قصص قصيرة

لا تقراها إلا بعد ما أمشي رسالة من بنتي قلبت حياتي في 5 دقايق

قدمت الشرطة مستنداتها.
تحدثت أماندا واعترفت بكل ما كانت تخفيه خلف كلمة أمي.
ثم جاء دوري.
وقفت وقلت بصدق خال من البلاغة
طفلتي لم تكن يجب أن تكتب لي ورقة تحذرني. لم يكن يجب أن تتعلم معنى الخوف من جدتها. أريد فقط أن أعطيها بيتا تشعر فيه بالأمان دون أسرار ودون تهديدات.
نظرت القاضية إلى الأوراق ثم رفعت رأسها وقالت
تمنح الحضانة الجسدية الكاملة للأب فورا. وتكون زيارة الأمإن تمتتحت إشراف. ويحظر على الجدة أي اتصال بالطفلة إلى حين انتهاء الإجراءات
الجنائية.
سمعت صوت المطرقة كأنه صوت باب يفتح.
فتحت عيني على حياة جديدة.
جاءت إيما يوم الجمعة كما لو أن القدر أراد أن يعيد ترتيب الأسبوع من جديد
كانت تحمل حقيبتين وفيلها المحشو الذي لا تنام بدونه.
ركضت نحوي وعانقتني بقوة أكبر من عمرها.
همست
اشتقت لك يا بابا.
قلت وأنا أكتم ارتجاف صوتي
وأنا اشتقت لك أكثر أكثر مما تتخيلين.
ظننت أن هذا يكفيني.
لكن الحقيقة أن الأمر لم ينته عند عودة إيما.
كان ذلك مجرد بداية النهاية بالنسبة لليندا.
بعد المداهمة بدأت الخيوط تتساقط كقطع دومينو.
اعترافات.
سجلات مالية.
مدفوعات زائدة عن الإيجار.
تحويلات عبر شركات وهمية.
وعقارات تتكرر في تقارير الشبهات.
حين اعتقلت ليندا لم تبد ذرة صدمة.
استدعت محاميا مشهورا ودفعت كفالة ضخمة وكأنها تدفع فاتورة مطعم.
لكنها لم تستطع شراء شيء واحد
أن يعود الزمن إلى ما قبل رسالة إيما.
في المحكمة شهد أندريه.
شهد مستأجرون آخرون.
شهد خبراء ماليون.
ثم شهدت إيما.
كانت قد صارت في الثامنة.
جلست على منصة الشهادة تتحدث بصوت صغير لكن الحقيقة كانت أكبر من كل من في القاعة.
قالت
جدتي كانت خائفة كانت تتصرف وكأنها تخبئ شيئا. وقالت لي لا تخبري أحدا. لأن من يخبر أسرار العائلة يكون خائنا لكن بابا لازم يعرف.
حين سمعت ذلك شعرت أن قلبي يصفق من الألم والفخر معا.
وأخيرا ص*در الحكم.
عشرون عاما في السج.ن الفيدرالي.
كانت في الثالثة والسبعين.
يعني ذلك أنها ستقضي ما تبقى من عمرها خلف القضبان.
مسكت إيما يدي وسألتني خارج المحكمة
هل انتهى الأمر يا بابا
قلت وأنا أنظر إلى الشمس التي كانت تبدو كأنها تعلن نهاية فصل طويل
نعم يا حبيبتي انتهى.
بعد عام كنا أنا ومايكل نجلس على الشرفة نشرب القهوة وإيما تلعب في الحديقة وتضحك بلا خوف.
سألني مايكل
هل ندمت على الجزء الذي جعلته ثأرا على أنك لم تكتف بالمحكمة
نظرت إلى إيما وهي تطارد فراشة كأنها تطارد طفولة ضاعت منها لحظة وكادت لا تعود.
قلت
لا ندم.
ثم أضفت ببطء
هي حاولت أن ترسلني إلى السج.ن وأن تسر.ق ابنتي. حاولت أن تجعل إيما تعيش في عالم الأسرار والخوف. أنا لم أرد بعن*ف. لم أطلق رصاصة. لم أضر.ب أحدا. كل ما فعلته أنني كشفت الحقيقة ودفعتها لتواجه نتائجها.
ابتسم مايكل وقال
هذا ليس ثأرا. هذا عدالة قاسية.
قلت وأنا أتابع ضحكة ابنتي
سمه ما تشاء أنا الآن هنا. وهي هنا. وهذا هو كل ما يهم.
كانت ليندا في زنزانة.
وكانت إيما في الشمس.
وكان ذلك هو النصر الوحيد الذي يستحق أن يحكى.

الصفحة السابقة 1 2 3 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock