
حب معلق بقلم اسما
أسمع صوته ورا ودني…
أسمع خطواته في الطرقة…
أحس بنَفَس حد بيشمّ رقبتي.
3. وجوده بيقوى
مي قالت:
– لكن الليلة اللي قبل ما أتجوزك…
كان أقوى ليلة.
لدرجة إنه…
حاول يدخل البيت بالقوة.
سارة قالت بصوت مرتعش:
– الباب كان بيتهز يا مازن…
تهز…
كأنه هيطير من المفصلات.
مي قالت:
– ومن يومها…
أنا عرفت إن وجودك في البيت…
هيخليه يهيج أكتر.
عشان كده…
كل جمعة بعد جوازنا…
كنت بنزل بدري…
قبل ما ييجي.
سكتت…
وبصتلي:
– بس لما شافك امبارح…
– حتى لو من بعيد…
– حتى لو مش متأكد…
– أكيد شمّ ريحتك.
– وده معناه…
وقفت فجأة وقالت الجملة اللي وقفت الدم في عروقي:
– الجمعة الجاية…
مش هييجي ينادي.
هييجي يدور عليك.
—
الجزء التاسع – مازن يرفض الهروب
كان عندي اختيارين:
الخوف…
أو المواجهة.
وأنا اخترت التاني.
وقفت وقلت:
– مي…
– أنا مش هسيب البيت كل جمعة.
– ولا هسيبك انتي وبنتك تواجهوا حاجة بالشكل ده لوحدكم.
– الراجل ده…
– حتى لو روح…
– أنا هقابله.
سارة شهقت:
– لأ يا مازن!
انت كده بتموـ,,ــــت نفسك!
مي جريت عليّ:
– مازن بالله عليك…
– ده مش بني آدم!
– ده… مش إيهاب أصلاً.
وقفتها قدّامي ونظرت في عينها:
– مش مهم هو مين…
المهم… إنه بيخوفك.
وبيتحكم فيك.
وبيمشيكي كل جمعة زي الأسيرة.
رفعت صوتي:
– وأنا…
ما أقبلش بكده.
مي انهارت على الأرض:
– يا مازن…
هو مش بيخوفني…
هو…
متمسّك بيا.
الجملة دي *تني.
جرحتني.
ك*سرت آخر حتة عقل فيّ.
صرخت:
– متمسّك بإيه؟!
– انتي مراتي!
– وده بيتي!
– ومش من حق أي حد…
– حي ولا ميت…
– يدخل حياتنا كده!
مي كانت بتبكي:
– مش من حقي أمنعك…
– بس…
– لو مـ,,ــات…
– هيموـ,,ــــتك معاه.
أنا صوتي واطي:
– يبقى ليجي.
—
الجزء العاشر – تجهيزات الجمعة
قضيت باقي الأسبوع وأنا بفكر…
بحاول أفهم…
بس في آخر الليلة…
مفيش فهم.
مفيش منطق.
فيه مواجهة… وبس.
عملت كذا خطة:
1. الكاميرات
ركبت كاميرا صغيرة في الصالة…
وأخرى في الطرقة…
وثالثة عند باب الشقة.
2. قفلت باب المطبخ الخلفي
اتأكدت إن محدش يخرج ولا يدخل من وراه.
3. جبت مصحف كبير، فتحته على سورة البقرة
لحد ما البيت كله ريحته قرآن.
4. جبت عطر قوي
علشان يبقى ليّ “ريحة” مختلفة…
لو إيهاب فعلاً “يشم” الرجال.
مي كان عندها انهيار عصبي.
سارة كانت مرعوبة.
وأنا…
كنت مستني.
مستني يوم الجمعة…
اللي فيه هقابل…
اللي عمره ما كان المفروض أواجهه.
—
البيت كله مطفي…
مافيهوش نور غير نور الكاميرا.
مي وسارة في أوضتهن مقفلات الباب.
وأنا…
واقف في نص الصالة…
قلبي بيدق…
ودنيا حواليا بتسكت.
الشارع برا مفيهوش صوت…
ولا حتى صوت عربية.
كانت الساعة 11:50…
بعد 10 دقايق…
هييجي.
شعرت بحاجة بتمشي في الهوى…
زي نسمة…
بس تقيلة…
سودا…
زي ما يكون حد… داخل.
وفجأة…
**الجرس خبط.
خَبَط…
مش رنّ.**
خَبْطَة واحدة…
تقيلة…
مليانة غض*ب.
رجلي اتجمدت.
وخبط تاني.
وتالت.
الميّة اللي في جسمي نشفت.
قربت من الباب…
وبصيت من العين السحرية.
ولأول مرة…
شُفته كامل.
كان واقف…
بجسمه الحقيقي…
بس وشّه…
وش ميت.
عيون سودا…
مش بشرية.
هدوم مهروقة.
ص*دره بيتحرك…
لكن مش بنفس بشر.
ولما قربت أكتر…
ابتسم.
وهمس… من ورا الباب:
– ماااازن…
فتح…
أنا جيت.
—
ط
الجزء الثاني عشر – فتح الباب
كان صوت إيهاب خارج الباب…
مش صوت إنسان.
الصوت كان بينحت الحيطان…
كأنه جاي من حفرة عميقة في الأرض.
– مـــازن…
افتح…
أنا جيــــت.
إيدي كانت على مق*بض الباب…
مش باختياري.
في حاجة كانت بتسحبني…
تحرّك جسمي من غير ما عقلي يتحكم فيه.
رجعت أفكر في كلام مي:
“لو شم ريحتك، أو عرف إنك موجود… هيتجنّن.”
لكن دلوقتي؟
هو نادى اسمي.
يعني ميتأكد.
وقاصد.
وعارف إنه بيخوفني.
وبدل ما أهرب…
فتحت.
نعم.
لفّيت المفتاح…
وسحبت الباب…
وبصوت هادي بس واقف جوا زلز*زال:
– تعالى.
الباب اتفتح.
اللحظة اللي اتغير فيها كل شيء
إيهاب وقف قدامي…
جسم حقيقي…
جسد رجل…
لكن الروح؟
مش موجودة.
شعره منكوش…
وشّه رمادي…
عينه سودا مافيهاش بياض…
كأنها حفرتين…
بيبلعوني.
بصّ عليّ.
اتسم وجهه ابتسامة…
ابتسامة مكسورة…
ابتسامة واحد بيرجع بيت كله ذكريات…
لكن كله غض*ب.
دخل خطوة.
الأرض تحت رجله…
كانت بتئن.
بصوت غليظ… مبحوح…
قال:
– أنت…
اللي واخد…
مكاني.
—
الجزء الثالث عشر – أول كلمة بينّا
وقفت…
وجسمي كان بيتجمد.
لكن…
عندي غرور رجل.
وكرامة.
وخوف، آه… بس مش ههرب.
قلتله بصوت ثابت:
– ده بيتي…
ومراتك مش مراتك.
وانت…
مش ليك مكان هنا.
ابتسامته اختفت فجأة.
وشّه اتقلب…
زي ما يكون وشه اتشدّ بخيط.
قرب مني خطوة.
كان بينا مسافة خطوتين…
لا زيادة ولا أقل.
وقال:
– مي…
مش ليك.
مي…
ليَّ أنا.
قربت منه أنا كمان…
غمست عيني في عينيه السودا:
– هي حرّة…
واختارتني أنا.
مش المطلوب منك…
ولا المتوقّع…
إنك ترجع.
إيهاب…
اتنفس…
أيوه…
اتنفس.
بس النفس كان بارد…
عارف البرد اللي بيطلع من تلاجة مفتوحة؟
هو ده.
طلع النفس في وشي، وقال:
– انت…
ما تعرفهاش.
ما تعرفش…
إيه بينا.
قلتله:
– اللي بينكم… مـ,,ــات معاك.
وانت… مجرد ظل.
مجرد شيء…
مش المفروض يبقى هنا.
رجع راسه ورا…
اتنفّس بصوت عميق…
مرعب…
ثم قال:
– طب…
وريني…
هتقدر تمنعني إزاي.
—
الجزء الرابع عشر – أول لمسة… مش بشرية
مد إيده…
ما كانش بيهجم…
كان بيرفع إيده زي ما يلمس كتفي.
بس قبل ما يلمسني بنص ملي…
حسّيت ريحة…
ريحة موـ,,ــــت.
ريحة تراب…
ريحة قـ,,ــــبرمفتوح.
جسمي اتشنج.
بس…
في اللحظة اللي إيده قربت…
سورة البقرة اللي شغّلتها من الموبايل في الصالة…
عليها صوت الشيخ المنشاوي…
ارتفع جزء معين:
“اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ…”
إيد إيهاب اتوقفت.
جسمه هزّ.
اتكّع على الحيطة…
وص*دره بدأ يطلع وينزل بسرعة.
صرخ:
– طفييييييييها!
أنا ماطفيتش.
ولا حتى قربت.
قلتله:
– القرآن مش هيتطفي.
زيك ماينطفيش…
لكن هنا…
على أرضي…
مش هتتحرك خطوة.
هو بص لي بغض*ب…
غض*ب يخوّف مدينة كاملة.
– مي بتندّه لي كل ليلة جمعة…
وأنا…
باجي.
كان بيقولها كأنها قانون…
كأنها عهد.
قلتله:
– ده زمان.
دلوقتي مي مش محتاجاك.
ومش هتنزل.
وانت مش ليك مكان هنا.
—
الجزء الخامس عشر – صــــوت يهد الشقة
إيهاب رفع راسه للسقف…
وزعق.
زعق بصوت…
مش بشري.
الصوت كان موجة…
أبرج نيوز ادس
جديد
مرحبًا، romany
بحث عن
الوضع المظلــ,,ـــــم
أبرج نيوز ادس
القائمة
الرئيسية/Uncategorized
حب معلق
هزة…
قنبلة مرعبة.
البيت كله اتهز.
لمبات الممر نورت وطفت.
باب أوضة مي اتخبط جامد.
وسمعت صرخة سارة جوا الأوض
– ماااااامااااا!
أنا زعقت:
– مـ,,ــاتفتحوش!
اقعدوا جوه!
إيهاب بص لي…
وعينه ولعت ن*ار سودة.
قال:
– مي بتعصي.
وانت…
واقف في سكتها.
يبقى…
أشيلك.
ومد إيده ناحيتي…
المرة دي…
مش ببطء.
هجوم.
الجزء السادس عشر – اللمسة اللي ك*سرت الهواء
إيهاب مدّ إيده عليّ…
مش إيد إنسان.
إيد باردة، لونها رمادي، كأنها طالعة من حفرة.
سرعتها مش بشرية…
زي ما تكون بتقطع الهوا.
وما لحقتش أرجع خطوة…
إيده خبطت في ص*دري.
مش خَبْطة…
دي كانت دفعة.
وقبل ما أفهم…
كنت طاير.
طاير حرفيًا…
اترمّيت نص متر لورا…
خبطت ظهري في الحيطة…
والنفس اتسحب مني.
وقفت وأنا أص*در شهقة ألم.
مش قادر أتنفس.
إيهاب ضحك.
ضحكة…
مالهاش صوت إنساني.
ضحكة جوّاها صدى…
صدى قبــ,,ـــــر.
وقال:





