روايات

ملا,كى ج٢

الفصل ٦

أسد بصراخ شديد : همممممممس
فزعت همس وارتجفت بشدة ولكنه كان كالأعمى لا يرى سوى مشهد احتضان رجل لملاكه هو وحده

جرى أسد ناحية همس وهى تبكى بشدة من الخوف

وانتشلها بعن*ف من جده وظل يهزها بشدة وهو يصرخ بها

أسد بصياح: قولتلك إنتى ملكى أنا … ليا لوحدى إزاى سمحتيله يحض.نك … إنتى غبية مش بتفهمى …. إنتى ليا ….. اليوم اللى هتبعدى فيه عنى هو آخر يوم فى حياتنا …. أنا لو حسيت بس إنك ممكن تحتاجى حد غيرى أو تميلى ليه …. وقتها هقت.لك وهمو.ت نفسى معاكى… حتى المو.ت مش هسمحله إنه يفرق بينا ….. ولو حد فكر يقرب منك أنا مش هقت.له بس لأ أنا هقت.له هو وكل اللى بيحبهم عشان يكون عبرة للى يفكر يقرب منك تانى …. حتى لو مين مش هيفرق معايا

وظل يصرخ بها بهستيرية وهى تبكى بشدة ولم تسمع أى شيء مما قاله فهى فى حالة خوف شديدة

نظر ماجد بصدمة شديدة لحفيده الحكيم الذى تحول لعاشق حد النخاع ومتهور طائش وكل هذا بسبب طفلة صغيرة

نظر الجد لهمس وقد أشفق عليها مما سيحدث لها فى المستقبل على يد هذا المختل حاول ماجد الصراخ على أسد ليبتعد عنها فقد تحول وجهها بالكامل للون الأحمر وهى تسعل بشدة وتكاد تختنق

ماجد: أسد سيبها البنت مش بتتنفس

ولكن كيف لصوته أن يسمع وسط كل هذا الصراخ والبكاء

ظل أسد على حاله وهو كالمجــ . ــنون لا يدرى ما يفعله كل ما يراه الآن هو شكل معشوقته وهى بأحضان ماجد فهو رجل بالنهاية مهما كان عمره

يغار عليها من النساء فما بالك بالرجال

عندما كانت الخادمة تساعد همس فى الاستحمام كانت الغيرة تأكل روحه وقلبه أحس بالإختناق

لا يعلم ما هذه القوة الخارقة التى منعته من اقتحام المرحاض وقت.ل هذه الخادمة

وفى أقل من ثانية عم الهدوء فى كل مكان

فقدت همس وعيها بالكامل وسقطت بين يديه كالج*ثة الهامدة التى سحبت منها روحها

فزع أسد بشدة واتسعت عينيه

أحس بالإختناق

لم يتحرك من مكانه بل ظل ينظر لها ولكل مكان حوله كأنه تائه وهو كذلك هى طريق الهداية الذى أرشده الله إليه

كان ماجد أول من خرج من صدمته فهز أسد سريعا حتى يوقظه من صدمته هو الآخر

الجد: أسد … أسد فوق …. همس هتمو.ت يا أسد

” هتمو.ت” رنت هذه الكلمة فى ذهنه

ماذا أتتركه وحده بعدما أسقته من نعيمها فليلة واحدة نامت بين أحضانه جعلته يعش*قها حد الإد.مان فحض.ن منها يكفيه ويزيل همومه ح.ضن واحد منها يشعره بالأمان الذى حاول العثور عليه

عندما استعاد وعيه حملها بسرعة وصرخ فى جده أن يتصل بالطبيبة

____________________________

عند مازن

كان يأخذ أشيائه التى جاء بها من ماله الخاص وترك كل شيء خاص بسمر

اتصل بها وقطع علاقته نهائيا

لم تبالى أبدا فقد بدأت تمل منه

ترك مازن السيارة أيضا وأخذ سيارة أجرة متجها إلى شقته

تذكر مقابلته مع ياسمين

تمنى لو يقابلها مرة أخرى

لكان الوضع أسهل لو لم يكن سيضطر للزواج بسمر عاجلا أم آجلا ولكنه متأكد أنه يفعل الصواب ولن ينحرف عنه أبدا

_______________________________

بقصر عائلة ضرغام

فى غرفة سعيد وسمية

سمية: سامع الصريخ اللى فوق ده … ده صوت أسد

سعيد : أيوة صح …. بس خلينا فى حالنا أنا بصراحة زهقت من اللى بنعمله ده … أنا قعدت وفكرت مع نفسى ولقيت كل حاجة كنا بنعملها كانت غلط

سمية: نعم يا خويا …. غلط إيه إنت نسي..

ولكنه قاطعها صارخا: سمية أنا سكتلك كتير اتعدلى أحسنلك أنا مش عايز حاجة غير إنى أصلح الباقى وأربى سامر وسمر بعد ما فشلنا فى كده وهما صغيرين مش عايز مستقبلهم يبقى زيى ويندموا فى الآخر أسد وأبوه وأمه عمرنا ما شوفنا منهم حاجة وحشة وأنا عارف إنك بتعملى ده كله ليه فخلينى ساكت ولو حسيت إنك بتخططى لحاجة قسما عظما لأرجعك من الشارع اللى جبتك منه فاهمة

سمية بوعيد: فاهمة

_________________________________

بالأعلى

دخل أسد بسرعة إلى غرفته ووضعها على الفراش ونظر لها

ثانية … ثانيتان … وانفجر فى بكاء مرير لأول مرة فى حياته يبكى بهذه الطريقة بعد مو.ت والديه

أسد ببكاء شديد وهو يقبل رأسها كإعتذار لها: أنا آسف سامحينى يا حياتى يا ريتنى أمو.ت قبل ما أرعبك بالطريقة دى اعذرينى يا حبيبتى بس إنتى مستبدة يا ملاكى… أيوة مستبدة إنتى خليتينى أعش*قك بجنون ومبصش لأى حد غيرك وتيجى إنتى فى الآخر متحبينيش وكمان تخلى غيرى يحض.نك ويلمسك… إنتى السبب يا ملاكى…. إنتى السبب … إنتى اللى خليتينى مجــ . ــنون بيكى أنا قلبى واجعنى أوى وفى صراع كبير جوايا عقلى بيقولى لو بتعش*قها سيبها تعيش حياتها ومتأذيهاش وقلبى بيقولى لو بتعش*قها احبسها وخليها ليك إنت لوحدك مش عارف أسمع كلام مين بس فى كلا الحالتين أنا هفضل أعش*قك …عارفة أنا طول عمرى بفكر دايما فى غيرى وبشوف مصلحتهم…. لكن إنتى لأ إنتى الحاجة الوحيدة اللى هكون أنانى فيها …. إنتى الحاجة الوحيدة اللى هفكر فى مصلحتى وبس واللى هتكون معاكى إنتى وبس…. أنا وعدتك إنى هتغير بس مش عارف…. اصحى وساعدينى أتغير أرجوكى عشان خاطر أسدك يا ملاكى …. عالجينى يا ملاكى …… وحشنى أوى أسمع اسمى منك والبراءة اللى دايما مرسومة على وشك ووحشتنى عيونك الغريبة اللى بتتغير بحالاتك… بتبقى رمادى لما بتغض*بى …وبتبقى خضرا أما تفرحى…. وبتزرق لما بتخجلى يلا يا ملاكى اصحى وورينى بقية الألوان… لسة فى حاجات كتير عايز أعرفها عنك …. لسة عايز أعيشك فى الجنة اللى اتحرمتى منها ….. أسدك بيترجاكى إنك تصحى وترجعى الروح ليه تانى

ظل يتحدث معها ودموعه لا تتوقف حتى دق الباب فأزال دموعه بسرعة فليس لأحد الحق برؤية ضعفه سوى ملاكه فقط لا أحد غيرها

أسد: ادخل

دخل ماجد ومعه طبيب فى الأربعين من عمره

أسد بصرامة شديدة وقد عادت عينيه للقتامة ولونها الأسود: مين ده؟؟؟

ماجد باستغراب: ده الدكتور يا بنى

أسد: أنا عايز دكتورة مش دكتور إزاى تجيبه وإزاى تفكر إنى ممكن أسمحله يقرب من ملاكى

ماجد: لأ بقى لحد هنا وكفاية … البنت هتم.وت ابعد عن غيرتك دى دلوقتى أهم حاجة هى

أسد وهو ينظر له بغض*ب فهو لم ينسى قربه من ملاكه: وإنت مالك إنت عايز إيه منها ها هى هتحبنى أنا حتى لو مش حبتنى فغصب عنها هتكون ملكى وأنا هوفرلها كل حاجة وعش*قى هيكفينا إنه يعيشنا بسعادة

ماجد بتهكم: مهو واضح السعادة فعلا لسة البنت مكملتش يومين معانا ودى بقت حالتها اهدى كده يا أسد دا أنا يمكن أكون أكبر من جدها كمان

أسد: حتى لو إنت أبوها أو جدها فعلا متقربش منها واطلع بره مع الزفت ده وهات دكتورة

ماجد: ماشى يا أسد بس بص على همس كده الاول

نظر أسد لها ليجدها نائمة لا حول لها ولا قوة وقد ازرق وجهها واحمر فخاف بشدة وقرر التخلى عن غيرته لبعض الوقت لسلامتها فقط وبعدها سيحاسب الطبيب

أسد: ماشى تكشف عليها بس قسما برب العزة لو تجاوزت حدودك لأكون مم.وتك إنت وعيلتك كلها

فحصها الطبيب وهو يرتعش بشدة وسط نظرات الغض*ب والغيرة الحارقة من أسد ونظرات الشفقة من الجد على حال حفيده وهذه الطفلة الجميلة التى تذكره بحبيبته الراحلة وأمنيتها فى أن تنجب فتاة وتسميها همس ولكنها توفت قبل أن تحقق أمنيتها

بعدما انتهى الطبيب من الكشف

الطبيب براحة: هى بس اتعرضت للخوف الشديد وده خلى عندها ضيق تنفس بتمنى متتعرضش للزعل أو الخوف الزيادة لإن الواضح إن جسمها ضعيف جدا وياريت تهتموا بأكلها أكتر من كده وفى احتمال إنها أما تصحى متفتكرش الحاجة اللى خوفتها ودا ياريت يحصل عشان متتوترش كتير

اطمئن أسد وتمنى لو تنسى فعلا فهذه ستظل نقطة سوداء فى حياته ويتمنى ألا تكون كذلك فى حياتها أيضا

وفى أقل من دقيقة كان الطبيب يفترش الأرض وهو مص*اب بشدة وفوقه أسد وهو يلهث وسط صدمة الجد

أسد: دا عشان قربت منها ولمست دماغها وقلبها وقبل ما تخرج تشوفلى أفضل دكتورة هنا فى مصر ولو احتجت تجيبها من برة هاتها عشان هتكون مسئولة عن همس وبس وياريت تكون أكبر من أربعين سنة مفهوم

الطبيب بخوف وألم وهو يزحف للخارج: حاضر يا أسد بيه من بكرة هتكون عندك

خرج الطبيب فنظر ماجد لأسد

ماجد: تعالى عايزك برة

ثم خرج

نظر أسد لملاكه وقبل جبينها ثم غطاها جيدا وخرج لجده

___________________________

فى مكان ما

الشاب : اجهزى يا تسنيم أسد المفروض يرجع بكرة من أجازته فأكيد هيرجع يديكى ملفات تانية حاولى تخليه يثق فيكى أكتر وأكتر

تسنيم: تمام ماشى بس أكيد كله بحسابه

الشاب: هتلاقى حسابك فى البنك زاد للضعف بس يارب تفيدينى المرة دى بس

تسنيم: متقلقيش يا باشا اللى عايزه هيحصل

الشاب: يلا أنا همشى أنا بقى

______________________________

فى غرفة الجد

الجد: إيه اللى حصل ده

أسد ببرود: المفروض أنا اللى أسأل إزاي تقرب منها بالشكل ده

ماجد: أنا مش همنعك عنها يا أسد عشان أنا كنت زيك فى يوم من الأيام مع إنى كنت بعرف أتحكم

فى غيرتى بس هعديهالك …. اللى عايز أقوله حاول متزعلهاش يا أسد … ومتقلقش أنا هشرح الموضوع للى هنا وهعرفهم حدودهم عشان ميدايقهاش أى حد منهم

أسد : شكرا يا جدى

ماجد بنبرة ذات مغزى: أسد ….. إنت عارف كويس إيه اللى هيعكر حياتك معاها ….. وأنا لحد الآن عند رأيى ….. لو عايز أنا مستعد أوديك من بكرة وهكون جنبك دايما

صمت قليلا ثم نظر له بشرود: ملاكى هى أمانى وعلاجى الوحيد

مش محتاج حاجة غيرها هى وبس

خرج بهدوء فتنهد الجد وهو يدعو لحفيده بالصلاح

1 2 3 4 5 6الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock