
قصة زوجة الابن التي اعتنت بحماتها 8 سنوات واكتشفت المفاجأة بعد وفاتها
أركع على الأرض الطينية الباردة أرتعد. فتحت الظرف. جاءت الدموع على الفور
كانت الرسالة مكتوبة بخط مرتجف كأن كل كلمة خرجت من بين أنفاسها الأخيرة.
قرأت السطر الأول فانهمرت دموعي قبل أن أكمل الجملة
يا إيلينا إن كنت تقرئين هذه السطور فاعلمي أنني قد رحلت وقلبي مطمئن لأنك كنت آخر وجه رأيته في حياتي.
كانت الكلمات تسقط على قلبي كحبات مطر في أرض عطشى. لم أكن أتوقع أن أسمع صوتها مجددا حتى عبر الورق لكن بين الحروف كانت نبرتها حية تشبه تلك الليالي الطويلة التي كنت أجلس فيها بجانبها أعد أنفاسها وأخشى أن تتوقف.
تابعت القراءة وكانت كلماتها تسكب دفئا ووجعا في آن واحد.
كانت تتحدث عن سنوات المرض عن الوحدة القاسية التي عاشتها رغم وجود أبنائها الثلاثة ثم كتبت بخط أضعف
كنت نوري في أيامي المظلمة ويدك التي كانت تمسح ألمي حين عجز لساني عن الشكوى. كنت ابنتي التي لم أنجبها وسندي حين خذلني الجميع.
توقفت للحظة لأمسح دموعي المرتعشة. شعرت أن الغرفة كلها تضيق كأن الجدران اقتربت لتسمع معنا ما تقوله. تابعت
قد يظن الناس أنني نسيتك أو أنني لم أقدر تعبك لكن الحقيقة يا ابنتي أن قلبي كان ممتلئا امتنانا لك. لم أرد أن أترك شيئا يثير طمع الآخرين أو يزرع الحقد في قلوبهم لذلك احتفظت بسري حتى اللحظة الأخيرة.
ترددت وأنا أقرأ الجملة التالية
في درج مكتبي الكبير وصية حقيقيةلم أخبر بها أحدا محفوظة لدى
الكاتب خوسيه لوبيز. ستجدين فيها حقك وحق من صبر بصمت لا يسمعه أحد.
شعرت بقلبي يخفق بعنف. بين أصابعي كان هناك مفتاح صدئ صغير. أسفله بخط ضعيف متعرج كتبت جملة واحدة
هذا مفتاح الدرج السفلي في مكتبي ذاك الذي كنت تنظفينه دائما ولم تفتحيه قط.
تجمدت للحظة. نظرت إلى المفتاح وكأنه قطعة من القدر نفسه. وقفت ومسحت دموعي بطرف مئزري وخرجت بخطوات مترددة إلى مكتبها. كل زاوية في الغرفة كانت تحمل رائحتها رائحة عطرها الخفيف الممزوج برائحة الخشب القديم.
تقدمت نحو المكتب البني العتيق سطحه المصقول يعكس ضوء الشمس المتسلل من النافذة والكرسي الذي كانت تجلس عليه لا يزال متحركا قليلا كأنها غادرته منذ لحظة فقط.
أدخلت المفتاح في القفل. في البداية لم يتحرك ثم بعد محاولة ثانية سمع صوت خافت كأن المكتب يتنفس للمرة الأولى بعد صمت طويل. فتحته ببطء وأنا أرتجف.





