قصص قصيرة

فتاة سوداء فقيرة تبلغ من العمر 12 عامًا أنقذت مليونيرًا على متن طائرة

التي أنقذت قلبه مرتين مرة في السماء ومرة على الأرض.
لكن سرعان ما عرف العالم بالأمر.
العناوين صرخت
ملياردير يعيش مع فتاة تبلغ 12 عاما أنقذته في رحلة جوية!
تجمع المصورون. انتشرت الشائعات. بدأ الناس يتساءلون عن دوافعه. وانهارت كيارا من الخوف تبكي كل ليلة.
في إحدى الأمسيات جلست كيارا على حافة سريرها تبكي بينما أضواء المدينة تلمع في الأسفل. همست يظنون أنني مجرد قصة يظنون أنك تستخدمني.
جثا إدوارد بجوارها وقال بصوت مرتجف
ليقولوا ما يريدون. أنت لست عنوانا صحفيا بالنسبة لي كيارا أنت فرصتي الثانية.
كان يعني ما يقول. في الأسبوع التالي استدعى محاميه. وبحضور أخصائية كيارا الاجتماعية تقدم إدوارد بطلب الحضانة القانونية. لم يكن الأمر شفقةبل عائلة. كان محاولة لتصحيح ما دمره الإهمال سابقا.
في البداية قاوم النظام. لكن بعد أسابيع من الفحص والمقابلات اتضح الأمر الرابط بين الملياردير والفتاة اليتيمة كان حقيقيا. لم يرهارمزا بل رآها ابنة.
مع مرور الوقت بنيا نوعا جديدا من البيوت. كان إدوارد يأخذها إلى المدرسة كل صباح يجلس معها في مطاعم بسيطة ويساعدها في واجباتها ليلا. أما كيارا فقد أعادت الدفء إلى قصره الصامت. ملأت أيامه بالضحك وبنوع من المحبة لا يمكن للمال أن يشتريه.
بعد أشهر أقام إدوارد حفلا خيريا للأطفال المحتاجين. كانت الكاميرات تومض وهو يصعد إلى المسرح ببدلته الأنيقة ويد كيارا الصغيرة في يده. وعندما وصل إلى الميكروفون توقف لحظة والانفعال يخنقه.
قال
قبل عدة أشهر التقيت فتاة صغيرة أنقذت حياتي على متن طائرة. لكنها في الحقيقة أنقذت شيئا أعمق بكثيرروحي.
ثم التفت نحو كيارا وقال بصوت سمع في القاعة كلها
أريد الليلة أن يتعرف الجميع إلى ابنتي.
شهق الحضور. ارتجفت القاعة كلها لوهلة وكأن الهواء نفسه توقف عن الحركة. بعضهم وضع يده على فمه من شدة الدهشة وبعضهم مسح دموعا سالت بلا استئذان وآخرون صفقوا بحرارة لم تكن لمليارديريقدم تبرعا بل لرجل وجد أخيرا طريقه إلى الإنسانية.
لكن إدوارد لم يلتفت لأي من ذلك.
لم يكن يهمه عدد الكاميرات أو التحليلات التي ستملأ الصحف في صباح الغد أو همسات رجال الأعمال الجالسين في الصفوف الأمامية. الشيء الوحيد الذي كان يعنيه في تلك اللحظة هو ذلك الوجه الصغير المضيء بجانبه وجه كيارا.
كان ينظر إليها وكأنه يرى العالم لأول مرة.
كانت عيناها متسعتين ممتلئتين بدموع لا يعرف أحد إن كانت دموع فرح أو خوف أو دهشة وربما كانت مزيجا منها جميعا. كانت شفتيها ترتجفان كأن قلبها يحاول أن يفهم كيف تحولت من فتاة منسية إلى مركز هذا الضوء الذي لطالما خافته.
ذلك التعبير على وجههاذلك الخليط الساحر من الدهشة والفرح والتعافيكان كافيا بالنسبة له ليمحو سنوات طويلة من الندم والصمت والبرد الذي كان يسكن قلبه.
في تلك الليلة لم يعد الملياردير إدوارد لانغستون ذلك الرجل الذي وصفته الصحف بصاحب القلب الحجري.
ذلك اللقب الذي التصقبه لسنوات والذي كان يستحقه يوما ما سقط عنه مثل ورقة ذابلة.
ففي تلك اللحظة
وبين تصفيق الجمهور وضوء الثريات
وبين يد صغيرة تمسك بيده بثقة لم يختبرها منذ وفاة ابنته
ولد أب من جديد.
لم يكن أبا بالتبني فقط ولا أبا بسبب المستندات التي وقعها في المحكمة قبل أسابيع بل أبا بالروح بالثمن الذي دفعه من قلبه المكسور وبالحب الذي عاد إليه حين تخلى عن دروعه جميعها.
أما كيارا بروكسالفتاة الفقيرة ذات الاثني عشر عاما التي جلست ذات يوم في آخر مقعد بطائرة وهي تضم صورة أمها الراحلةفقد امتلكت أخيرا ما ظنت أنها فقدته إلى الأبد.
امتلكت بيتا ليس مجرد جدران بل مكانا تشعر فيه بالأمان.
وامتلكت عائلة ليست مجرد لقب 
وامتلكت محبة محبة صادقة وقوية بما يكفي لتلم شتات قلبين مكسورين قلب رجل عاش عمره في الصفقات والبرد وقلب طفلة ظنت أن العالم لا يراها.
في تلك الليلة لم يتغير مصير شخصين فقطبل ولدت قصة جديدة
قصة بدأت بصرخة في طائرة
وانتهتبابتسامة تشبه بداية حياة كاملة.

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock