قصص قصيرة

طفلة_الزُهري لـ شهيرة عبد الحميد

حفلة تتعمل في المدرسة، ويرجعولي بنتي بالشكل ده..!
ولما بعت اسأل الميس المسؤولة عنهم تقولي بنتك مجتش أصلًا!!
يعني ايه؟
والـ في الحمام دي مين؟؟!

الموضوع بدأ من يومين لما عرفت في جروب أولياء الأمور أن المدرسة بتحضر لحفلة كبيرة علشان الاطفال يتعرفوا على بعض كويس بدون حضور اولياءهم.

ولما دخلت لميس عفاف سألتها في الخاص “طب حبيبة بنتي هتلبس لبس المدرسة عادي ولا ألبسها كاجوال”
ردت وقالتلي “كاجوال طبعًا دي حفلة ترفيهية بعيدة عن اليوم الدراسي، والأطفال كمان هيرسموا على وشهم بالألوان”.

سكت مردتش عليها
وفكرت شوية
أنا في العادي بخاف على حبيبة جدًا
بنتي الوحيدة
وبحسها غلبانة زيادة عن اللزوم
ومبتعرفش تتصرف وسط الأطفال من غيري

اتصلت على نهلة صحبتي، والـ بالمناسبة شغالة مشرفة في باص مدرسة حبيبة وبتخليلي بالها منها.

_نهلة تعرفي حاجة عن يوم الحفلة بتاعت الخميس دي؟

_اه يا بنتي دي هتبقى حفلة تحفة

_بس أنا خايفة على حبيبة، بفكر اغيبها وخلاص

_كفياكي حبسة في البت وسيبيها تتنفس شوية بعيد عنك، انتي عجبك حالها يعني بالمنظر ده وهي كل حد يكلمها تاخد ركن وتعيط.

_طب انتي موجودة يوم الحفلة أكيد صح، أنا هوديها وتكون أمانة في رقبتك

_لا لا لا أنا ما صدقت اخد اجازة أمانة إيه، أنا عايزة ارتاح في بيتي وسط عيالي يختي يوم واحد من نفسي.

حتى نهلة مش رايحة، مش عايزة أكون بقفل على حبيبة جامد واصنع منها شخصية ضعيفة، وفي نفس الوقت قلبي غصب عني مش جايبني.

حبيت اسيب القرار ليها، وناديتها..
_حبيبة سيبي الـ في إيدك وخدي اقولك

جتلي بتجري من اوضتها..
_نعم

_انتي عارفة أن عندكوا حفلة في المدرسة يوم الخميس؟

_اه، صحابي بيتكلموا عنها طول اليوم

_طب وانتي حابة تحضري؟

_اه، نفسي اشوفهم بيعملوا إيه

اتنهدت، وابتسمت في وشها وقولتلها “ماشي يا حبيبتي، بس خلي بالك من نفسك ها، ولو في ألعاب وزحلايق بلاش بدل ما تتعوري”.

جريت على اوضتها وهي بتتنطط من الفرحة وبتشوف هتلبس إيه يومها.

ويوم الحفلة نزلتها للباص زي كل يوم، وهي لابسة فستان رمادي من اختيارها ورجعت للبيت كالعادة.
بس اول مرة أرجع البيت وانا حاسة بغصة في قلبي بالشكل ده!
معرفش علشان حبيبة لوحدها بدون وجود نهلة،
ولا علشان متعودتش اجهزها كده بدون لبس المدرسة الرسمي ومشيت من غيري!

كنت فاكرة اني مكبرة الموضوع
وطول اليوم رايحة جاية في الشقة بدون سبب، بتابع جروب أولياء الأمور على التليفون وبشوف صور الحفلة وبدور في كل صورة يمكن اشوف حبيبة واطمن عليها!
بس عدد الأطفال كان كتير أوي، مش واضح منهم تفاصيل.
الباص اتأخر يومها حوالي ربع ساعة عن ميعاد عودته!
بقيت واقفة في البلكونة ابص على الشارع زي المجنونة
مش عارفة أنا ببالغ ولا فعلًا في حاجة غلط!

دقايق وانا في البلكونة، وسمعت صوت جرس الباب…
جريت ملهوفة، فتحت شوفت منظر فزعني…!!

حبيبة جاية شكلها مُرعب
ومتبهدلة
اول ما شوفتها صرخت غصب عني وقولت “بسم الله الرحمن الرحيم، إيه المنظر ده.. ازايي يعملوا فيكي كده.. هي دي الحفلة والرسومات”.

خدتها وانا متعصبة وجايبة أخري، صورتها الصورة دي بعدين دخلتها على الحمام علشان تاخد دش وتنضف نفسها من الهباب ده.
ومسكت التليفون بعت الصورة لميس عفاف قولتلها “يا ميس عفاف أنتي قولتي هنعمل حفلة صغيرة للطلبة، ده منظر ميكب تعملوه لبنتي يعني!”.

واتفاجئت منها برسالة خلت جسمي كله يتلج والدم يتجمد في عروقي لما قالتلي “بس بنتك مجتش المدرسة النهاردة! الباص عدى عليكوا وفكرتك منزلتيهاش علشان مش حابة حضورها الحفلة”..

يعني إيه ؟؟
طب ومين الـ في الحمام دي!
معقول دي مش حبيبة بنتي ؟؟
طب ازاي الباص عدى علينا وانا موصلاها بأيدي الصبح!

وقفت مكاني زي التمثال
مش عارفة اتصرف
ولا اقول إيه!

ندهت بصوت عالي وقولت “حبيبة.. حبيبة خلصتي؟”
ماكنش في رد، ولا حتى صوت جاي من الحمام إلا صوت الدش شغال…

قولت يمكن مش سمعاني من الماية،
واتحركت ناحية الطرقة ببطء شديد
قلبي بيدق
وعقلي متلغبط

خبطت على باب الحمام وكررت “حبيبة..حــبيبة سمعاني”!!

فتحت باب الحمام بشويش علشان متتخضش مني، وكانت الكارثة لما لقيت الحمام فاضي والدش شغال على الأرض لوحده!!

رجعت بضهري مش مصدقة الـ بيحصل،
وبتمنى اكون في كابوس أقوم منه
دخلت البلكونة
اتصلت على نهلة
الوحيدة الـ جت في بالي وقتها
ردت عليها في نفس الثانية
صرخت وانهارت وانا بقولها “حبيبة بنتي مش لقياها، ألحقيني يا نهلة.. البت.. البت يا نهلة “.

ومن بعدها محستش بحاجة إلا وأنا بقع وبغيب عن الوعي مكاني،
معرفش فات قد إيه على حالي ده،
وفوقت على أيد نهلة بتشيلني هي والجيران بعد ما كسروا باب الشقة عليا،
وصحيت مش عارفة اقول غير “بنتي.. بنتي”

لساني متلجم
ناسية كل حاجة
خايفة
وقلبي نبضاته بتزيد
شايفة غيوم وجزء مني تايه
احساس ضياع ورعب غريب
مش عارفة احكي إيه ؟
اقولهم أن دخل بيتي شبح الصبح على هيئة حبيبة
ولا اقولهم اني وصلتها بأيدي وقالوا مجتش!

دقايق وبدأت استجمع نفسي،
كانت نهلة طمنت الجيران علشان تديني مساحة اتنفس فيها وقعدت هي بس معايا.
كانت بتقرالي المعوذتين وهي حاطة ايدها على راسي فكراني ملبوسة،
نطقت وقولتلها بتقطيع “نهلة.. نهلة بنتي ضاعت.. الصبح.. الصبح جت شبح ودخلت الحمام.. وميس عفاف بتقول مجتش.. يعني ايه مجتش يا نهلة.. طب حبيبة فين حد يقولي”.

نهلة فضلت تمسك في أيدي وتقولي “اهدي بس يا سامية.. قوليلي براحة كده، انتي نزلتي حبيبة للباص الصبح وركبتيها متأكدة؟”.

هزيت راسي وقولتلها “والله العظيم دخلت الباص قصاد عيني، انتي عرفاني مستحيل اسيبها”.

سألت تاني “طب متأكدة أن عم جمال هو الـ كان سايق وقتها ولا دخلتيها باص غلط؟ افتكري كويس”.

بدأت اهدا اكتر وانا بحاول أعصر ذاكرتي وافتكر كل التفاصيل..
الساعة ٦ الصبح
الدنيا كانت مضلمة كالعادة
مشوفتش كويس
بس ايوا فاكرة
صوت عم جمال قالي صباح الخير يا هانم زي كل يوم
ايوا هو كان صوته
وحبيبة ركبت الباص
لما مشي كان فاضي شوية
مشوفتش اطفال جواه كتير
أو ….
أو مشوفتش اطفال جواه غير حبيبة وهي بتعملي باي من الشباك!!
بس..
بس انا قولت يمكن فاضي علشان مش كتير هيحضر الحفلة
بس ايوا،
حبيبة مع عم جمال انا متأكدة.

نهلة طمنتني وقالتلي “بس خلاص.. طالما مع عم جمال، يبقى أمان.. نتصل ونسأله”.

اتصلت بيه، وفتحت المايك
نهلة : أيوا ياعم جمال أنا نهلة، بقولك أنا بكلمك وجنبي أم حبيبة، بتقولك هي حبيبة فين مش سلمتهالك الصبح اخرتها ليه كده؟

عم جمال: أنا اجازة يابنتي زيك، النهاردة المدرسة طلعت سلطان بدالي سواق.

أنا ونهلة بصينا لبعض بصة عمري ما أنساها…
كان عم جمال لسه على السكة وعمال يقول “الوووو.. الووو.. سامعني ولا ايه طيب.. باينها شبكةـــــــ” والسكة اتقفلت.

دقايق صمت بتدور حوالينا،
كسرتها نهلة لما شافت دموعي وقالتلي “أنتي متأكدة أنك ركبتيها مع عم جمال”!!

1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock