قصص قصيرة

تظاهرَ هذا الملياردير بالنوم… وما فعله طفل الخادمة جعله ينهار

عينيه قليلا فرأى مايلو يدفع الظرف إلى وسط الطاولة كي لا يسقط ثم يضع دفتر مالكوم الجلدي بجانبه بعناية.
همس الصبي
هكذا هو آمن.
عاد مايلو إلى البساط وضم ذراعيه إلى صدره طلبا للدفء. بقيت سترته على حجر مالكوم.
شعر الرجل العجوز بأن شيئا يتحرك في داخله. لقد بنى جدرانا عالية حول قلبه لكن لطف هذا الطفل اخترق ثغرة لم يكن يعلم بوجودها.
وفجأة انفتح باب المكتبة پعنف واندفعت بريانا إلى الداخل. توقفت مشدوهة عند المشهد ابنها بلا سترة والسترة على ساقي مالكوم والظرف ما يزال على الطاولة.
شهقت بريانا بصوت يرتجف
مايلو! ماذا فعلت هل لمست المال
قال مايلو بخجل
أنا فقط ساعدته.
وقبل أن تهم بريانا بسحب السترة من ساقي مالكوم تنحنح الرجل العجوز وجلس مستقيما. كادت بريانا تسقط على ركبتيها من شدة الخۏف.
توسلت قائلة
أنا آسفة يا سيدي. سأغادر فورا مع ابني. أرجوك امنحني فرصة أخرى.
طرق مالكوم على الظرف ثم أشار إلى مايلو ليتقدم. اقترب الصبي وهو يرتجف.
سأله مالكوم
لماذا وضعت سترتك علي
أجاب مايلو هامسا
كنت تبدو باردا. والبرد هو البرد. أمي تقول إننا نساعد الناس عندما يشعرون بالبرد.
أطلق مالكوم زفيرا بطيئا. كانت هذه الحقيقة بسيطة إلى حد مؤلم. استند إلى الخلف وتأمل بقعة الرطوبة التي تركتها السترة على المخمل.
قال متجهما
هذا الكرسي باهظ الثمن. سيكلف إصلاحه خمسمئة دولار.
اڼهارت بريانا باكية
اقتطعها من أجري. سأعمل مهما طال الوقت. أرجوك لا تغضب من ابني.
نظر مالكوم إلى مايلو وقال
وأنت ماذا ستقدم
أخرج مايلو من جيبه سيارة معدنية صغيرة طلاءها متقشر وإحدى عجلاتها مفقودة. كانت قديمة لكنه أمسك بها بمحبة.
قال
هذه اسمها ريسر فين. كانت لوالدي. أعطيك إياها. أريد أن تحتفظ أمي بوظيفتها.
شعر مالكوم بأن الغرفة تميل تحت وطأة المشاعر. طفل لا يملك شيئا يقدم أعز ما لديه. أخذ السيارة بأصابع مرتجفة.
قال أخيرا
اجلسا.
امتثلا.
وتابع مالكوم
أدين لكما بالصدق. الكرسي بخير. والمال كان اختبارا. تظاهرت بالنوم لأرى إن كان أحد سيسرق.
امتلأت عينا بريانا بالألم
اختبرتنا بهذه الطريقة
قال مالكوم بهدوء
نعم. وكنت مخطئا.
ثم الټفت إلى مايلو وقال
لقد علمتني في عشر دقائق ما لم أتعلمه في سنوات.
ثم قدم عرضه
تعال إلى هنا بعد المدرسة يا مايلو. أنجز واجباتك في هذه المكتبة. علم رجلا عجوزا كيف يكون إنسانا صالحا من جديد. وسأتكفل بتعليمك حتى تنهي الجامعة.
ابتسم مايلو
اتفقنا.
بعد عشر سنوات كانت أشعة الشمس تملأ المكتبة أثناء تلاوة وصية مالكوم. وقف مايلو وقد بلغ السابعة عشرة منتصب القامة في بدلة مفصلة بعناية. كانت بريانا تدير مؤسسة غريفورد الخيرية. وجلس أقارب مالكوم من دمه في الجهة المقابلة متوترين ومترقبين.
أعلن المحامي أن بنات أخيه سيحصلن فقط على الصناديق الائتمانية التي أنشئت لهن منذ زمن. أما بقية إمبراطورية مالكوم فستؤول إلى مايلو الصبي الذي وضع سترته يوما على ساقيه.
ارتفعت أصوات الاعتراض لكن المحامي واصل قراءة رسالة مالكوم.
تحدثت الرسالة مطولا عن ذلك

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock