قصص قصيرة

فتى الزرقاء الچريمة التي هزت الأردن

الثاني والاخير
فتاة وهمية على فيسبوك أرسلوا له عبرها رسائل ود مزيف دعته للقاء قرب مبنى بلدية الهاشمية. جاء صالح في الموعد المحدد بقلب شاب لم يعرف بعد الخطړ الحقيقي لكن حين لمح وجوها مألوفة بين المارة فهم متأخرا أنه وقع في فخ قذ ر حاول الهرب لكنهم لحقوا به أحاطوا به من كل الجهات أشهر أحدهم مس دسا في وجهه وآخر وضع مفك ا على بطنه بينما كان آخرون يغلقون أبواب الباص بإحكام. لم يعد هناك مهرب. اقت ادوه إلى الشقة التي أعدت مسبقا لتكون مسرحا للۏحشية. في الداخل خيم صمت مخيف والهواء مشبع برائحة الخۏف والرهبة. بدأوا يضر بونه بعن ف هستيري يسقط ويقوم ېصرخ يناشد الرحمة لكن الرحمة لم تكن تسكن قلوبهم. أحدهم أمسك بسا طور رفعه وهو يبتسم ببرود ثم هو ى به على يده ضر بة تلو أخرى حتى بتر ت تماما فيما الآخرون يضحكون كأنهم في طقس شيطاني. ثم بت روا اليد الأخرى شو هوا وجهه تركوه يتخبط في ظلام أبدي. أحدهم وقد تجرد من إنسانيته تماما ملأ كأسا من د مه وغسل به وجهه قائلا لسه ما خلصنا ث أر أخوي هاي تنكيشة أسنان. 
ثم ألقوه في الطريق جسدا منهكا ووجها غارقا في الد م وعينين لم تعودا تريان. لم يصدق من وجده حيا حمله إلى المستشفى وهو لا يصدق أنه إنسان لا يزال يتنفس بعد هذا الچحيم. في الأثناء أرسل الجناة إلى والدته كيسا بلاستيكيا فيه يدا ابنها المق طوعتان وكأنهم أرادوا أن يط عنوا قلبها مرتين مرة بد م ابنها ومرة بدموعها. 
انتشر الفيديو الذي وثق المشهد كالن ار في الهشيم مشهد لا ينسى فتى صغير على الأرض مغطى بالد ماء يئن بصوت متقطع فق د يديه وعينيه لكن لم يفقد الحياة. كانت صورته كفيلة بأن تهز بلدا بأكمله.
الأردن كله بكى صالح الوطن العربي كله ارتجف من هول ما رأى. تدخل الملك عبدالله الثاني شخصيا وتحركت أجهزة الأمن بسرعة غير مسبوقة وتم القبض على الجناة خلال أيام. في المحكمة ظهرت تفاصيل تقشعر لها الأبدان. تسع تهم وجهت إليهم الق تل العمد الخ طف إحدا ث عا هة دائمة العمل الإره ابي تشك يل عص ابة أش رار والعدالة لم تتأخر. حكم القضاء الأردني على ستة منهم بالإع دام شنقا والبقية بالس جن لسنوات طويلة لتكون الأحكام رسالة حاسمة بأن العدالة في الأردن لا تعرف الخۏف. أما صالح ذلك الفتى الذي أرادوا له المۏت فقد قرر أن يعيش. تم تركيب أطراف صناعية له فقد إحدى عينيه لكن الأخرى ترى الحياة بوضوح جديد. اليوم يدرس في الجامعة يمارس الرياضة يبتسم رغم كل شيء. صار رمزا للصبر والانتصار على الألم قصة تروى لتشهد أن الإنسان يمكن أن يكسر جسده لكن لا يكسر قلبه.
قصة فتى الزرقاء ليست مجرد جر يمة إنها مرآة لما يمكن أن يفعله الحقد حين يفقد الإنسان ضميره وهي في الوقت ذاته درس خالد عن معنى النهوض من تحت الركام عن شجاعة فتى واجه الظلام وانتصر عليه بنور إرادته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock