
قفز طفل على بطنها الحامل… فضحكوا! ما حدث بعدها صدم الجميع
بقي دانيال إلى جانبي طوال الوقت. وحين تكلم أخيرا كان صوته ثابتا لكنه بارد لقد تجاوزت عائلتي حدا لا يمكن تجاوزه.
استلقيت منهكة ومكسورة وأدركت أن هذه الولادة لم تدخل ابنتي إلى العالم فحسب بل كشفت حقيقة لم يعد بإمكاني تجاهلها.
كانت الأيام التالية لولادة صوفي هادئة لكنها ثقيلة. بقيت في وحدة العناية لحديثي الولادة للمراقبة ولم أنم إلا قليلا. كلما أغمضت عيني شعرت بتلك القفزة من جديد الوزن والألم والضحك.
أوفى دانيال بوعده. واجه والدته وأخته وأوضح أن ما حدث إساءة لا حادثا. حاولت مارغريت التقليل من الأمر وأصرت ليندا على أن رايان مجرد طفل. لكن دانيال لم يقبل الأعذار. قال بحزم ضحكتم وزوجتي في خطر. حتى تتحملوا المسؤولية لستم موضع ترحيب قرب إميلي أو ابنتنا.
للمرة الأولى شعرت بالحماية.
كان التعافي بطيئا. جسديا شفيت أما نفسيا فاحتجت وقتاأطول. عانيت من شعور بالذنب والغضب وعدم التصديق. كيف يمكن لأفراد من العائلة أن يشاهدوا إنسانا يتألم ويعاملوا الأمر كمزحة ساعدني العلاج النفسي وساعدني أكثر احتضان صوفي والإحساس بأصابعها الصغيرة تلتف حول يدي مذكرة إياي بسبب حاجتي إلى القوة.
بعد أسابيع أرسلت مارغريت رسالة تطلب تجاوز ما حدث. بلا اعتذار وبلا اعتراف بالأذى فقط توقع للصفح. لم أرد. كان الصمت جوابي.
علمتني هذه التجربة درسا مؤلما لكنه مهم الحب لا يبرر القسوة وكونهم عائلة لا يعني تحمل الأذى. الحدود ليست عقابا بل حماية.
اليوم صوفي بصحة جيدة. أنا ودانيال أقرب من أي وقت مضى. بنينا حياة هادئة وآمنة بعيدا عمن استهانوا بألمي. ما زلت أفكر في ذلك اليوم لكنني لم أعد أشعر بالعجز. تكلمت نجوت ونجا طفلي.
لو كنت مكانيوقد سخر منك في لحظة كان جسدك فيها على شفا الخطر وتعرضت للأذى علىيد أشخاص يفترض أن يكونوا سندا لا عبئاماذا كنت ستفعل
هل كنت ستختار التسامح بدعوى القرابة أم سترحل لتحمي نفسك ومن تحب
هل تمنح فرصة جديدة لمن لم يعتذر أصلا أم تؤمن أن الصمت والابتعاد أحيانا أصدق أشكال الرد
إن مثل هذه القصص لا تروى كثيرا لا لأنها نادرة بل لأنها موجعة. تحدث في البيوت المغلقة خلف الأبواب التي لا يسمع ما وراءها أحد. تحدث عندما يستهان بالألم ويقلل من الخطر ويطالب الضحية بالصبر بدل الحماية وبالسكوت بدل العدالة.
كم من إنسان تعرض للأذى في لحظة ضعف ثم قيل له لا تكبر الموضوع
وكم من امرأة أهملت آلامها فقيل لها أنت تبالغين
وكم من شخص خرج من تجربة قاسية وهو يتساءل في صمت هل كنت مخطئا لأني توقعت الرحمة
إن ما يتركه هذا النوع من التجارب ليس جرحا جسديا فحسب بل أثرا عميقا في النفس. يزرع الشك ويقوض الثقة ويجعل الإنسان يعيد تعريفمعنى العائلة ومعنى الأمان ومعنى الحب. فالعائلة الحقيقية ليست التي تجمعنا بالدم فقط بل التي تقف معنا حين نضعف وتحمي كرامتنا حين تنتهك ولا تضحك حين نصرخ ألما.
قد يختار بعض الناس التسامح لا ضعفا بل بحثا عن السلام الداخلي. وقد يختار آخرون الرحيل لا قسوة بل نجاة. ولا هذا ولا ذاك خطأ. فالحدود التي نضعها ليست عقابا للآخرين بل حماية لأنفسنا ورسالة واضحة بأن كرامتنا ليست قابلة للتفاوض.
إن شعرت وأنت تقرأ هذه الكلمات بأن شيئا في داخلك تحركغضب حزن أو ذكرى قديمة ظننت أنك تجاوزتهافاعلم أنك لست وحدك. هناك من مر بما مررت به وهناك من ما زال يبحث عن الشجاعة ليقول هذا أذاني وهذا غير مقبول.
مشاركتك لرأيك لتجربتك أو حتى لصمتك قد تكون النور الذي يحتاجه شخص آخر ليدرك أنه ليس ضعيفا ولا مبالغا ولا وحيدا. أحيانا كلمة صادقة أو اعتراف شجاع تكون أولخطوة في طريق الشفاء.





