قصص قصيرة

طفل الملياردير بكى بلا توقف على متن الطائرة حتى قام صبي أسود فقير بفعل لا يمكن تصوّره…

بنبضة غريبة في قلبهنبضة تشبه الندم وتشبه الامتنان وتشبه بداية حب أبوي افتقده منذ ۏفاة ابنته الأولى وولدته ليلي مجددا.
وفي يوم الأولمبياد وقف ليو أمام لجنة من أشهر العقول في العالم. كانت قاعة كبيرة الضوء الأبيض ينعكس على الطاولات والطلاب من عشرات الدول يجلسون بترقب.
وحين بدأ ليو بحل أعقد المعادلات لم يكن يحل أرقاما فحسب بل كان يروي قصة حياةمعادلات رأى فيها ميكانيكا الطائرات التي نقلته إلى جنيف وخوارزميات الأسهم التي شكلت عالم باسكال وحتى أنماط نوم الرضع التي اكتشفها مع ليلي دون أن يقرأ كتابا واحدا عن الأطفال.
ساد صمت مذهول ثم ارتفع التصفيق مثل موجة كبيرة.
وعندما علقت الميدالية الذهبية حول عنقه رفع ليو رأسه يبحث عن شيء عن أحد.
وعندما رأى باسكال جالسا في الصف الأول وليلي نائمة على حجره ابتسم الصبي ابتسامة خفيفة لكنها كانت أثقل من أي ميدالية ابتسامة إنسان شعر للمرة الأولى أنه ليس وحيدا.
ومن هنا بدأت حياة جديدة.
ليلة حفل الجوائز لم تكن مجرد احتفال بل كانت ليلة مفصلية.
جلس ليو أمام باسكال على طاولة مضاءة بالشموع. كانت ليلي في كرسيها تهذي بصوت طفولي دافئ تمد يديها نحو الصبي الذي هدأها ذلك اليوم في السماء.
رفع باسكال كأسه كان صوته متوترا متقطعا كأن الكلمات خرجت من مكان في قلبه لم يلمسه منذ سنوات
ليو لقد أنقذت ابنتي تلك الليلة. لكنها لم تكن مجرد نجاة لقد أنقذت شيئا في داخلي. ذكرتني بمن كنت وبمن يجب أن أكون. أنت لست مجرد عبقري أنت عائلتي.
تجمد ليو الملعقة معلقة في الهواء.
لم يفهم الكلمة في أول لحظةربما لأنه لم يسمعها موجهة إليه من قبل بهذه القوة.
عائلتك
ابتسم باسكال بثبات
سأتكفل بتعليمك كل شهادة كل برنامج كل حلم. وعندما تكون مستعدا سيكون لك مكان في شركتي. ليس لأنك مدين لي. بل لأنك تستحق ذلك ولأنك جعلتني أستحق أن أكون أبا من جديد.
تلألأت الدموع في عيني ليو وتدفقت مشاعر لم يعرف لها اسما يوماشعور بالأمان بالثقة بالانتماء شعور بأنه يملك أخيرا مكانا لا ېخاف أن يخسره.
همس ليو بصوت مرتعش
شكرا لك لن أخذلك.
لكن باسكال هز رأسه قائلا بتأثر
أنت بالفعل رفعتني إلى الأعلى دون أن تطلب شيئا.
ومرت أشهر تصدرت الصور الصحف العالميةليو وهو يحمل ميداليته وباسكال خلفه وليلي تضحك.
كانت العناوين تقول
من شوارع بالتيمور إلى المسرح العالمي الفتى الذي هدأ طفلة الملياردير.
لكن وراء العناوين كان هناك شيء أعمق بكثير.
كان هناك بكاء طفلة لم يفهمه أحد وصوت صبي فقير تجرأ على مد يده ولحظة صدق قصيرة جمعت حياتين لم يكن بينهما أي شيء مشترك.
وفي كل مرة كانت ليلي تبتسم في ذراعي ليو كان باسكال يعلم أن الثروة الحقيقية لا تقاس بالدولارات ولا بأرقام الأسهم ولا بحجم الإمبراطورية.
الثروة كانت في هذه اللحظة.
في هذا الترابط.
في
هذه العائلة التي لم تولد پالدم بل بالقدر.
وهكذاولد مستقبل جديد لثلاثة أشخاص جمع بينهم بكاء طفلة وشجاعة صبي فقير وقلب رجل ثري انكسر أخيرا كي يتسع للحب من جديد.

الصفحة السابقة 1 2 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock