روايات

خادمة الملياردير… وريثة القصر بقلم اسما السيد

كاملة.
سألته بصوت يرتجف
وما الإرث
فتح ملفه على الطاولة.
أخرج وثائق مختومة من المحكمة وصورا قديمة لمنزل ضخم وحدائق واسعة ثم أشار إلى ورقة رسمية
إرثك يشمل
قصرا في وسط العاصمة
قطعة أرض زراعية
حسابا مصرفيا مغلقا
واسم عائلتك الحقيقي الهادي
شهقت الممرضة.
وقف ياسر من مكانه مصدوما.
أما زوجي
كان يقف خلف الباب يسترق السمع.
لقد سمع كل شيء.
كان يعرف
لو عرفت حقي
فهو لن يستطيع السيطرة علي مرة أخرى.
فجأة اندفع الباب بقوة.
دخل زوجي وجهه مشوه بالغضب والخوف والحقد.
صرخ
ما الذي تقوله! لا أحد سيأخذ زوجتي مني! ولا بيت ابنتي! ولا أي شيء!
وقف المحامي بثبات
أنت لا تملك الحق في شيء. كل ما لها سيعود لها بالكامل الآن.
صرخ زوجي
اسكت! أنت لا تعرف شيئا! هذه المرأة
قاطعه ياسر بصوت منخفض لكنه قاتل
كفاية.
التفت زوجي إليه وصاح
أنت السبب! أنت تدخلت! أنت الذي
لكن ياسر لم يسمح له بإكمال الجملة.
اقترب منه خطوة واحدة فقط
خطوة جعلت زوجي يتراجع لأول مرة في حياته.
وقال له بصوت هادئ لكنه كالحديد الساخن
إن لم تغادر الآن سأجعل خروجك بالقوه وستخرج مقيد اليدين.
تلعثم زوجي بحث عن القوة التي اعتادها فلم يجدها.
لم يجد سوى انهيار سلطته
وسقوط هيبته
وتحول زوجته التي كانت يدهسها إلى امرأة تستعيد قوتها.
خرج من الغرفة لكنه لم يبتعد.
كان يراقب من بعيد
كالذئب الذي يعرف أن فريسته لم تعد فريسة بعد الآن.
المحامي سلمني مفتاحا صغيرا نحاسيا أملس من كثرة ما حمل
هذا مفتاح القصر الذي تركتهلك والدتك. المكان بانتظارك منذ سنوات.
احتضنت المفتاح بيدي وكأنه مفتاح روحي الضائعة.
شعرت بأنني أملك للمرة الأولى في حياتي أرضا هوية بابا لا يستطيع أحد إغلاقه في وجهي.
نظر إلي ياسر بابتسامة دافئة لم أحصل عليها من أي رجل في حياتي
أخبرتك أنت لم تعودي وحدك.
ثم قال بصوت أكثر هدوءا لكنه نابع من أعماقه
وأعدك أن هذه البداية فقط.
لم أنم تلك الليلة.
كان المفتاح في يدي أثقل من جبل ومع ذلك أحسست أنه ينقلني من عالم إلى آخر.
أنا لست الفتاة الفقيرة التي تزوجها زوجي ليظهر رجولته.
أنا وريثة.
لي اسم لي تاريخ لي أم تركت لي ما لم يعرفه أحد.
لكن أفكاري انقطعت حين دخل د. ياسر الغرفة بابتسامة مطمئنة.
المحامي نسق كل شيء. غدا تنتقلين للقصر رسميا.
ارتجف صوتي
وماذا عن زوجي
هناك محضر عد مسبقا. لن يستطيع الاقتراب منك دون إذن قضائي. وستؤخذ أقوالك حول العنف الذي تعرضت له.
أخفضت رأسي ليس خجلا بل لأحمي دمعة متأخرة.
قال وهو يقف قرب السرير
لا أحد سيؤذيك مرة أخرى.
كانت تلك أول ليلة منذ سنوات أنام فيها دون خوف.
عندما وصلت إلى القصر في صباح اليوم التالي شعرت وكأنني أدخل كتابا لم يفتح منذ أعوام.
بوابة حديدية عالية حدائق واسعة ونوافير قديمة ما زالت تتدفق رغم الإهمال.
فتحت الباب الرئيسي وامتلأت رئتي برائحة الماضي.
كان المكان أشبه بعالم صامت ينتظر عودتي.
دخل المحامي عادل خلفي وقال
هذا كله ملكك. والدتك كانت آخر من عاش هنا. هناك رسائل وصور تركتها لك.
اقتربت من طاولةقديمة عليها صندوق خشبي صغير.
فتحته
صور لامرأة جميلة تشبهني.
في إحدى الرسائل كتبت
ان كان هذا القصر مظلما حين تعودين إليه فاعلمي أنك نوره الحقيقي لم أتمالك نفسي بكيت بحرقة.
أخيرا شعرت بأنني أنتمي إلى مكان.
لم تمر ساعات حتى جاء المحامي بخبر جديد
زوجك حاول التلاعب بالحسابات البنكية الخاصة بك. تم القبض عليه.
شعرت بصمت يلفني.
صمت غريب
ليس شماتة.
ليس فرحا.
كان تحررا.
زوجي انهار أمام رغبة السيطرة وها هو يخسر كل شيء.
أما هي فقد هربت بعدما علمت أنه لم يعد يملك مالا.
كل شيء عاد لحجمه الطبيعه
عدت للمستشفى لرؤية طفلتي وبيدي طفلتي الكبري اخيرا حره مثلي..نتنفس هواء الحريه والعداله..
ليان كانت أقوى أجمل وأهدأ.
وضعت يدي على الحاضنة وأنا أبتسم
أعدك يا صغيرتي لن تعيشي الألم الذي عشناه انا واختك
اقترب ياسر من خلفي يضع يده بلطف على كتف صغيرتي
هي محظوظة بكما.
نظرت إليه
ورأيت رجلا لم يطلب مقابلا لطيبة قلبه.
رجلا جاء في أسوأ لحظة ليكون أفضل شيء.
شكرا لك يا دكتور ياسر لقد أنقذت حياتي.
ابتسم بهدوء وهو يبتسم بفخر لطفلتي الكبري بل هي من أنقذت حياتك. حين اتصلت بشجاعه وقالت كل شيء وهي تبكي بحرقه أتعلمين كانت تظن أننا الشرطهأنا فقط كنت شاهدا.
بعد أسابيع انتقلت رسميا للعيش في القصر مع طفلتي.
كان ياسر يزورنا بحجة الاطمئنان على ليان لكنه لم يكن يخفي ارتياحه لوجودي بخير.
كنت أشعر بارتباك خفيف كلما جلس قربي
لأول مرة أشعر أن رجلا ينظر إلي بصدق لا استغلال.
فيأحد الأيام بينما كنت أحمل ليان على شرفتي قال لي ياسر بصوت منخفض
أتعلمين لقد ظننت يوما أن حياتي مكتملة حتى رأيتك في ذلك المنزل.
ومنذ ذلك اليوم كل شيء بدا ناقصا دون الاطمئنان عليك.
شعرت بقشعريرة تسري على جلدي.
لا أريد استعجال شيء قالها وهو يقترب خطوة
لكن إن سمحت لي أود أن أكون جزءا من أمانك الجديد.
رفعت رأسي نحوه
ونظرت إلى طفلتي
وإلى القصر
وإلى حياتي الجديدة
وقلت
أعتقد أنني مستعدة لأبدأ من جديد.
ابتسم
وكانت تلك أول لحظة يشرق فيها قلبي منذ زمن بعيد.
بعد سنة
كانت ليان تلعب في حديقة القصر مع شقيقتها وقد أصبحت قوية كزهرة فتحت بتلاتها بعد عاصفة.
زوجي السابق ما زال يخضع للمحاكمة.
هي اختفت كأنها لم تكن.
المحامي عادل أصبح صديقا للعائلة.
والقصر امتلأ بالحياة مجددا.
أما أنا
فقد عدت إلى دراستي ثم بدأت مشروعا صغيرا لإيواء النساء المعنفات.
وفي يوم مشمس بينما كنت أرتب ملفات المشروع دخل ياسر يحمل باقة زهور.
اقترب مني وقال بابتسامة خفيفة
هل تعلمين ماذا تذكرت اليوم
يوم وجدتك على أرض منزلك كنت على وشك الموت.
لكنني أراك الآن
أقوى امرأة عرفتها.
أخفضت رأسي بخجل لكنه رفع وجهي برفق
نور هل تقبلين أن نكمل الطريق معا
ليس طبيبا ومريضة
بل شريكين وعائلة لليان وميا
لم أتردد. ليس هذه المرة.
نعم يا ياسر نعم.
ضمني إلى صدره
وكانت تلك اللحظة إعلانا رسميا لنهاية الألم
ومن امرأة سقطت على أرض بيت مظلم
إلى امرأة تقف على قدميها في قصرها تحمل طفلتها وقلبها ممتلئ بالسلام.
لم أكن ضعيفة يوما
كنت فقط في المكان الخاطئ.
والآن
أنا نور هادي عدت إلى نفسي.
ووجدت أخيرا رجلا يعرف أن الحب ليس امتلاكا
بل حماية.
تمت الروايةإ

الصفحة السابقة 1 2 3 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock