
خادمة الملياردير… وريثة القصر بقلم اسما السيد
اقترب موعد ولادتي وبدأت أعاني من الحمى والإرهاق الشديد. جوزي بيتفنن في ذلي . زوجي دائما ما يحتقرني لا يترك فرصه واحده الا ويمارس ظلمه على روحي وجسدي وكل هذا لأنني فقيرة جاهلة ولا أملك أي تعليم. كان يعاملني كما لو أنني خرقة مهترئة باليه لا قيمة لها. يجبرني على أكل بقايا الطعام ويعيش حياته بكل بذخ بينما أبقى أنا وابنتي في فقر وجوع أعمل كالخادمة في القصر الذي أعيش فيه معه.
لم ينفق يوما قرشا واحدا علي أو على طفلتي حتى خلال حملي. كان يصب غضبه علي كل يوم يصرخ يهين ويضربني كأنني حيوان بل الحيوان له اولويه عني بكل شيء..
كان ينظر إلي دائما نظرة دونية لأنه اختارني فتاه قرويه فقيره وتزوجني فقط لأنني بريئة.
والان وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجنا تغير كل شيء. صار يتصرف بغرابة يبتعد عني ويتذمر باستمرار من أن رائحتي كريهة وأن وجودي في حياته عار عليه.
حتى بعدما أنجبت طفلتنا الأولى وكنت حاملا بالثانية لم يتوقف عن إيذائي اهانتي قهري
كان يحتقر لغتي وطريقة كلامي ويقول إنه لا يريد امرأة مثلي زوجة له.
في أحد الأيام الحارة كنت أقدم له الغداء فرفع الطبق فجأة ورماه مباشرة في وجهي.
قفزت من شدة الألم وقد التصق الطعام على جلدي صرخت تالمت بكيت لكن لا حياه لمن تنادي
وكأن هذا لم يكن كافيا صفعني بقوة
لكنه تجاهلني تماما ودفعني بقسوة قبل أن يغادر الغرفة غاضبا.
كان يحضرها ويجبرني على خدمتها كما لو كنت خادمتها الخاصة..
لكنني لم أملك الخيار لم يكن أمامي سوى إن احتمل الألم والصبر.
اقترب موعد ولادتي وبدأت أعاني من الحمى والإرهاقالشديد.
كان زوجي يطعمني بشكل سيئ حتى أصبحت أضعف يوما بعد يوم.
توسلت إليه أن يأخذني إلى المستشفى لكنه رفض تماما.
قال ببرود امكثي هنا لديك عمل تقومين به. أنت ستخدمينها. وحين رفضت صفعني بشدةتدهورت صحتي كثيرا
وفي صباح بارد بينما كنت امسح الأرض في غرفة الجلوس شعرت فجأة بدوار حاداهتز عالمي حولي وتشوشت الرؤيه
ثم سقطت على الأرض بلا وعي و
سقطت على الأرض شعرت كأن العالم يبتعد عني شيئا فشيئا كأن صوتي يغرق في بئر عميقة لا نهاية لها.
كانت الأرض باردة تحت خدي ومع ذلك كنت أتعرق بشدة أشعر بالحر والبرد في اللحظة نفسها.
لم أستطع الصراخ ولا الحركة ولا حتى لمس بطني التي انكمشت وكأن طفلي يستغيث.
سمعت أصواتا بعيدة خطوات ثم ضحكة أنثوية عالية.
تقدمت نحوي ببطء صوت كعبها يقرع البلاط.
يا إلهي لقد سقطت
قالتها بنبرة مزيج بين السخرية والمتعة.
حاولت رفع رأسي لكن جسدي لم يستجب.
وقفت فوقي ثم نظرت إلى زوجي الذي ظهر خلفها مباشرة
إنها تبالغ. تريد لفت انتباهك فقط.
قال زوجي ببرود
دعيها ستنهض عندما تشعر بالخجل من نفسها.
لا أرجوك أنا لا أستطيع
خرج صوتي متقطعا.
تقدمت خطوة أخرى وضربت قدمي بقدمها
انهضي إذن!
لكنني لم أستطع.
انحنى زوجي قليلا ونظر في وجهي بملامح جامدة
لا تموتي الآن ليس قبل أن تنظفي هذا المكان.
ثم استدار وغادر.
لا أعرف كم الوقت مر بعدها.
دقائق ساعات كل ما أعرفه أن الألم أصبح لا يحتمل والظلام يقترب أكثر.
