قصص قصيرة

اختفت بعد أن أخذت مالي… وعادت يوم زفافي بما لم أتخيّله أبدًا

قديمة من نفسها 
وبكينا 
لم تكن دموع ضعف ولا دموع ندم فقط بل دموع اعتراف ونجاة وانتهاء مرحلة كاملة من الصمت بكينا طويلا بلا خجل من العيون التي تراقب بلا حاجة إلى تبرير بلا محاولة للتماسك بكينا لأن البكاء كان اللغة الوحيدة التي بقيت 
وفي تلك اللحظة وسط الدموع والفستان الأبيض الذي التصق بقلبي أكثر مما التصق بجسدي ووسط العيون التي تراقب في صمت لا يفهم ما يجري فهمت أمرا لم أفهمه من قبل ولم أكن مستعدة لفهمه سابقا 
فهمت أن الغفران ليس ضعفا ولا استسلاما ولا تنازلا عن الكرامة الغفران شجاعة خالصة شجاعة أن تواجه الألم دون أن تحوله إلى قسۏة وأنه قد يكون هو الآخر هدية هدية ثقيلة لا تمنح بسهولة مغلفة بالألم ومربوطة بخيط طويل من الفداء لكنها حين تقدم تحرر القلب قبل أن تحرر الآخر 
وأدركت أن بعض الغيابات لا تكون خېانة مهما بدت كذلك في ظاهرها وأن بعض الاختفاءات لا تولد من الرغبة في كسر
القلوب بل من الخۏف ومن محاولة يائسة للنجاة 
أحيانا يختفي الناس لأنهم لا يعرفون كيف يواجهون العالم وهم مكسورون 
أحيانا يبتعدون لأن البقاء كان سيقتلهم 
وحين يعودون لا يكون ذلك دائما لتبرير الماضي ولا لمحو الألم بل لإغلاق دائرة ظلت مفتوحة طويلا دائرة الحب الذي لم يمت والوفاء الذي تأخر والديون التي لا تقاس بالمال وحده بل بما تبقى في القلب من صدق وإنسانية

الصفحة السابقة 1 2 3 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock