عبير الشرقاوي: رحلة فنية متقلبة بين النجومية والحجاب
منذ ظهورها الأول في فيلم “حلق حوش”، جذبت عبير الشرقاوي الأنظار بملامحها الهادئة وجمالها الآسر. توقع الكثيرون أن تصبح نجمة كبيرة في سماء الفن، خاصة وإنها ابنة المخرج الكبير جلال الشرقاوي، الذي ساعدها على دخول عالم الفن. ولكن على الرغم من البدايات الواعدة، شهدت حياة عبير تقلبات كبيرة أكدت أن الطريق إلى الشهرة ليس سهلاً كما يعتقد البعض.
ولدت عبير الشرقاوي في عائلة فنية، حيث كانت والدتها هي إحدى الفنانات المعروفات. كان من المتوقع أن تسير على خطى عائلتها، ولكن يبدو أن القدر كان يحمل لها مفــاجآت من نوع آخر. بدأت مشوارها في الفن بالعديد من الأدوار، حيث استطاعت أن تبرز موهبتها وتميزها في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية.
مع تقدم مسيرتها، بدأت عبير تواجه تحديات متعلقة بحياتها الشخصية. فقد كانت لها قصة حب غير تقليدية مع أحد الأشخاص الذي لم يكن والدها راضيًا عنه. ورغم العقبات، تزوجت عبير من طبيب نفسي، لكن زواجهما لم يستمر طويلاً، حيث واجهت العديد من الصعوبات النفسية والعاطفية مما أدى إلى انفصالهما سريعًا. هذه التجارب المؤلـمة ساهمت في تغييرات كثيرة في حياتها، حيث بدأت تفكر في التركيز على الراحة النفسية الروحية.
تأثـرت بشكل كبير بما حولها، مما جعلها تأخذ القرار الجريء بالاعتزال وارتداء الحجاب. لم تكن تلك الخطوة هي النهاية، بل كانت بداية فصل جديد من حياتها. قامت عبير بارتداء النقاب بعد فترة من الحجاب، مما أثــار جـدلًا واسعًا بين معجبيها ومتابعيها. وبينما كانت تعيش فترة من الهدوء والاستقرار، جاءت بعض الأحـداث في حياتها لتثــير ضغوطًا جديدة.
بين الحين والآخر، تناقلت وسائل الإعلام أخبارًا عن عبير الشرقاوي، خاصة بعد تجربتها المؤلـمة في الزواج وعملية التجميل الفاشــلة التي خضعت لها. قالت عبير في إحدى المقابلات إن تلك العملية كانت تجربة قاســية، وأكدت أنها لم تحقق النتائج المرجوة، بل زادت من مشــاعر عدم الرضا عن نفسها. وفي سياق مشــكلاتها الشخصية، ظهرت نـزاعات مع طليقها بشأن النفقة والحضانة، مما جعل الأمور أكثر تعقيدًا في حياتها.
لكن عبير لم تتوقف عند هذه المحـن. بدأت في إعادة تقييم حياتها وأولوياتها. تلقت الدعم من عائلتها وخصوصًا والدها جلال الشرقاوي، الذي كان دائمًا موجودًا لمساندتها خلال الأوقات الصعبة. وعادت للظهور مجددًا، ولكن هذه المرة كان تركيزها على نشر الوعي وتقديم محتوى يتناسب مع قناعاتها الجديدة.
في السنوات الأخيرة، ابتعدت عبير عن شاشات السينما والتلفزيون، ولم تعد تظهر بنفس الشكل الذي اعتادت عليه، الأمر الذي أتاح لها الفرصة للتركيز على أسرتها وأبنائها. أنجبت عبير عدة أطفال، ومعظم وقتها الآن مكرس لتربيتهم وتعليمهم. وفي كلامها عن دور الأمومة، أشارت إلى أن أطفالها هم أولويتها الأولى وأنها تسعى لضمان حياة كريمة ومستقرة لهم بعيدًا عن الأضواء.