قصص قصيرة

اتقي شر من أحسنت إليه الجزء الثاني والاخير

الجزء الثاني والاخير 
أن يخدرهم ويسرقهم ثم يهرب إلى مصر قبل أن يكتشف أمره. 
وفي مساء 27 رمضان جلس الثلاثة إلى مائدة الإفطار وقد أعد لهم ثامر عصيرا وضع فيه منوما قويا. شربوه وهم مطمئنون ثم بدأ الدوار يتسلل إليهم. انتظر ثامر دقائق ثم نهض ليفتح الخزنة ويجمع الأموال والحوالات وكل ما تقع عليه يداه. لكن القدر شاء أن يكون المنوم ضعيفا فاستيقظ عبد السلام بصعوبة وشاهد ثامر يسرق. حاول أن ينهض فانتبه له جمعة فهب الاثنان لمواجهته لكن أجسادهما كانت منهكة. حينها أخرج ثامر من المطبخ وبدأ بط عن عبد السلام حتى سقط أمامه مضرجا بدمائه ثم التفت إلى جمعة فطعنه مرارابلا رحمة. لم يكتف بذلك بل أكمل جريمته حتى تأكد أن كليهما قد  ارق الحياة. 
وفي تلك اللحظة عاد علي الشيمي من الخارج ليفاجأ بالمشهد المروع. حاول الهجوم على ثامر لكن الأخير عاجله بط عنات متتالية حتى أسقطه قت يلا هو الآخر. وليتأكد من موت ضحاياه ببرود تام وبعد أن أنهى جر يمته البشعة جمع الجثث الثلاث في غرفة واحدة وغسل يديه من الد ماء ورتب المكان كما لو لم يحدث شيء. 
ثم غادر المنزل في هدوء تام متوجها إلى المطار حاملا الأموال التي سرقها وركب الطائرة التي كانت معدة له أصلا عائدا إلى مصر. 
وفي صباح اليوم التالي جاء أحد أصدقائهم ليصلي معهم الفجر كعادته لكنه وجد الباب مغلقا ولا مجيب. اتصل مرارا دون رد وكانت سياراتهم لا تزال أمام المنزل. تسلل القلق إلى قلبه فاتصل بالشرطة. حضرت الدورية وبعد كسر الباب كانت الصدمة المروعة ثلاث جثث غارقة في الد ماء في غرفة واحدة. 
بدأت الشرطة تحقيقها على الفور وراجعت كاميرات المراقبة فظهر ثامر يغادر المنزل تلك الليلة مسرعا بحقائبه. تعرف عليه صديقهم فورا فتم إخطار مطار الدوحة لكن الطائرة كانت قد أقلعت بالفعل. ثم تم التواصل مع السلطات المصرية التي أوقفت ثامر فور نزوله من الطائرة في مطار القاهرة. وعند تفتيشه عثر بحوزته على الأموال المسروقة والهواتف الخاصة بالضحايا. حاول الإنكار لكنه انهار سريعا واعترف بكل تفاصيل الجريمة. القضية أثارت ضجة كبرى في قطر ومصر والعالم العربي ليس لبشاعتها فحسب بل لأنها كانت درسا قاسيا في الخيانة. 
كيف يمكن لإنسان أحسن إليه أن يرد الجميل بذ بح من أنقذه من الجوع 
وبعد محاكمة طويلة شهدت اعترافاته الكاملة صدر الحكم النهائي بإعد امه شن قا.
هكذا انتهت القصة التي بدأت بإحسان وانتهت بخيانة ود ماء. ثلاثة رجال صدقوا نواياهم فدفعوا حياتهم ثمنا لقلوبهم الطيبة. رحم الله عبد السلام وجمعة وعلي وجعلهم من الشهداء وجعل قصتهم عبرة لنا جميعا ليس كل باك مظلوما وليس كل محتاج صادقا واتق شر من أحسنت إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock