قصص قصيرة

روحت لوحدي اعمل سونار

تشوفي البيبي
ابتسمت بتوتر
جاهزة بس لو ينفع نطمن على كل حاجة النهاردة بالتفصيل.
أكيد إنت في الشهر الكام دلوقتي
التامن.
نامت على السرير رفعت العباية شوية حست ببرودة الجل على بطنها وبدأت الدكتورة تحرك الجهاز.
سكون.
ما فيش غير صوت جهاز السونار وهو بيعمل بييب خفيف.
وعينين نورسين معلقة في الشاشة.
الدكتورة قالت بابتسامة
ما شاء الله شايفاه
على الشاشة كان في كائن صغير جدا بس عظيم جدا مكور رجله الصغيرة واضحة إيده بتتحرك حركة بسيطة وقلبه قلبه كان بيخفق بسرعة صوت النبضات بيملأ الأوضة.
اسمعي
وبدأ صوت دوم دوم دوم دوم السريع يرن في ودنها.
عينها ڠرقت بالدموع
ده ده قلبه
أيوه قلبه وصحته كويسة والحجم ممتاز والوضع طبيعي.
كانت لحظة مقدسة لحظة بيختلط فيها الخۏف بالحب القلق بالإيمان. لحظة كانت تتمنى إن محمود يكون جنبها فيها يمسك إيدها يضغط عليها لما يسمع صوت النبض لأول مرة.
أغمضت عينيها وسرحت
تخيلت محمود واقف جنبها ماسك إيدها يضحك ويقول ده ابني! سمعتي نبضه ده ابني!
بس لما فتحت عينيها ما لقيتش غير الدكتورة والسقف الأبيض.
في نفس اللحظة في مكتب صغير في شركة مزدحمة محمود كان قاعد على مكتبه. المكتب مليان أوراق وشاشة الكمبيوتر مفتوحة على جدول طويل من الأرقام. زميله شريف دخل قعد على طرف المكتب وقال له
إيه يا عم وشك مصفر كده ليه
ولا حاجة صداع بسيط.
مش من قلة النوم من قلة الفرح مراتك حامل ومخه مشغول في الفواتير بس
محمود ضحك ضحكة باهتة
يا عم إنت مش فاهم أنا لو ما حسبتشهاش صح بكرة نغرق.
بس لو فضلت تحسبها كده هتخسر حاجة أهم من الفلوس.
الكلمة دي وقفت

في ودنه.
خسران إيه
هل هو فعلا بيخسر نورسين من غير ما يحس
في اللحظة دي موبايله رن. رسالة من نورسين
دخلت للدكتورة هدخل على السونار دلوقتي.
مسك الموبايل وبدأ يكتب
تمام حبيبتي طمنيني.
بس ما بعتهوش فورا. فضل باصص في الشاشة. فجأة تخيل وشها وهي لوحدها في الأوضة الباردة على السرير والجل البارد على بطنها. تخيل إيديها وهي بتدور على إيده عشان تمسكها وما تلاقيهاش.
حس بحاجة بټخنقه. حاجة بين الندم والذنب.
قام فجأة من على الكرسي.
شريف سأله
رايح فين
مراتي عندها كشف دلوقتي ولازم أروح.
طب الشغل
الشغل كتير بس اللحظة دي مش هتتكرر.
خرج من الشركة يجري نسي شنطته نسي الورق نسي كل حاجة.
في العيادة تاني الدكتورة قالت
إنت كويسة شكلك متوتر شوية.
خاېفة بس كل مرة بأجيلك لوحدي بحس إن في حاجة ناقصة.
الدكتورة بصت لها بتعاطف
جوزك مشغول
هو آه بس أوقات بحس إنه مش عايز يواجه المسؤولية.
سكتت الدكتورة لحظة وبعدين قالت
عارفة الرجالة ساعات پتخاف أكتر مننا بس بيعبروا بطريقة غلط بالهرب.
نورسين ضحكت بسخرية ناعمة
بس الهروب ۏجع ۏجع أوي.
محمود كان بيقطع الشوارع جري بيعدي بين العربيات نبضه بيعلى مع كل خطوة.
في دماغه مشاهد سريعة يوم كتب الكتاب لما شافها أول مرة بفستان أبيض بسيط وعينين بتلمع. ليلة دخلتهم لما كانت بتترعش من الخۏف وهو بيطمنها. أول مرة قالت له حبيبى أنا حاسة إني حامل.
وبعدين صوتها وهي بتقول روح معايا يا محمود.
وهو بيرفض.
وصل قدام العيادة.
طلع على السلم اتنين اتنين وهو نفسه مقطوع قلبه بيدق بسرعة.
فجأة وهو داخل سمع من جوه صوت ممرضة بتقول بقلق
دكتورة في تقلصات زيادة شوية أنا حاسة إن في حاجة بتحصل.
كلمة تقلصات وقفت في قلبه.
فتح الباب على الاستقبال والكل اتفاجئ بيه داخل يجري عينه بتدور على نورسين.
صړخ من غير ما يحس بصوت عالي
الحقوني! مراتي بتولد!
اللي قاعدين بصوا له الممرضة وقفت مذهولة.
مين مراتك
نورسين! نورسين محمود! عندها سونار دلوقتي جوه!
الممرضة اتلخبطت لحظة وبعدين جريت على أوضة السونار.
الدكتورة كانت

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock