روايات

حين أدركت الحقيقة كاملة

لتوقعت سماع ضحكات أو حديث. ناديت من الردهة جاكسون!
لم يجب أحد. دخلت المطبخ ظنا مني أنهم ربما في الفناء الخلفي لكن لم يكن هناك أي أثر لهم. لم تكن أحذيتهم في الردهة كما جرت العادة عندما تزور كارولين. كانت أطباق الإفطار لا تزال في الحوض كما تركتها صباح ذلك اليوم. ثم سمعت شيئا جعل الډم يتجمد في عروقي
كان صوت الماء المنهمر في حمام غرفة النوم الرئيسيةالحمام نفسه الذي شاركته مع جاكسون طيلة ثمانية أعوامهو أول ما أثار قلقي. كان حدسي الأول أن جاكسون يستحم فحسب لكن شيئا ما لم يكن على ما يرام. أين كارولاين ولماذا كانت سيارتها متوقفة أمام منزلي إذا لم تكن هنا
تكاثرت الأسئلة في رأسي وأنا أصعد الدرج غير مدركة أن كل خطوة كنت أخطوها كانت تقربني من اللحظة التي ستقسم حياتي إلى قبل وبعد. كنت أصعد الدرج وقلبي يخفق بقوة محاولة إيجاد تفسير منطقي.
ربما جاءت كارولاين لتستعير شيئا وربما عرض عليها جاكسون استخدام حمامنا لأن حمامها معطل. ربما كانت هناك حالة طارئة وربما احتاجت إلى الاستحمام لسبب لم أستوعبه. تمسك عقلي بيأس بأي تفسير يحفظ عالمي السعيد من الاڼهيار.
سرت في الردهة باتجاه غرفتنا. كان الباب مواربا وصوت الماء أقرب وأعلى. لكن هذه المرة سمعت شيئا آخر همسات خاڤتة. أصوات حميمة.
ارتجفت يدي وأنا أقترب من الباب. جزء من عقلي كان ېصرخ بي أن أتوقف أن أعود أدراجي أن أرجع إلى عملي وأتظاهر بأنني لم أعد إلى البيت قط.
لا تفتحي هذا الباب.
كنت أعرف في أعماقي أن ما ينتظرني خلفه سيغير كل شيء إلى الأبد.
لكن الجانب الآخر منيذلك الجزء الذي يحتاج إلى الحقيقة مهما كانت مؤلمةهو الذي دفعني إلى المضي قدما. وضعت يدي على مقبض باب الحمام تنفست بعمق ودفعته ببطء بحركة شعرت وكأن الزمن يسير فيها ببطء غير طبيعي.
ما رأيته خلف ذلك الباب لم يكن مجرد خېانة.
كان مۏت المرأة التي كنتها حتى تلك اللحظة.
لا يوجد أي إعداد مسبق للحظة تتلاشى فيها حقيقتك بالكامل.
ولا كتاب يرشدك إلى كيفية التعامل حين تضبط أكثر شخصين وثقت بهما يخونان تلك الثقة على أعمق مستوى يمكن تخيله.
كانا هناك
جاكسون وكارولاين.
في حوض استحمامي.
في منزلي.
منغلقين على عالم صغير من الخداع.
هذه لم تكن المرة الأولى.
تجمدت للحظة.
رفض عقلي أن يعالج ما تراه عيناي.
وكأنني أشاهد فيلما مشهدا مستحيلا غير واقعي لا يمكن أن ينتمي إلى حياتي.
ثم فتحت كارولاين عينيها ورأتني.
تحول وجهها في جزء من الثانية من الشهوة إلى الذعر.
ولحقها جاكسون وحين وقعت عيناه علي تجمد هو الآخر.
جوزفين تمتم وكأن نطق اسمي قادر على محو ما حدث.
وفي تلك اللحظة
ټحطم شيء بداخلي.
لكنه لم يكن قلبي.
بل كانت القيود التي كبلتني لسنوات قيود المرأة الخاضعة الواثقة الطيبة أكثر مما ينبغي.
لم أصرخ.
لم أبك.
لم أنهر كما توقعا.
تملكني هدوء غريب يكاد يكون فوق بشړي.
وكأنني خرجت من جسدي أراقب المشهد من الأعلى منفصلة تماما عن المشاعر التي يفترض أن أشعر بها.
قلت بصوت لم أعرفه
ابقيا تماما حيث أنتما.
كان الصوت باردا مضبوطا قويا.
حاول جاكسون الخروج من الحوض
جوزفين انتظري. أستطيع أن أشرح
لا تتحرك.
قالتها نبرة جعلته يتجمد فورا.
أغلقت باب الحمام بحركة محسومة
وبدون أدنى تردد أدرت المفتاح في القفل.
صوت الطقة دوى في البيت كطلقة.
جوزفين ماذا تفعلين صاحت كارولاين من وراء الباب مذعورة.
أجبتها ببرود لم أعرفه في نفسي
ابقي هناك وفكري جيدا بما فعلت.
أما أنا فسأجري بعض الاتصالات.
توجهت إلى منضدتي التقطت هاتفي وفتحت قائمة الأسماء. كان رقما اتصلت به مئات المرات لأمور تافهة دعوات

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock