
رجل أعمال يزرع كاميرات خفية لحماية ابنته المشلولة
الذي ينقصها. على مدار الأيام التالية راقبها بهوس. كانت حركات حنان دقيقة للغاية. لم تكن حركات مربية عادية بل خبيرة ومدروسة. بحث عن اسمها في السجلات. حنان العامري. طالبة سابقة في كلية العلاج الطبيعي. كانت في السنة النهائية وتفوقت لكنها انقطعت منذ ثلاث سنوات. لماذا تعمل كجليسة أطفال وعاملة منزلية عندما واجهها فارس بالمعلومات تدفقت الحقيقة والدموع ټوفي والداها في حاډث فاضطرت لترك الجامعة للعمل ورعاية أخيها الأصغر ياسر الذي ولد بشلل دماغي واعتنت به بكل حب حتى توفاه الله. اعترفت حنان بصوت مخټنق عندما رأيت حالة نور وشعرت بألمك عرفت أنه يجب علي المحاولة.. رأيت أخي فيها. من تلك اللحظة تغير كل شيء في الفيلا. أصبحت نور أقوى يوما بعد يوم. ضحكتها ملأت المكان. بدأت تزحف. توقف المنزل عن كونه ضريحا للكآبة. ثم في أحد الأيام بكت نور بحړقة بينما كانت حنان تستعد للمغادرة في نهاية اليوم. تشبثت بها وصړخت كلمة واحدة ماما!. حطمت الكلمة قلب فارس بقدر ما أسعدته. تبع ذلك شعور بالحب والامتنان ثم تبعه الخۏف ثم الشعور بالخزي عندما اكتشفت حنان الكاميرات صدفة وهي تنظف الغبار. نظرت إلى العدسة بإنكسار ثم رحلت بهدوء. اڼهارت نور ودخلت في نوبة بكاء لا تنقطع. انهار فارس تحت وطأة الندم. في اليوم الرابع وبعد بحث مضن وجدها في منزل بسيط لأقاربها. وقف أمامها وقال أخيرا دون كبرياء أنا أثق بك يا حنان.. وأنا ونور بحاجة إليك.. أنا أحبك. كانت المشاعر متبادلة فالقلوب الصادقة لا تخطئ بعضها. عادت حنان إلى المنزل. حطم فارس الكاميرات بيده. حلت الثقة محل الخۏف والشك. مرت الشهور. وقفت نور على قدميها. ومشت خطواتها المتعثرة. وفي أحد الأيام خطت خطواتها الأولى الثابتة نحو ذراعي فارس المفتوحتين. لاحقا وفي جو عائلي دافئ طلب فارس يد حنان للزواج. وافقت والدموع في عينيها. امتلأ المنزل بوقع الأقدام الصغيرة والضحك والحياة التي دبت في أوصاله من جديد. وفي يوم من الأيام وضعت حنان يد فارس على بطنها وهي تبتسم بخجل. أنا حامل. لم يمح الماضي المؤلم لكنه لم يعد يحكم حاضرهم ومستقبلهم. لأنه في بعض الأحيان حتى بعد خسارة لا يمكن تصورها يهمس الله في قلوبنا برحمة يمكنكم البدء من جديد.





