منوعات

لغز غرفة التجميد

وجزر كايمان تربط الشبكة بعدة شخصيات نافذةمنهم عضو سابق في مجلس الشيوخ ورجلا أعمال بارزان وحتى أحد أعضاء مجلس إدارة المضمار.
وكشفت رسائل بريد إلكتروني مذكرات داخلية تستخدم رموزا مثل ضبط المخزونفي إشارة إلى الخيول بل وإلى الأشخاص أيضا.
وجملة واحدة تكررت مرارا
إذا لم يمتثل الطبيب البيطري انقله إلى وضعية التجميد.
العاصفة الإعلامية
عندما انتشر الخبر اهتزت طبقة النخبة في المكسيك. ظهرت عناوين مثل
الحقيقة المجمدة داخل الهيبودرومو.
سبعة قټلى ومليار بيزو من الډم.
نفت مجموعة يانوس أي علاقة وزعمت أن توماس كان موظفا مضطربا متورطا في تهريب هرمونات للحيوانات.
لكن الأدلة روت حكاية مختلفةحكاية جشع وقسۏة وحصانة بلا حدود.
اندلعت الاحتجاجات أمام المضمار مطالبة بالعدالة وتنظيم صناعة السباقات.
الشهادة
بعد ثلاثة أشهر ظهر اختراق غير متوقعإذ سلم لويس أورتيغا فني مختبر سابق لدى مجموعة يانوس نفسه للسلطات بعد تلقيه تهديدات پالقتل.
وفي إفادته أدلى بما يلي
توماس اكتشف شحنة سرية من مادة إريثروماكس وهي مادة معززة للدم محظورة في أوروبا. وعندما واجه المسؤولين خطڤ أثناء خروجه من المضمار. قالوا إنهم سيضعونه مع العينات ظننت أن ذلك تعبير مجازي. كنت مخطئا.
السقوط
بحلول نهاية 2023 تم اعتقال اثني عشر شخصامن بينهم مديرون وأطباء بيطريون وسياسيان.
وأغلق المضمار مؤقتا تحت تحقيق فيدرالي.
وأكد التحليل الجنائي أن الضحايا قتلوا في الأسبوع نفسه الذي اختفوا فيه ثم وضعوا في غرفة التبريد إلى أن يكتمل التنظيف.
لقد استغرق الأمر ثلاث سنوات حتى تتشقق جدران الإسمنتحرفيا ومعنويا.
الخاتمة عدالة باردة كالثلج
ډفن جثمان الدكتور توماس برافو في ديسمبر 2023. حضر جنازته المئاتأطباء بيطريون مدربو خيول ناشطون في حقوق الحيوان ومواطنون تابعوا قضيته منذ عام 2020.
قالت والدته وهي تحتضن صورته
كان يداوي الحيوانات لكنه ماټ لأنه رفض أن يسمح للبشر بلعب دور الإله.
واليوم يقف المسلخ المهجور محاطا بشريط الشرطةصامتا جامدا. ويقول السكان إن همهمة المبردات القديمة ما تزال تسمع ليلا كنبض حبيس داخل الجليد.
أما عائلات الضحايا فما زالت واقفة على خطوط المواجهة لا تهدأ ولا تستسلم.
فقد دفعتهم الفاجعة إلى التكاتف يجمعون الشهادات ويلاحقون المسؤولين ويقفون أمام بوابات المحاكم كلما انعقدت جلسة جديدة. بعضهم يرفع صور أحبته وبعضهم يكتفي بالنظر الصامتذلك النوع من النظر الذي يحول الحزن إلى قوة والڠضب إلى إصرار.
لقد فقدوا آباء وأبناء وإخوة وفوق كل ذلك فقدوا الثقة في صناعة رفعت شعار الرحمة بينما كانت تعمل في الخفاء على تحويل الأجسادبشرا كانوا أو خيولاإلى مجرد مواد أولية لمصالحها.
إنهم يطالبون اليوم بمحاسبة كاملة لا تترك ثغرة ولا تبقي اسما فوق المساءلة ويسألون بلا خوف
من الذي سمح لهذه المنظومة أن تتضخم حتى صارت الحياة نفسها رقما في دفتر حساب
ومع مرور الوقت بدأت ضجة الإعلام تتراجع وبدأت قصص أخرى تحتل الصفحات لكن في شوارع مكسيكو سيتي وفي تلك البيوت التي ما تزال تحتفظ بكؤوس مکسورة وصور باهتة بقي السؤال نفسه يتردد كأنه همس لا ينطفئ
هل يمكن للعدالة أن تلحق بمن يملكون المال والنفوذ
هل يمكن لمدينة بنيت على السباق أن تبطئ أخيرا لتسمع صوت الحقيقة
ومع خفوت الأضواء لم يبق سوى سؤال واحد يطارد ضمير المدينة ويرن في عقول كل من عرف ماذا جرى داخل غرفة التبريد
في عالم يمكن فيه هندسة النقاء واستنساخ القوة وشراء الصمت
ما الثمن الذي يدفع من أجل رجل واحد رفض أن يبيع روحه

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock