روايات

حب معلق بقلم اسما

الجزء الثاني والعشرون – خطة مواجهة الدجّال

قمت…

وقربت من مي…

ومسكت إيديها.

– مي…

أنا مش ههرب.

ولا هسيبك.

ولو الدجّال ده جاي…

يبقى أنا اللي هروّح له قبل ما ييجي لي.

سارة اتجمدت:

– إيه؟!

– هتروح لعبدالجليل؟

– ده ممكن يموّتك!

قلت:

– لازم أعرف…

هو عايز إيه.

وليه ماسك روح إيهاب.

وليه مش سايبك في حالك.

وليه بيرجع يوم الجمعة بس.

مي حاولت تمسكني:

– مازن…

ما تروحش.

ده مش شيخ…

ولا ساحر…

ده… خط*ير.

أخطر من إيهاب نفسه.

قلت لها:

– لو ما رحتلوش…

هييجي لنا.

وهييجي قوي.

والجمعة الجاية مش زي اللي فاتت.

ومش معقول نستنى الهجوم.

سارة قالت:

– بس يا مازن…

مش هتلاقيه.

قلت:

– لأ…

هلاقيه.

مي بصوت خافت:

– في مكان واحد…

بيظهر فيه كل أسبوع.

مكان…

هو اللي بدأ فيه كل ده.

سألتها:

– فين؟

مي اتنفست بعمق…

وقالت:

– في المخزن اللي مـ,,ــات فيه إيهاب.

الليلة…

قبل الجمعة الجاية…

الدجّال بيعمل “الندّهة” للمربوط.

وبيرجع يقوّي الربط.

هناك…

هتلاقيه.

الجزء الثالث والعشرون – الطريق للمخزن الملعون

الليل كان تقيل.

والشارع فاضي.

ومصر كلها…

تحسها نايمة…

إلا أنا.

ركبت العربية…

وطلعت على المطرية.

مي كانت مرعوبة…

مسكت إيدي قبل ما أخرج.

– مازن…

لو ما رجعتش…

أنا هموـ,,ــــت.

حضـ,,ــــنتها.

وقولت:

– أنا هرجع.

ده وعد.

سارة قربت…

وبصوت طفل خايف:

– لو شفته…

ما تبصّش في عينه…

ده اللي بيمسك الروح.

هزيت راسي…

ونزلت.

ووصلت.

المخزن…

كان مهجور…

مهدود…

وحوله ن*ار العبث.

بس جوّاه؟

كان منوّر ببصيص أحمر…

زي جمر.

ولما دخلت…

شُفته.

قاعد…

على الأرض…

قدّامه بخور أسود…

ملفوف في دايرة.

ولابس جلابية سودا…

وعينيه…

مش إنسان.

بص لي…

وبصوت خافت:

– أخيرًا…

جوز مي…

جه.

ابتسم ابتسامة من جهنم:

– كنت مستنيك.

الجزء الرابع والعشرون – مواجهة الدجّال

دخلت المخزن…

البخور الأسود مالي المكان…

ريحة خانقة…

ريحة موـ,,ــــت متعفّن.

عبدالجليل كان قاعد، ضهره محني، وصوته طالع من جوّا بطنه:

– اتأخرت يا مازن…

كنت قلق عليك.

ردّيت وأنا ماسك أعص*ابي:

– إنت عايز إيه من مي؟

رفع راسه…

ولما شُفت عينه…

اتأكدت إنه مش بني آدم كامل.

عينه سودة…

مش ضلمة عادية…

ضلمة جوّاها حياة.

ضحك:

– مي؟

مي مش الهدف.

مي “الباب”.

والباب…

مينفعش يتقفل.

قربت منه خطوة:

– إيهاب…

انت اللي مسكه؟

انت اللي مموّته كده؟

ضحك أكتر…

غمازات شيطانية:

– هو مـ,,ــات لوحده…

سقط…

اتخنق…

نهايته بسيطة.

إنما روحه؟

دي كانت هدية.

كان بيقولها بنشوة مقززة.

قلتله:

– سيبه.

وسيّب مراتي.

وسيبنا في حالنا.

عبدالجليل وقف.

بطّريّة آدمية من الشر.

– مازن…

انت فاكر إنك داخل تضر*ب؟

ولا تعمل راجل؟

الموضوع أكبر منكم.

أكبر من مي…

وأكبر من إيهاب…

وأكبر منك.

كمل وهو بيرفع يده:

– يوم مـ,,ــات إيهاب…

أنا ماخدتش روحه.

هو “نادى” عليّ.

كان محتاج قوة…

كنت هديته.

بس لما مـ,,ــات…

روحه تعلّقت.

وبقت معايا.

بتاخذ أمر…

وبتنفّذ.

ويوم الجمعة؟

ده يوم الندّهة…

يوم الإحياء.

اتجمدت.

“الإحياء”.

يعني كان بيعيد جسد إيهاب كل أسبوع.

قلتله:

– وليه مي؟

ليه بتعذّبها؟

ابتسم:

– عشان كانت أقرب حاجة لروحه.

ولو أنا سيبتو…

هيروح.

واللي بيروح…

مايرجعش.

وأنا…

ماحبّش أخسر.

جسمي سخن.

الدم ولّع.

قلتله:

– طب أنا؟

عايز مني إيه؟

قرب مني…

وشمّ ريحتي…

ابتسم:

– ريحتك…

قوية.

مش سهل تنك*سر.

وعشان كده…

كنت مستنيك.

وبجملة واحدة…

كشف كل حاجة:

– عايزك بديل لإيهاب.

الهوى وقف.

– يعني إيه “بديل”؟

– يعني…

إنت اللي هتاخد مكانه.

إنت اللي هتتعلّق.

إنت اللي هتبقى “الربطة” الجديدة.

وروحك؟

هتفضل معايا…

ونبقى إحنا الاتنين…

مربوطين بمي.

اتراجعت خطوة:

– انت مجنون.

ضحك:

– وأنا أكتر واحد يعرف إنك هتقبل…

لأن مفيش غيرك ينقذها.

الجزء الخامس والعشرون – ظهور إيهاب الأخير

وفجأة…

صوت…

زي هدير.

زي جدار وقع.

التفت.

إيهاب…

ظهر.

بس مش زي البيت.

لا.

ده كان كامل…

مش متعذّب…

مش محترق…

كأنه لسه طالع من قبــ,,ـــــره حالاً.

عينيه بتلمع…

جسمه ماسك…

لكن وشّه…

خالي.

لا غض*ب…

ولا رحمة.

عبدالجليل ابتسم:

– روح…

اسحب روحه.

هاتها هنا.

إيهاب اتحرك…

نحوي.

قلت:

– إيهاب!

اسمعني!

أنا ما خدتش مراتك!

مي كانت عايشة في رعب…

بتجري كل جمعة…

بتخاف…

بتصرخ.

انت اللي بتعذّبها.

مش أنا.

إيهاب وقف.

نفسه اتقلّ.

عينه ارتعشت.

كملت:

– لو بتحبها…

سيبها ترتاح.

سيبها تعيش.

سيب روحك تروح.

عبدالجليل صرخ:

– ما تسمعوش!!

اسحب روحه دلوقت!

إيهاب…

لف دماغه للاتنين.

بين عبدالجليل…

وبيني.

وجهه بدأ يتشقق.

كأنه بينفجر من جوا.

وصوت طالع منه…

مش بشري:

– أنا…

تعبت.

عبدالجليل هاج:

– اسحب روحه!

دي أوامر!!

واللي حصل بعدها…

كان نهاية كل حاجة.

إيهاب…

مد إيده…

مش عليّا.

لكن…

على ص*دره هو.

وغرس أص*ابعه جوا نفسه.

صرخ.

صرخة وجعت الدنيا.

صرخة هزّت المخزن.

صرخة قوية…

قطعت الربطة.

وهجم على عبدالجليل.

الدجّال حاول يجري…

لكن إيهاب مسكه من رقبته…

ولفّه…

زي ورقة.

وصرخ:

– انت…

سلبت…

حياتي.

وصوت عبدالجليل اتقطع.

ثم…

سقط…

كحجر.

وإيهاب لفّ عليّا.

جسمه كان بينهار…

زي تراب بيتطاير.

وقال:

– احفظ…

مي.

وخليها…

تعرف…

كانت آخر كلمة:

– أني…

كنت…

بحبّها.

واختفى.

اتفتت.

اختفى زي دخان.

والمخزن…

اتسكّر.

والهوى…

اتنضّف.

ورجل…

كان محبوـ,,ــــس…

اتحرر.

الجزء السادس والعشرون – النهاية الهادئة

رجعت البيت…

جسمي مكسور…

بس روحي خفيفة.

مي جريت عليّ…

حضـ,,ــــنتني…

ولأول مرة…

كان حضـ,,ــــنها من غير خوف.

سارة…

بكت…

وراحت تبوـ,,ــــس إيدي:

– مامتش…

كنت خافانة!

مي قالت:

– إيهاب…

راح؟

بجد؟

هزيت راسي:

– أيوه.

اتحرر…

وسابكم…

ومش راجع تاني.

دموع مي نزلت…

بس لأول مرة…

كانت دموع راحة.

مش رعب.

سارة خرجت المصحف…

وحضـ,,ــــنته.

وأنا…

بصيت لسقف البيت…

وحمدت ربنا.

لأني عرفت:

بعض الأرواح…

ما بترتاحش غير لما تتفك.

وبعض القلوب…

ما بتتشفى غير لما تتحرر.

وبعض البيوت…

ما بترجعش آمنة…

غير لما مواجهة تحصل.

ومواجهة إيهاب…

كانت النهاية.

وإحنا…

ابتدينا من جديد.

النهاية

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock