
الليلة التي اكتشفت فيها لماذا ينام زوجي في غرفة أمّه كلّ ليلة
روزا ترتاح وتتنهد بعمق كأن الألم بدأ يهدأ.
وفي تلك الليلة
نام رامون لأول مرة منذ ثلاث سنوات بجوار زوجته.
عندما شعر بأن ماريل يده تمتد إلى يدهلا دون خوف ولا دون شكبل بثقة وحنان
ضغط على يدها بقوة كأنه يعوض كل ليال فاتت.
قال بصوت خاڤت يكاد لا يسمع
شكرا لأنك فهمت
ابتسمت ماريل من وسط دموعها وقالت وهي تضع رأسها على كتفه
أنا التي يجب أن تعتذر لعدم فهمي لك منذ البداية.
كان الليل دافئا بشكل لم يشعر به كلاهما منذ زمن.
وهناك في تلك الغرفة الصغيرة في قلب مانيلا تحت ضوء أصفر هادئ امتزجت رائحة الدواء برائحة الحب والاحترام والټضحية.
ومع مرور الأيام أصبحت ماريل هي التي تحضر الماء الدافئ كل مساء وتجهز المنشفة الناعمة وتساعد حماتها على وضع الدواء.
أصبح هذا الطقس الليلي رابطا جديدا يجمع بين المرأة الشابة ووالدة زوجها رابطة مبنية على العطف والتقدير والألم الذي تحول إلى محبة صامتة.
ومع الوقت
بدأت چروح روزا تلتئم.
واختفى الاحمرار شيئا فشيئا.
وتخففت آلامها الليلية.
وعادت تضحك أكثر وتتحرك بسهولة أكبر وتشعر بالراحة التي فقدتها لسنوات.
ورامون
عاد إليه بريق لم تره ماريل منذ زفافها.
كان ينظر إليها بإعجاب جديد
إعجاب امرأة اختارت أن تكون سندا لا عبئا.
وأدركت ماريل شيئا لم تفهمه من قبل
السعادة الحقيقية ليست في الكلمات الجميلة ولا في اللحظات الهادئة ولا في الرومانسية العلنية.
السعادة الحقيقية تكمن في التضحيات الصامتة تلك التي لا نراها إلا بعد أن تكشف قلوبنا.





