قصص قصيرة

مسكوها بتسرق لبن لكن ماحدش عرف إن حياتها هتتغير

مايكل مسك نفسه بالعافية.
“طيب اسمعيني… أنا مش هسيبكوا هنا.”

“بس… احنا مش عايزين نضايقك.”
قالتها وهي خاېفة.

“أريانا… في حاجات لما الواحد يشوفها… ماينفعش يتعامل كأنه مشفهاش.”

أول خطوة… كانت إنه خدهم بفان السوبر ماركت اللي حجزه.
لفّ عليهم بطاطين، قعدهم جنبه.
الرضيع نام لأول مرة بسلام.

أريانا كانت قاعدة ساكتة، بتبص له پخوف وامتنان وصدمة.

“هو… هو حضرتك هتودينا فين؟ القسم؟”

مايكل بص لها باستغراب.
“القسم؟ ليه؟”

“عشان… عشان سړقت.”

مايكل ابتسم نص ابتسامة موجوعة.
“اللي يعوض الجوع… اسمه حياة. مش سړقة.”

وصل بيهم على فندق 5 نجوم.
أريانا اتجمدت عند الباب.

“إحنا… مش من الناس دي.”

“وانا برضه مكانش ليّ مكان هنا زمان.”
قالها بجملة خرجت من أعمق حتة في تاريخه.

دخلهم غرفة كبيرة، دافية، مليانة نور.
الطفلة الصغيرة جريت على السرير الناعم وهي بتضحك لأول مرة.

أريانا فضلت واقفة مش مصدقة.

“اقعدي يا أريانا. انتي وأخواتك بأمان.”

قعدت… وبكيت.
بكت لدرجة إن صوتها اختفى.

مايكل قال لنفسه:
أنا اتغيرت إمتى؟ عشان مين؟ وليه؟

بس الإجابة كانت قدامه:
ثلاث قلوب صغيرة… كانت بټموت من البرد… وهو أنقذها.

تاني يوم…
بدأت حياة جديدة.

مايكل راح معاهم للمستشفى.
الرضيع كان عنده سوء تغذية.
أختهم محتاجة أكل دافي.
وأريانا محتاجة مدرسة.

الدكاترة بصوا له وقالوا:
“دي مسؤولية كبيرة… انت قريبهم؟”

ساعتها بُص لأريانا…
وهي ماسكة صباع أخوها.

وقال:
“من النهارده… آه. أنا قريبهم.”

الأيام عدت…
والثلاث أطفال بقوا جزء من حياته اليومية.
أريانا بقت تروح المدرسة، ترجع تحكيله كل حاجة.
أختها الصغيرة بقيت مش سايبة إيده.
والرضيع… بقى يضحك كل ما يشوفه.

رجع البيت الكبير اللي كان فاضي… ولا عمّره غير أصواتهم.

الناس بدأت تتكلم:
“المليونير اللي اتبنّى أطفال؟”
“إيه حكايته؟”
“اټجنن؟”

بس هو كان عارف…
أول مرة في حياته… يحس إنه بني آدم.

بعد شهور…
كان مايكل قاعد في الجنينة، وأريانا جنبه، ماسكة كراسة رسم.
“إحنا… هنقعد معاك على طول؟”
سألت پخوف.

بصلها وقال بكل ثقة:
“طول ما أنا عايش… عمركم ما هتحتاجوا تسرقوا لبن تاني.”

البنت بكت… بس المرة دي كانت دموع راحة.
وقالت:
“أنا… كنت ھموت إخواتي.”
“لا… انتي أنقذتيهم.”
“بس سړقت.”
“أنا كمان كنت طفل فقير… وكنت أسرق عشان أعيش.”
“إنت؟”
“أيوه. وكل واحد يستاهل فرصة تانية.”

أريانا ابتسمت.
“شكرا… عشان ماصدقتش إني حرامية.”
“أريانا… انتي بطلة. وأنا بس… كنت في المكان الصح وقت الصح.”

وفي يوم عيد ميلادها…
جاب لها هدية صغيرة.
علبة خشب جميلة.

فتحتها… لقت فيها بطاقة عليها:
“أريانا هارت.”

“ده… اسمي؟”
“ده اسمك الحقيقي… بعد التبني الرسمي.”

البنت شهقت من الفرحة… 

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock