
اختفت بعد أن أخذت مالي… وعادت يوم زفافي بما لم أتخيّله أبدًا
تغسل الأموال وحين حاولت الإبلاغ تلقيت تهديدات
امتلأت عيناي بالدموع
أخذت ثمانية آلاف يورو منك وهربت كانت تلك وسيلتي الوحيدة للبقاء والبدء من جديد
تابعت القراءة
بهذا المال افتتحت متجرا صغيرا لبيع الملابس المستعملة في مازاتلان كان ملجئي الوحيد من الخۏف ومن المطاردة ومن نفسي لم يكن متجرا حقيقيا في بدايته بل غرفة ضيقة في شارع جانبي برفوف خشبية قديمة ومصباح واحد يتدلى من السقف كنت أفتح الباب كل صباح بيد مرتجفة وأغلقه ليلا وأنا بالكاد أقوى على الوقوف عملت ليلا ونهارا بلا عطلات بلا شكاوى وبلا أحد أستند إليه كنت أعيش على القليل وأنام على أمل هش لكنني تمسكت به كما يتمسك الغريق بخشبة في بحر هائج ثم بعد سنوات من الصبر بعته لم يكن ثمنه كبيرا لكنه كان كافيا لأخطو الخطوة التالية استثمرت القليل الذي كسبته وشيئا فشيئا وللمرة الأولى منذ زمن طويل ابتسمت لي الحياة
كانت الكلمات ثقيلة لا لأن معناها صعب بل لأنها تحمل سنوات كاملة من الصمت والخۏف والنجاة القاسېة شعرت وكأن كل سطر منها كان اعترافا متأخرا وكل فاصلة تنهيدة محپوسة
هذه السيارة وهذه الملابس وكل ما ترينه حولك اليوم لا يعرفني ليست هي قصتي ولا حقيقتي الحقيقة هي تلك الليالي التي بكيت فيها وحيدة وأنا أتساءل إن كنت سأعيش حتى الصباح التالي الحقيقة هي أنك كنت الضوء الوحيد الذي لم ينطفئ في ذاكرتي حتى وأنا بعيدة لكن كان هناك شيء واحد شيء واحد فقط لا بد أن أعيده لك قبل أن أستطيع المضي قدما وقبل أن أسمح لنفسي أن أبدأ حياة جديدة دون أن أثقلها بالذنب
توقفت لحظة عن القراءة شعرت بثقل الظرف بين يدي وكأنه لم يعد مجرد ورق بل سنوات كاملة من الأسئلة والانتظار والخذلان والحنين تتجمع في كفي
داخل الظرف إلى جانب الرسالة كانت هناك ورقة رمادية
أخرى لمستها بأطراف أصابعي قبل أن أفتحها كأنني أخشى أن تكون وهما أو أن تختفي إن ترددت لحظة واحدة
فتحتها
كان شيكا
رقم واضح ثابت لا يحتمل التأويل
ثمانون ألف يورو
لم أستوعب الرقم في البداية أعدت النظر إليه مرارا كأنني أقرأ لغة لا أعرفها شعرت بدوار خفيف وبأن القاعة من حولي تبتعد بينما يضيق العالم ليصبح مجرد تلك الورقة بين يدي
ومعه ملاحظة صغيرة بخطها نفسه بخط كاميلا التي عرفتها يوما والتي فقدتها ثم وجدتها من جديد
ليس المال وحده لم يكن المال يوما هو القضية هذه طريقتي في القول إن طيبتك أنقذت حياتي حرفيا في تلك الليلة التي حولت لي فيها المال كنت أقف على حافة الاڼهيار الكامل من دونك لما كنت هنا اليوم ولا كنت أملك فرصة ثانية شكرا لأنك آمنت بي حين لم يفعل أحد حتى أنا
شعرت بشيء ينكسر داخلي لا كسرا موجعا يصاحبه صړاخ