لكن فجأة باب القصر انفتح بقوة وصوت رجولي صارخ اخترق الصمت
هل هناك أحد هنا! اتصلت بنا طفله صغيره تبكي تقول قالت إن امي امرأةحامل على وشك الموت! ووالدي يض ربها كل يوم
لم أعرف من يتحدث لم أستطع رؤية وجهه لكني علمت هويه المتصل أنها ابنتي الصغيره الحبيسه بغرفتها دوما بأمر من والدها الحقير خطوات الرجل اسرعت نحوي .
سمعته يصرخ يا إلهي! إنها تنزف! ثم صوته يعلو بغضب غير مسبوق أين زوجها الحقير مؤكد هو من فعل هذا!
رفعت رأسي بصعوبة ورأيت ملامح رجل لا أعرفه
لكن عينيه كانتا مليئتين بالصدمة والغضب والإنسانية.
سأخذك للمستشفى الآن تمسكي بيدي.
وقبل أن أسقط مجددا في غيبوبة سمعت صوته القريب جدا من أذني
لن أتركك تموتين أنا هنا. انظري إلي. تنفسي.
ثم اختفى الصوت وعاد الظلام يغمرني من جديد.
استيقظت ببطء كأن قلب العالم كله يقرع على حافة وعيي. رائحة المطهرات ثابتة في الأنف وضوء المصابيح البيضاء أعلى رأسي يلمع كأمواج باردة. حاولت تحريك يدي فأحسست بشد في بطني ثم ألم بسيط ينتشر في صدري مع كل نفس.
نظرت حولي غرفة مستشفى بسيطة سرير مغطى بورق أبيض ناصع جهاز يقلب أرقاما هادئة وممرضة تقلب سجلاتها على الطاولة. عند قدمي كرسي صغير وملابس مهملة ملقاة فوقه ربما تلك التي كنت أرتديها قبل أن يلتقطوني من الأرض.
سمعت صوت خطوات قادمه من الممر ثم باب الغرفة يفتح ببطء. دخل رجل في أواخر الثلاثينات عيناه تشعان رحمة وجدية في آن واحد. كان يرتدي معطفا رماديا فوق قميص بسيط لكن ما لفت نظري أكثر كان الصرامة الطيبة في محياه.
اقتربت منه الممرضة وهمست له ببعض الإرشادات ثم ابتعدت بهدوء. ظلت عيناه ثابتتين علي للحظة ثم ابتسم بابتسامة رقيقة لا تخلو من الشفقه كيف تشعرين الآن
حاولتالكلام لكن الصوت بدا لي خافتا كما لو أن فمي ممتلئ بخيوط من حرير. رفعت يدي لتلمس بطني فوجدت ضمادة خفيفة تغطيه. قلت بصوت متقطع
أين أين طفلاي كنت حاملا بتوأم
انتفض وجهه ثم استوى ببطء. تقدم المقعد إلى جانبي وجلس وضع كفا على طاولة السرير برفق كمن يمهد جسرا من الحضور. قال بهدوء
اسمحي لي بالتقديم عن نفسي أنا د. ياسر الشهير طبيب الطوارئ الذي جاء عندما اتصلت بنا الطفله الصغيره . لقد كنتي في حالة نزيف حاد. تم نقلك سريعا إلى غرفة العمليات. أنقذناك والجراحه كانت ضرورية. بالنسبة للحمل أنقذنا مولودا واحدا لكن التاني لم نستطع..
انغرست كلمات مولود واحد في صدري كإبرة باردة. لم أستطع أن أميز إن كانت دموعي تسللت من عيني أم كانت عاصفة داخلية تكسر كل شيء بهدوء. همست
واحد واحد فقط
أومأ قليلا عيونه لا تفارق نظري
أعرف أن هذا خبر صعب لكن الطفل الذي أنقذناه بصحة هشة ونحن نبذل كل ما في وسعنا. الطفل الثامي كان في حالة حرجة عند الولاده لقد بذل الفريق مجهودا كبيرا لكن للأسف
لم يكمل لكن كلماته كانت كجمر مسكوب على قلبي. سقطت دمعة ثم تلتها أخرى ثم بدأت أبكي بمرارة بلا صوت. قبض ياسر على يدي بلطف وكأنها رسالته الوحيدة في تلك اللحظة
أنت لست وحدك. سنبقى هنا ونعتني بك.
قاطع حديثه دخول احدهم إلى غرفتي صوت خافت من الخارج شخص يتحدث بصوت خشن ثم طرق خفيف على الباب. فتحت الستارة وظهر وجه مألوف وجه ذلك الرجل الذي يسمونه زوجي. كان ملامحه حادة عيونه ملتهبة بالغضب والقلق في آن واحد ومظهره يبدو كما لو أن الدنيا ضده
دلف إلى الغرفة بسرعة دونأن ينتظر إذنا ورمى بنظرة كاملة علي ثم نحو الطبيب. صوته





