قصص قصيرة

لعڼة سراميك

لحد ما الشاكوش خبّط في حاجة مش سيراميك.
صوت مختلف… مكتوم… كأنه خبّط على خشب أو صندوق.
اتسمرت في مكاني، وإيديا بقت بتتهز لوحدها، ونفَسي بدأ يتقطع، والريحة بقت أقرب لريحة حاجة مېتة بقالها وقت.

زقيت باقي السيراميك بإيديا، وظهر تحت الأرضية غطاء مربع متغطّي بطبقة رفيعة من الأسمنت… كأنه متقفل من سنين.
غطاء قبو… أو مخزن… أو قبر.

قربت أذني منه…
الصوت اللي كان بيجي بالليل…
الصوت المكتوم…
كان جاي من تحت الغطا.

رجلي كانت بتترعش، بس قلبي كان بيشدّني إني أفتح.
جبتمفك… وزقيت الغطا بالعافية.
طلع معايا…
وطلع معاه ريحة أسوأ من أي حاجة شمتها في حياتي.

نورت بالكشاف…
وشفت حاجة عمري ما كنت أتخيلها:

جوزي.
آه… جوزي نفسه.
متكوّر… متكتّف… ومكتوم…
عينه مفتوحة، وباصص لفوق… على الاتجاه اللي المفروض يكون فيه أنا.
بس… ماكانش فيه روح.
ولا حركة.
ولا نفس.

جوزي…
المېت.

بس قبل ما عقلي يستوعب…
سمعت صوت خربشة من جوه الفتحة… ووراه صوت تاني…
صوت حد تالت… مش جوزي…
وكأنه كان مستخبي وراه…
وخرج صباع بني آدم، طويل… ومش طبيعي، بيزحف ناحيةفتحة النور.

رجعت لورا وأنا بصرّخ.
قربت أغطي الفتحة، بس قبل ما ألمس الغطا…
سمعت صوت جوزي.
صوته هو…
بس طالع من چثة ما بتتنفسش.

صوت واطي… مبحوح… وقال:

“اقفلي…
هو… لسه… جوا.”

الصباع التاني خرج…
وبعده جزء من وش… مش وش إنسان… وش مشوّه، ولونه غامق، وعيونه سودا كأنها حفَر.

جريت أسحب الغطا… وحطيته بالعافية وسط صړاخ كان بيطلع من تحت…
صوت حاجة بتتزق من الناحية التانية علشان تطلع.

فضلت ضاغطة بكل قوتي…
والصوت يعلى…
ويتحول لزئير…
لحد ما فجأة… سكن.

سكون تام.

قعدتقدام الغطا يمكن ساعة… يمكن أكتر… لحد ما قدرت أقوم.
جريت على الموبايل… بلغت الشرطة…
جت قوة كاملة وفتحت الحمام.

1 2الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock