قصص قصيرة

قصة خديجة مولات

لم تكن خديجة تتوقع يومًا أن يتحول مساء عادي إلى بداية مأساة ستغيّر حياتها إلى الأبد. فتاة مغربية بسيطة تنحدر من أسرة فقيرة، عُرفت بين معارفها بلقب “خديجة مولات” أي صاحبة خديجة، وهو لقب شعبي يطلق أحيانًا للدلالة على البساطة أو القرب من الناس. كانت تعيش في منطقة هادئة نوعًا ما، وتعمل في محل صغير لتعيل نفسها وأسرتها، ولم تكن يومًا طرفًا في أي مشكلة. لكن القدر كان يخفي لها شيئًا لم يكن بالحسبان.

في مساء أحد الأيام، وبينما كانت خديجة في طريق عودتها إلى المنزل بعد انتهاء العمل، وقفت للحظات أمام بقالة صغيرة تشتري بعض الحاجيات. هناك، كان يقفشاب عشريني يُعرف بسلوكه العدواني في الحي. لم يكن بينه وبين خديجة أي معرفة سابقة، لكن وبشكل مفاجئ بدأ بالتلفظ بألفاظ غير لائقة تجاهها. حاولت خديجة تجاهله، وطلبت منه أن يتركها وشأنها، غير أن كلمتها أثارت جنونه، فبدأ بالصراخ بشكل هستيري، وتطور الأمر إلى ما هو أسوأ.

في لحظة صادمة، التقط الشاب قارورة زجاجية كانت مرمية على الأرض، وقام بكسرها ثم اندفع نحو خديجة  لم تستوعب خديجة ما جرى، وكل ما شعرت به هو ألم حاد وحرارة تسري على خدها الأيسر، قبل أن تنهار أرضًا  تسيل منها بغزارة.

نُقلت خديجة إلى المستشفى وهي في حالة حرجة، وكان من الضروريإجراء تدخل طبي عاجل لإيقاف النزيف وخياطة الجرح . الأطباء أكدوا أن الجرح سيترك أثرًا دائمًا، وأنها ستحتاج إلى عمليات تجميلية لاحقة. المأساة لم تكن جسدية فقط، بل نفسية أيضًا، إذ دخلت خديجة في حالة اكتئاب بعد الحادثة، ورفضت لأسابيع الخروج من المنزل أو مقابلة الناس.

أما الشاب المعتدي، فقد تم القبض عليه بعد وقت قصير من الحادثة، وتبين لاحقًا أنه كان تحت تأثير الممنوعات لحظة الاعتداء. ورغم أن الشرطة قامت بواجبها ووجهت له تهمًا رسمية، إلا أن كثيرًا من رواد مواقع التواصل بدأوا يتساءلون: كيف يُترك أمثال هؤلاء في الشارع؟ ومن المسؤول عن حماية الفتياتمن هذا النوع من العنف العشوائي؟

انتشرت قصة خديجة كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت حملات تضامن واسعة تحت وسم “#كلنا_خديجة”، حيث عبّر الآلاف عن غضبهم من الاعتداء، وطالبوا بتشديد العقوبات على كل من يرتكب جرائم عنف ضد النساء. كما تدخلت جمعيات حقوقية لتقديم الدعم النفسي والقانوني لها، وتكفل بعض المتبرعين بتكاليف علاجها التجميلي.

خديجة مولات تعرّضت لاعتداء وحشي بعد أن هاجمها شاب بكسر قارورة وضربها على وجهها، مما تسبب في جرح غائر ترك أثرًا دائمًا، وفتح النقاش مجددًا حول العنف العشوائي ضد النساء وأهمية الردع والعلاج النفسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock