
عاد بعد عامٍ ومعه مليون… لكن ما رآه خلف باب بيته جعله يتمنّى لو عاد صفر اليدين
لياندرو خائفا.
دخل حاملا ابنه.
وخلفه ماورا.
أول ما فعله فتح النوافذ.
ثم أخرج المال لا ليستعرضه بل ليصلح ما فسد.
أصلح السقف.
أعاد الماء.
اشترى سريرا جديدا.
زرع شجرة برتقال مكان تلك اليابسة.
وقالت ماورا وهي تراقبه
لم أكن أحتاج كل هذا المال كنت أحتاجك.
نظر إليها طويلا.
وأنا احتجت أن أتعلم متأخرا.
أمه بريخيدا بدأتتأتي كل صباح.
لم تعد تحمل أوامر بل طعاما وحفاضات.
لم تحاول تبرير الماضي.
فقط كانت هناك.
وذات مساء وهي تحمل ناهيل بين ذراعيها قالت
سامحني أنا أيضا ظننت أن المال ينقذ أبناءنا.
لم يجبها لياندرو.
لكنه لم يبتعد.
مرت الشهور.
ناهيل بدأ يمشي.
ضحكته الأولى ملأت البيت ضحكة لم يسمعها لياندرو في أول عام من عمره.
وفي يوم عادي بينما كان يأكلون الفاصوليا والخبز قال لياندرو فجأة
جاءني عرض للعمل مجددا خارج البلدة. المال أكثر.
سكتت ماورا.
ثم قالت بهدوء
والاختيار هذه المرة لك لكن لا تتركنا لتثبت شيئا.
نظر إلى ابنه الذي كان يحاول نطق كلمة بابا.
ابتسم.
وقال
لا شيء في العالم يستحق أن أفوت هذه اللحظة.
وفي تلك الليلة جلس لياندرو وحده في الفناء.
نظر إلى يديه اللتين حملتا المال ثم حملتا طفلا كاد أن يضيع.
وفهم أخيرا الدرس الذي كتب بثمن قاس
ليس كل من يعود ومعه المال يعود في الوقت الصحيح.
وليس كل من يربح صفقة يربح عائلته.
أحيانا الحياة تمنحك فرصة ثانية
لا لتصلح الماضي
بل لتبقى.
وهكذا لم يصبح لياندرو أغنى رجل في البلدة
لكنه أصبح الرجل الذي يفتح الباب كل مساء
ويجد من ينتظره حيا.
وتلك كانت ثروته الحقيقية.





