قصص قصيرة

أطفئ الأجهزة… وستعود ابنتك! جملة قلبت عالمي رأسًا على عقب

نظر إلي
ولم تكن عيناه عيني طفل.
بل عيني شخص عاش أكثر من حياته.
قال
استمع لي. أنت تحبسها.
تجمدت.
ماذا قلت
أشار إلى أجهزة التنفس
هذه الآلات تمنعها من العودة. هي لا تقاوم الظلام.
هي تقاوم هذه الأجهزة.
لا تستطيع الرجوع طالماهي تعمل.
قلت وأنا أرتجف
الأطباء قالوا إنها ميتة دماغيا.
أجاب بصوت منخفض يقيني مخيف
الأطباء مخطئون وهي تحاول العودة إليك.
قال نوح بصوت بسيط لكن مفعم بقناعة مطلقة أثارت الرعب في صدري
هم مخطئون. إنهم يقيسون الجسد لكنهم لا يستطيعون قياسها هي. إنها تقف هناك
وأشار إلى زاوية من الغرفة
وهي خائفة. لا تستطيع العودة.
قلت وأنا أصرخ بغضب مكبوت
اخرج الآن.
لا.
رفع كم سترته الممزقة كاشفا عن ذراعه الهزيل ثم حرك ياقة قميصه جانبا.
كان هناك أثر طويل غائر غير منتظم يمتد على صدره.
وقال بصوت خافت
صدمتني سيارة. مت لثلاث دقائق. قالوا جميعا ذلك. لكنني لم أكن ميتا كنت فقط عالقا. بين العالمين.
نظر مجددا نحو ليلي
رأيتها هناك في الضوء.
إنها ليست مستعدة.
قالت لي أن أجدك.
قالت أخبر أبي أنني أحبه. أخبره أنني لم أعد أشعر بالبرد.
حبست أنفاسي.
كنت دائما أخشى أن تكون باردة. كنت لا أتوقف عن رفع البطانيات فوقها.
تابع نوح وهو يقطب حاجبيه كأنه يحاول تذكر شيء مهم
وقالت أيضا أن أخبرك أن تسأل عن ستارلايت.
انهارت ركبتي.
سقطت على الكرسي.
بدأت الغرفة تدور.
همست
ماذا ماذا قلت الآن
كرر بهدوء
ستارلايت. قالت أخبره أن ستارلايت بانتظاره.
ستارلايت ستار برايت أول نجمة أراها الليلة
كان هذا نشيدنا السري. نقوله كل ليلة منذ أن بدأت تتكلم.
لم يكن مكتوبا في أي مكان.
حتى أمها لم تكن تعلم.
كان لنا نحن فقط.
تمتمت
من أنت
أجاب بنفس البساطة
أنا نوح.
وقالت إن عليك أن تدعها تذهب حتى تعود إلى المنزل.
أطفئ الأجهزة يا ريتشارد.
ستعود.
فتح الباب.
دخلت الدكتورة إيفانز برفقة اثنين من رجال الأمن.
قالت بنبرة صارمة
السيد وارن حان الوقت.
وأنت حدقت في نوح بحدة
أخرجوه من هنا فورا.
اقتربالحراس من الصبي.
وقفت بينه وبينهم دون وعي.
أنا ريتشارد وارن الرجل الذي كان يلقب ب سيد الكون وقفت بين طفل مشرد وفريق من العاملين الطبيين.
كنت عالقا بين عالمين متناقضين تماما
عالم الأرقام والشهادات الطبية
وعالم ستارلايت.
قلت توقفوا.
تجمد الجميع.
قالت إيفانز بانزعاج
ريتشارد يكفي هذا. الصبي واهم. أنت في صدمة.
همس نوح من خلفي بصوت يقطر استعجالا
أطفئها. الآن. إنها تتلاشى.
نظرت إلى وجه العلم البارد أمامي
ثم إلى عيني الصبي الممتلئتين بالإيمان
ثم إلى ابنتي خلف الزجاج.
قلت اخرجوا.
رمشت الدكتورة إيفانز
ماذا
قلت بصوت لم أستخدمه إلا في قاعات الاجتماعات
قلت اخرجوا.
جميعكم.
اخرجوا من هذه الغرفة الآن.
السيد وارن أنت تعيق
اخرجوا!
كان صوتي وحشيا بدائيا.
تراجع الحراس خطوة.
شحب وجه إيفانز من الغضب.
قالت
أنت لست في حالة تسمح باتخاذ قرارات. وإن لم توقع سنطلب أمرا من المحكمة
قلت لها بحدة
افعلي ذلك.
لكن خلال الستين ثانية القادمة هذه غرفتي أنا.
وابنتي.
ثم نظرت في عينيها
اخرجي وإلا اشتريت هذا المستشفى غدا وطردتك. جربي.
كان تهديدا فارغا لكنه كان اللغة الوحيدة التي أفهمها.
وقد نجح.
رمقتني بنظرة ازدراء
أنت تماطل فقط وتشوه كرامة ابنتك.
ثم خرجت ومعها الجميع وبقي الأمن فقط في الردهة.
أغلق الباب.
بقيت أنا و نوح
وصوت بيب هس الذي مزق روحي.
قلت بصوت مرتجف
لا أعرف كيف. لا أعرف ماذا أفعل.
لم يتحرك نوح.
اكتفى بالإشارة إلى لوحة التحكم على الجدار
ليست الشاشات.
إنه النفس الجهاز
إنه يحبسها.
هذه هي اللحظة.
اللحظة التي سينقسم فيها عمري إلى قبل وبعد.
فكرت في ليلي.
في ضحكتها
في قفزها من على الأغصان
في الليلة التي سقطت فيها مريضة 
في الرحلة المروحية
وفيوعدي لها
سأصلح الأمر يا ستارلايت أبي سيصلح كل شيء.
لكنني لم أصلحه.
فشلت.
كان كل شيء خارج قدرتي.
والآن الأمل الوحيد يأتي من طفل مشرد يقول إن الحل الوحيد هو أن أدعها تذهب.
همست
حسنا يا ليلي أنا

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock