اوعى فى يوم تخلينى اكرهك يا ياسين وكرهتك … يااااه دا الحب طلع اكبر وهم فى الدنيا دى كلها

” لفتله وهى على وشها ابتسامة غريبة وجعت قلبه اكتر وقالت :

مبسوط .. لا بجد مبسوط يا ياسين بعد اللى عملته ، جاوبنى يلا

ياسين بالم : والله ندمت والله يا ملك لسة بعشقك ، قبل ما اقسى عليكى كنت بقسى على نفسى قبلك

ملك انا كنتى معمى.. كنت حاسس بتوهان من الصور والتسجيل ، صدقينى الشيطان عمى عيونى عن الحقيقة ، مكنتش عارف اعمل ايه

” انفجرت فى وشه بانهيار :

كنت جيت سالتنى .. كنت جيت قولتلى يا ملك انا شوفت كذا وسمعت كذا .. كنا روحنا لاى حد بتاع فوتوشوب وكنا هنتاكدد أنه كله كذب فى كذب … انت عارف اثبتلى ايه اثبتلى انك محبتنيش يا ياسين

_ لا لا والله العظيم بحبك يا ملك

ملك بالم : اللى بيحب عمره ما بيئذى حبيبه … وانت مش بس اذتنى انت كسرتنى بجد يا ياسين

دانا كنت جيبالك هدية … هدية عشان نبدا بيها الفرصة الجديدة اللى انت عايزها بس ضيعتها .. ضيعتها يا ياسين .. ضيعتها

” انفجرت فى بكاء حاد .. قرب منها وكان هيمسك بس وقفته بانهيار :

متقربش .. اوعى ايدك دى تلمسنى .. امشى من قدااامى امشششى

” وقعت كل اللى على التسريحة بغضب وهى بتصرخ فى وشه :

بكرهك بكرهك بكرهك .. منك لله على وجعى دا .. يارتنى ما حبيتك يارتنى ما قابلتك ولا عرفتك … امشى من قدااامى امشى مش عايزة اشوفك تانى .. سيبنى فى حاااالى

” زقته بايدها لبرة بالعافية وهو موجوع عليها .. مش قادر يقاوم انهيارها ولا قادر يبرر حتى ليها بكلمة .. طلعته لبرة وقفلت الباب فى وشه جامد وسند راسه عليه وقال بهمس ودموعه بتنزل :

ملك

” بعد ما قفلت الباب .. بصت للاوضة بغضب وانهيار .. مسكت الفاظة ورمتها على المراية .. فتحت الدولاب وطلعت كل الهدوم ورمتهم فى الارض .. حتى السرير شالت الغطا اللى عليه ورمته فى الارض .. قعدت على الأرض بانهيار وهى بتبكى جامد وبتاخد نفسها بالعافية .. صوت بكاها كان واصلهم كلهم لا دا كمان للحرس برة …… ويجى ايه عياطها كدا جنب وجع قلبها من اكتر شخص حبته فى حياتها ..

________________________&

” بعد ما رمى عليها يمين الطلاق … وحست بالكارثة اللى عملتها .. لقيت نفسها واقفة قصاد. باب شقته ومستنية يفتحلها … فتح واستغرب اوى لما لقيها واقفة قدامه بشكلها المزرى دا .. زقته بايدها ودخلت للشقة بهدوء ووقفت فى نصها وهو جيه من وراها وبيقول بتوتر :

رغد .. انتى. انتى جيتى ليه دلوقتى

/ مكنتش عايزنى اجى ولا ايه

_ لا لا مقصدش .. بس يعنى اصلك متصلتيش تقوليلى زى كل مرة

رغد بابتسامة غريبة : حبيت اعملهالك مفاجأة يا حبيبى

_ احم .. شرفتى يا حبيبتى .. هدخل اغير هدومى واخرجلك تانى

/ تمام

” دخل جاسم اوضته وهى مشيت وراه بعقل فارغ .. شافت التوتر والخوف اللى فى عينيه وحست بحاجة غلط .. اتقدمت من الاوضة ووقفت تسمع باللى بيتقال جواها

: ودى ايه اللى جابها دلوقتى يا جاسم

_ مش عارف .. بس جيتها مش خير ابدا

: انت خايف منها كدا ليه يا جاسم .. ما تخرج تمشيها وتقولها الحقيقة وخلاص

_ وطى صوتك يابت لتسمعنا .. ولا مقدرش اقولها دلوقتى عايزة كل حاجة تضيع مننا بعد ما خلاص قربنا نوصلها

: امممم تمام يا جاسم تمام

_ متخافيش قريب هخلص منها واخد فلوسها كلها ونعيش بيها انا وانتى يا جميل

: والله تصدق صعبانة عليا .. كان شكلها يبان فعلا انها بتحبك

_ دى بت هبلة اوى .. اخوها حذرها منى وامها دا حتى جوزها حاول يبعدها عنى وهى ولا هنا .. سازجة وهبلة والله

” كلامهم كان بيطــ . ــعن فيها وبالأخص كلامه … دموعها غرقت وشها ونفسها بيضيق … مشيت وخرجت من الشقة وهى منهارة اوى … كانت بتمشى فى الطريق من غير عربيتها وكلامه بيتردد … وقفت على النيل وقالت بانهيار :

سازجة عشان بحبه ؟ هبلة عشان وقفت قصاد اخويا عشان بحبه ؟ خسرت كل حاجة خلاص .. كل حاجة ، اخويا وامى ة..وعمر عمر اللى كان بيحبنى بجد .. عمر اللى كان بيهتم بيا ويتمنالى ارضى .. عمر اللى عمره ما جرحنى بكلمة … هو دا الحب بجد .. حب مؤذى … يارب سامحنى يارب .. يارب خسرتهم كلهم بسبب غبائى وسذاجتى بسبب واحد فعلا ميستهلش الحب اللى حبتهوله .. اروح فين ولا اعمل ايه بس يارب …. ياااااا الله

” الانسان عموما بعد ما يفوق من الوهم اللى كان عايش فيه … بيدخل فى وهم تانى اصعب … وهم الخذلان والندم مع بعض … طب والندم هيفيد بايه بعد فوات الاوان .. ولا حاجة ”

___________________&

_ بجد مش عارفه ازاى قابل تتجوز واحدة بتحب واحد تانى

: لا انتى مبتحبهوش متخافيش

_ والله ؟ وعرفت ازاى بقى

: لو بتحبيه بجد كان هيبان فى عيونك .. انتى يا رغد منبهرة بيه مش اكتر .. دخلتى نفسم فى حلم انك بتحبيه وهتتجوزيه وتعيشوا مع بعض احلى حياة .. وهو بدوره بقى أنه وقعك واوهمك بالحب

_ بس كلام عبيط يعم انت .. انا بحب جاسم لا بعشقه كمان .. خليك انت مقتنع بكلامك دا مع نفسك يس اوعى توهم نفسك أنه هيجى اليوم اللى اتقبلك فيه وانسى جاسم .. مفهوم يا … يا جوزى

” فاق من زكرياته وهو بيتنهد بوجع.. مسح دموعه بهدوء وركز فى السما من شباك الطيارة .. حس بشهقات حد جنبه ولف وشه ليه ولقيها بنت بتعيط .. كان هيتجاهلها بس زادت فى شهاقتها فقال :

انتى كويسة يا انسة بتعيطى ليه

/ وانت مالك

عمر بسخرية : وانا مالى فعلا .. بسالك ليه اصلا

/ دا بدل ما تحاول معايا تعرف مالى

عمر بحنق : يابت انتى هبلة ولا ايه

/ متقولش عليا هبلة طيب

عمر : حقك عليا ياستى متزعليش

/ طيب

” بص عمر من الازاز تانى .. حمحمت البنت وقالت : احم .. انا اسفة على ردى عليك

” رد عليها عمر من غير ما يبصلها:

محصلش حاجة

/ روفان … أسمى روفان وكنت بعيط عشان نسيت المونكير المفضل ليا فى البيت ..والحقيقة انا مبحبش امشى من غير المونكير ابدا… اصلا ماما دايما كانت بتخبيهم عنى عشان محطش .. قد ايه هى ست قاسية والله … تعرف انها أا…

” قاطعها عمر بضيق : ايه ايه .. كل دا رغى خفى شوية ، انا مصدع

روفان ببلاهة : عيونك دى ولا لينسز

عمر بدهشة : نعم؟

روفان بهيام : تعرف انى بحب العيون السود اوى … وانت عيونك سودا … والله شكلى هحبك

” عيونه وسعت بصدمة من كلامها .. وهى استوعبت اللى قالته واتكسفت جدا ونزلت وشها لتحت .. ابتسم بخفة عليها وقال :

وانا أسمى عمر … اتشرفت بمعرفتك يا روفان

روفان بخجل : اسفة على كلامى .. بس أنا عفوية شوية والله ومباخدش بالى من الكلام اللى بقوله احيانا

عمر بهدوء : عادى يا روفان ومين بياخد باله من كلامه يعنى

روفان : شكلك كدا ووالله أعلم اخدت خازوق جامد

عمر بسخرية : خازوق جابنى الأرض وحياتك

روفان بضحك : يوووه ، تصدق وانا كمان اخدت خازوق ومسافرة اتعافى منه

” ضحك بخفة على كلامها .. وبعد ثوانى الاتنين ضحكوا جامد وصوت ضحكهم واصل للكل .. غريبة الحياة دى تبكينا وتصحكنا فى نفس الوقت..

_________________________&

/ ياااسين

_ مش قادر اتكلم يا امى دلوقتى

حنان بغضب : لا هنتكلم … مش كل مرة تهرب منى

_ تمام .. حضرتك عايزة ايه منى دلوقتى

/ عايزة افهم … افهم ليه عملت كدا .. ليه تمشى ورا شيطانك من غير ما تفهم … انت متعلم ومتربى كويس كابتن طيارة ورجل أعمال فى نفس الوقت يعنى لازم تكون عارف كويس اللى بيحصل حواليك … ليه متاكدتش من الصور دى الاول… ليه وصلتها لغاية هنا بغبائك وتهورك دا

” مكانش عارف يرد بايه لانه اصلا معندهوش مبررات … هو ساعتها كان حاسس فى دوامة كبيرة بتسحبه لتحت … ليه محدش حاسس بيه وبوجعه فى اللحظة دى … هو غلطان وندمان ومعترف بدا … بس ليه كلكم جايين عليه من غير ما تسمعونى أو تفهمونى … بصتله حنان بشفقة وحست بيه بس مقدرتش تتكلم .. الخذلان صعب وخصوصا من اقرب الناس ليه وهى جربته .. حست بملك وبوجعها ورغم أنه ابنها الوحيد إلا أنها مغلطاه اوى لأنها مبتقبلش بالظلــ . ــم …

” اتنهد ياسين بعمق وغمض عيونه بوجع واترمى فى حــ . ــضن والدته وقال :

ابنك تعبان يا امى .. والله تعبان وندمان .. بس هى تسامحنى وتدينى فرصة تانية يا امى ، والله ما هقدر على بعدها عنى … والله ما هقدر ..

/ عملت ايه فى بنتى يا ياسين

” كانت نايمة فى الارض بإهمال .. فتحت عيونها بتعب وهى بتحاول تقوم .. بصت للاوضة اللى متدمرة .. دموعها نزلت اول ما افتكرت اللى حصل من كم ساعة .. سمعت صوت دوشة جاى من تحت .. قامت بصعوبة وفتحت الباب واول ما سمعت صوت اخوها بيزعق جريت على تحت وهى بتنادى عليه بذعر:

احمد .. احمد

” اترمت فى حــ . ــضنه بخوف وقالت ببكاء :

خدنى منى هنا ارجوك .. مش عايزة اقعد هنا تانى مشينى من هنا يا احمد عشان خاطرى

” بصولها بصدمة من هيئتها دى ومش فاهمين حصل ايه .. زعق والدها لياسين :

انت عملت ايه فى بنتى عملت ايه خليتها منهارة بالشكل دا

ملك بعياط : بابا خدنى معاك من هنا .. يلا نمشى لبيتنا بالله عليك مش عايزة افضل هنا تانى

احمد بغضب : ما تنطق عملت ايه فى ملك …. ملك حبيبتى اهدى عمل فيكى ايه دا

” انهارت ملك بين ايديه وهى بتعيط جامد … كان يتمنى يمــ . ــوت ولا أنه يشوفها خايفة منه بالشكل دا .. اتمنى يمــ . ــوت ولا أنه يسمع كلامها دا عنه … قرب منها وكان هياخدها لحــ . ــضنه بس هى بعدت واستخبت فى حــ . ــضن اخوها … وقف بعجز وكان الدنيا بتميد بيه … بلع غضته بالعافية وقال بخفوت :

ملك … ارجوكى

ملك بكره : طلقنى … طلقنى يا ياسين

” بصلها باستعطاف أنها متطلبش الطلب دا بالذات … قابلت نظرته بجمود ووجع بينغز قلبها منه … الكل فى حالة صدمة ومش فاهمين فى ايه حصل بينهم وصلهم لكدا ..

_______________________&

” لا الزمان زمانى .. ولا المكان مكانى … اسير بين الطرقات وعلى عاتقى الهموم مثل الجبال .. ظننت اننى وجدت الحب وسأنعم بجنته … أدركت الان انى كنت فى بئر الوهم … وهم عشقه المزيف … تركت الجنة وذهبت للنــ . ــار بقلبى قبل عقلى … كان ينادينى من بعيد أن أمسك بيده واذهب معه لجنته .. يا ليت يعود هذا النداء مرة أخرى … يا ليت يعود”

” كانت لسة فى مكانها على النيل .. مش قادرة ترجع للبيت تانى ولا قادرة تواجههم .. فتحت فونها واتصلت عليه للمرة مش عارفة الكم بس ميئستش ..سمعت نفس الصوت أن الرقم مغلق ..

: يعنى خلاص كدا … مشيت واخدت قلبى معاك يا عمر

مشيت قبل ما اعتذلك واحاول اصلح دا كله

مشيت وانا عارف انى دلوقتى فى اقسى لحظات الندم

مشيت وانا عارف انى محتاجة حــ . ــضن منك يطمنى بيه

مشيت واكيد مش راجع تانى يا عمر … اكيد مش راجع

______________________&

_ طلقنى يا ياسين … طلقنى

: اسف يا ملك .. عمرى ما كنت انانى فى حاجة .. بس الا حبك .. انانى ومتملك فيه ..

_______________&

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock