روايات

حب معلق بقلم اسما

– ولا إيه بالظبط؟

مي بصتلي.. بصّة مرعبة:
– هو… الاتنين.

الجزء السادس – بداية التصديق

قعدت على الكنبة…

حاسس إن قلبي هيقع من مكانه.

فجأة… كل مشهد من الليالي اللي فاتت بقى مفهوم:

– خوف مي كل خميس بالليل.

– ارتباك سارة يوم الجمعة الصبح.

– قفل باب أوضتها بالمفتاح.

– أصوات بتحصل في الطرقة.

– بطانية بتتلفّ…

– وضهر بينحني…

– وخروج بالهروب من باب المطبخ.

كل ده…

كان بيحصل عشان رجل…

ميت…

بيرجع.

قلت بصوت ضعيف:

– طب… ليه؟

– ليه بيرجع؟

– وليه ما بيمشيش؟

– وليه انتي اللي بييجي لك؟

– انتي عملتي إيه يا مي؟

مي انهارت…

فضلت تعيط…

وتبكي بطريقة وجعت قلبي.

سارة حضـ,,ــــنتها:

– بلاش يا ماما… بلاش…

– هو مش غلطة ماما يا مازن…

– هي كانت صغيرة…

– وكانت أم ماما…

– كانت… كانت ضحية الراجل اللي خد روح إيهاب…

رفعت راسي:

– أم مي؟

– إزاي يعني؟

مي قالت بدموع:

– أمي كانت بتتعامل مع الدجّال ده…

– كانت بتروح له عشان تفكّ حاجة…

– تربط حاجة…

– وكانت ست… جاهلة…

– ما تعرفش إن الدجّال ده…

– بيحب يخطف الأرواح الضعيفة…

– وإيهاب…

– كان من أقوى الأرواح اللي مسك فيها.

سكتت…

وبعدين قالت:

– يوم ما إيهاب مـ,,ــات…
– الدجّال كان هناك.

– وأنا شُفته…

– شُفته ماسك على جسم إيهاب…

– بس مكنتش فاهمة…

– قبل ما الشرطة تيجي…

– أنا…

– أنا الوحيدة اللي شُفته بيرجع على رجليه…

– وبيرجع يقع تاني…

– زي ما الروح بتطلع وتدخل

حسيت إني بتقشعر.

مي قالت:

– وبعدها…

– كل ليلة جمعة…

– إيهاب ييجي…

– وينده عليا.

الجزء السابع – القرار

وقفت…

وقلبى ن*ار.

– مي…

– أنا مش هسيبك تواجه حاجة زي دي لوحدك.

– ولا هسيب الراجل ده…

– مهما كان…

– ميت ولا مش ميت…

– يخوّفك…

– ولا يقرب لك.

مي هزت راسها بسرعة:

– لأ يا مازن…

– مش كده!

– لو شافك…

– لو شمّ ريحتك…

– لو عرف إن في راجل في حياتي…

– هيتجنن…

– وهيعمل اللي ما حدش يستحمله.

قلت:

– يعني عايزاني أهرب؟

– كل جمعة أختفي؟

– كل جمعة أتسحب زي الحرامي؟

– ده بيتي…

– وأنا…

– جوزِك.

سارة صرخت:

– مازن!!

– إحنا مش بنقول تهرب…

– إحنا بنقول…

– تسيبنا نعدّي الجمعة الجاية بسلام.

مي قربت مني…

ومسكت إيدي…

وبصوت بيتكسّر من الخوف:

– مازن…

– الجمعة الجاية مختلفة.

– هتنزل الساعة ١٢ بالظبط.

– وهينده عليّا…

– ولو ما لقيش البيت فاضي…

– هيكسّر الباب…

– وهيدخل…

– وهتبقى كارثة…

– كارثة علينا كلنا.

وقفت…

وتنفسى اتقل.

وقولت:

– لأ.

– الجمعة الجاية…

– هواجهه.

– وهفهمه…

– إنه خلاص.

– إني أنا اللي هنا…

– ومحدش يدخل بيتي غصب عني.

مي صرخت:

– هيموّتك يا مازن!

– هيموّتك!

سارة كانت بتعيط:

– مازن… اسمع كلامنا… بلاش…

لكن أنا…

كنت قررت.

لو كان فيه “إيهاب”…

حي…

ميت…

روح…

جسَد…

أياً كان.

هو داخل حياتي…

داخل بيتي…

داخل حرم بيتّي وزوجتي.

وأنا…

مش هسيبه.

أبدًا.

الجزء الثامن – ليلة ما قبل الجمعة

البيت كان ساكن…

بس السكون نفسه كان مرعّب.

زي ما يكون الجدران كلها بتتنفّس بخوف.

مي كانت قاعدة على الكنبة، ماسكة طرف إسدالها بإيدها، وإيديها بتترعش.

سارة قاعدة جنبها، مش بتتكلم…

مش بتتنفس تقريبًا.

وأنا؟

واقف في نص الصالة…

حاسس إني داخل على معركة مش عارف شكلها ولا نهايتها.

قلت بصوت ثابت:

– لازم أعرف كل حاجة…

– بالتفصيل…

– الليلة دي.

مي رفعت وشّها، ودموعها نازلة بدون ما تبذل مجهود:

– مازن…

– بلاش.

– بلاش تعرف…

– كل ما تعرف أكتر…

– كل ما يقوى أكتر.

جلست قدامها، وبصوت هادي:

– اتكلمّي يا مي.

سكتت…

وبعدين أخدت نفس طويل، كأنها بتغطس تحت ميّة عميقة.

1. أول ليلة ظهر فيها

– بعد ما إيهاب اتد*فن…

– بعد العزا بأسبوع…

– كانت ليلة جمعة.

– وأنا كنت نايمة…

– وفجأة…

– سمعت صوته.

ارتعشت.

– صوته…

– مش زي ما كان وهو عايش.

– كان أتقل…

– وأعمق…

– زي ما يكون طالع من جوه الأرض.

سألتها:

– كان بينده عليك إزاي؟

همست:

– “مي…

افتحي…

انزلي…

أنا مستني.”

سارة اهتز صوتها:

– أول ليلة… لقيت ماما واقفة في الطرقة…

مفتحا الباب…

بتمشي وهي نايمة.

مي قالت:

– صحيت…

لقيت نفسي قدّام باب البيت…

والباب مفتوح…

والليل… سواد.

مفيش ولا ريحة نور.

ومفيش صوت في الشارع… غير صوته.

صوته…

بينده.

أنا قربت منها:

– وخرجتي؟

دموعها نزلت أكتر:

– كنت مغيّبة…

مش واعية…

ومش قادرة أقفل الباب…

جسمى بيروح له غصب عني.

سارة قالت:

– وأنا…

كنت صغيرة…

جريت وراها…

ومسكت رجليها…

وقعدت أصرخ…

وأقول لها ما تروحيش.

مي كانت بترتعش وهي بتكمل:

– ولما وعيّت…

– لقيته…

– واقف.

2. صورته الأولى

سألتها بصوت متحشرج:

– شُفتِه؟

هزّت راسها:

– أيوه.

أنا قربت…

وكأن كل كلمة هي مفتاح لسر.

– كان عامل إزاي؟

مي فركت إيديها بعنــ,,ـــــف:

– جسمه… جسم إنسان.

– لبسه… نفس اللبس اللي مـ,,ــات بيه.

– بس وشّه…

– وشّه ماكانش…

– وش حد عايش.

– كان باصصلي بعينين سودا…

– سودا قوي…

مالهاش بياض.

– وكان…

– مبتسم.

سارة قفلت ودنيها بإيديها:

– بلاش يا ماما…

لكن أنا كنت لازم أعرف:

– وإيه اللي حصل بعدها؟

مي قالت:

– كل ليلة جمعة…

ينده.

وأنا…

لو ما خرجتش…

يحصل لي…

ذيّح.

– يعني إيه ذيّح؟!

– تختفي حاجات من البيت…

النور يطفي فجأة…

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock