
عشق الروح اسما السيد
بتدعي إن اللحظة دي تعدي. أول ما القبر اتقفل التعبان لف واختفى جوه الأرض.
الناس افتكرت إن الموضوع خلصبس الشيخ ما كانش مطمن.
قالهم اقفوا ادعولها بنيه صافيه صدقوني مش كل اللي بينشوفوا في الدنيا لازم بيتفسر أنه اذي عادي ممكن كانت ست صالحهوبس اقفوا ادعولها يالا
عدي اليوم روحوا المقبرة ما كانت زي الأول.
والليل هناك لسه تقيل
والناس لسه لما تعدي من جنب قبرها تحس إن في عينين بتبص.
والحكاية فضلت وكل ما تتحكي حد يقول
الله أعلم كانت بتعمل إيه
وحد تاني يرد
مش كل اللي شكله وحش يبقى وحش.
بس الحقيقة
ولا حد عرفها
ولا الناس نسيت فضلوا يتكلموا بس الشيخ بعد ما خلص الدفن ما مشيش على طول. قعد في البلد تلات أيام والناس مستغربة. كان كل فجر يطلع المقابر لوحده ويقف قدام قبرزينب يقرأ ويسكت ويبص في الأرض كأنه بيسمع حاجة مش مسموعة.
وفي اليوم التالت نادى كبير البلد وقال له
هاتلي أي حد كان يعرف الست دي من زمان قبل ما تبقى بالشكل ده..
الناس اترددت. محدش كان عايز يفتكرها ولا يفتح سيرة. بس في الآخر جابوا ست كبيرة في السن اسمها الحاجة صفية كانت جارتها زمان. الست دي كانت إيديها بترتعش وهي بتتكلم.
قالت الصدمه زينب ما كانتش وحشة زينب كانت مظلومة..
الشيخ سكت وقال كملي
قالت صفية إن زينب وهي صغيرة كانت بنت عادية جميلة وبتحب الضحك. أبوها كان فلاح غلبان وأمها ماتت بدري. لما كبرت شوية اشتغلت تخدم في بيت واحد من كبار البلد. الراجل ده كان متجوز وعينه فارغة وفي يوم حاول يقرب منها غصب. زينب صرخت هربت بس الشر كان أسرع من الحق.
اتهموها هي.
قالوا دي بنت شمال.
قالوا دي جابت العار.
وأبوها من كتر القهر طردها من البيت.
زينب خرجت من البلد وهي مكسورة. محدش سأل راحت فين.
وبعد سنين رجعت بس مش زي الأول.
رجعت ساكنة جنب المقابر هادية ساكتة ووشها مش بيبين حاجة.
الشيخ هنا فتح عينه وقالت
هي ما انتقمت ش من الناس انتقمت من نفسها
سألها يعني إيه
قالت صفية في واحدة ست كانت بتلف على البلاد ست غريبة بتدعي إنها بتفك السحر وبتداوي المكسورين. زينب راحت لها. الست دي قالت لها حقك مش هيرجع غير لما تقربي من اللي تحت الأرض..
زينب ما كانتش فاهمة بس كانت تعبانة مكسورة ومش فارق معاها حاجة. الست علمتها حاجاتأذكار مش من الدين وعهود اتربطت بيهموقالت لها اللي هيساعدك مش من البشر..
زينب ما آذتش حد بس فتحت بابباب ما اتقفلش.
الشيخ ض رب كف على كف وقال عشان كده التعبان..
التعبان كان عهد كان حارس.
مش عقاب لكن رباط.
زينب وهي عايشة كانت بتدخل المقابر بالليل مش عشان تأذي لكن عشان تحافظ على العهدولما ماتت فجأة العهد اتكسر والحارس رفض يسيب الجسد.
الشيخ قال هو ما كانش واقف يمنع الدفن
هو كان مستني حد يفهم الحارس مكنش غير عشق ملقتوش من البشر
وفي الليلة دي الشيخ طلب من أهل البلد كلهم يطلعوا المقابر بعد العشا. رجالة وستات.
اللي غلط واللي سكت واللي ظلموقفوا حوالين القبر.
الشيخ قال بصوت عالي يا اهل البلد الست دي ماتت مظلومة وعاشت مكسورة وربطت نفسها بحاجة ما تعرفش تفكها.
النهارده الحق يرجع باعترافكم لما سالتكم ليه انكرتوا اللي حصل زمان..
واحد ورا التاني الناس بدأت تعيطاللي ظلم سكت
واللي خاف وما دافعش اعترف وابن الراجل اللي كان السبب وقع على الأرض وقال أبويا هو اللي دمرها
الأرض هزت هزة خفيفةوالهوا سقع فجأة.
التعبان طلعبس المرة دي ما كانش واقفكان ماشي بعيد عن القبرالشيخ قرأ ودعا وقال العهد اتفكابنها اللي خلفته واتخلي عنها بكابكا بحرقه وندم كان فاكر انها ست وحشه وابوه خدوا منها وهربورجع علشان يدفنها ويخلص منها
ومن اليوم ده المقبرة رجعت هادية.
وزينب بقت اسمها يتقال برحمة مش بخوف.
والبلد اتعلمت درس اتأخر قوي
مش كل سكون غموض
ومش كل خوف شر
وأحيانا اللي واقف قدام القبر
بيكون مستني حق مش دم لو يمكن عشق خفي بين اتنين ارتبطوا بالروح وعشق الروح للروح اقوي من اي عشق
تمت عن قصه حقيقيه حصلت بس طبعا الناس معرفتش السبب ختام القصه كانت من وحي خيالي.. تمت سلسلة حكايات اسما السيد حصري وكامله لبيدج وجروب حكايات توته وستوته





