
18 طبيبًا فشلوا… وطفل فقير اكتشف السر في حلق ابن الملياردير!
المدير التنفيذي لشركة ثورنتون إندستريز أكبر منافس لفنسنت منذ عشرين عاما.
تابع إليوت
كان يؤذيني بالكلام لأشهر. يقول أشياء سيئة عنك عن عائلتنا عن أننا نظن أنفسنا أفضل من الجميع.
شعر فنسنت بأن قلبه يتشقق.
لماذا لم تخبرني
لأنك كنت مشغولا دائما تعمل دائما ولم أرد أن أثقل عليك.
سالت دمعة على خد إليوت الشاحب.
ظننت أنني أستطيع تحمل الأمر وحدي.
أغمض فنسنت عينيه. سحقه الذنب.
قال بصوت خافت
ماذا حدث ذلك الصباح يوم انهرت
قال إليوت وعيناه تبتعدان كأنه يعود بالذاكرة
دفعني ويسلي في الممر قبل الحصة. اصطدمت بالخزائن وعضضت بقوة.
رفع يده إلى حلقه بضعف.
كنت أمضغ غطاء قلمي أفعل ذلك عندما أتوتر وعندما سقطت شهقت وشعرت بشيء ينزل في حلقي.
هبطت معدة فنسنت.
شعرت به لثانية ثم اختفى. ظننت أنني تخيلت ظننت أنني بخير لم أكن أعرف يا أبي لم أكن أعرف أنه عالق داخلي.
خفض فنسنت رأسه إلى يد ابنه.
يا إليوت هذا ليس ذنبك. ليس ذنبك أبدا.
لكن إليوت همس
بل هو لو أخبرتك عن ويسلي لو لم أكن خائفا ربما لم يحدث هذا.
رفع فنسنت رأسه ونظر إلى ابنه بحب شديد.
اسمعني أنت أشجع شخص أعرفه. حاولت أن تحميني. حملت هذا وحدك لأنك لم ترد أن تزيد همومي. هذا ليس ضعفا هذا قوة.
ارتجفت شفة إليوت.
حقا
حقا قال فنسنت وهو يمسح دموعه بإبهامه. لكن من الآن فصاعدا نحمل الأمور معا. لا أسرار. لا معاناة وحدك.
اتفاق
ظهر على وجه إليوت ابتسامة صغيرة أول ابتسامة منذ ثلاثة أسابيع.
اتفاق.
لمست مونرو كتف فنسنت
حان وقت الراحة الآن.
أومأ فنسنت. قبل جبين ابنه.
نم يا بني سأبقى هنا.
أغمض إليوت عينيه ونام خلال ثوان.
لكن هذه المرة كان نوما مختلفا. نوما هادئا شافيا.
وقف فنسنت ببطء. شعر بضعف في ساقيه وبضعف في كل جسده. لكن في الداخل كان شيء يشعل نارا جديدة.
استدار إلى جايلن.
كان الطفل واقفا في الزاوية صامتا كظل. ذراع الجدة روث حوله. بدا عليهما الإرهاق والارتياح.
اقترب فنسنت. لم يعرف ماذا يقول. كيف يشكر أحدا على إنقاذ حياة ابنه
جثا أمام جايلن رجل وطفل عينا بعين.
قال فنسنت وصوته ينكسر
لقد أنقذت ابني. رأيت ما لم يره ثمانية عشر طبيبا. كيف
نظر جايلن إلى حذائه المثقوب.
لا أعرف أنا فقط أنظر للأشياء بطريقة مختلفة. ألاحظ التفاصيل الصغيرة.
التفاصيل الصغيرة كرر فنسنت وكأنه لا يصدق. تلك التفاصيل أنقذت حياة إليوت.
قال جايلن بهدوء
كنت أريد فقط أن أساعد أعرف معنى أن تكون غير مرئي أن لا يراك أحد.
لم أرد لابنك أن يشعر بهذا.
حدق فنسنت في الطفل طفل لا يملك شيئا بلا أهل بلا بيت بلا تعليم فخم لكنه يملك حكمة ورحمة وشجاعة تفوق كثيرا من الكبار.
سأل فنسنت
كيف أرد لك الجميل أي شيء تريده مال بيت أي شيء.
رفع جايلن عينيه وكان في عينيهعمق غريب.
قال
لا أريد مالا.
تجمد فنسنت.
إذن ماذا تريد
صمت جايلن لحظة ثم قال كلمات ستغير حياة فنسنت للأبد
أريدك أن ترى الأطفال الآخرين في الكنيسة الذين مثلي. إنهم غير مرئيين أيضا. لا أحد ينظر إليهم. لا أحد يظن أنهم مهمون لكنهم مهمون. هم أذكياء وطيبون وشجعان فقط يحتاجون من يؤمن بهم.
شعر فنسنت بأن شيئا في صدره يتحرك شيء ظل مغلقا طويلا.
تذكر سؤال إليوت في الإفطار
لماذا بعض الأطفال بلا بيوت
كان قد قال
الأمر معقد.
لكن ربما لم يكن معقدا.
ربما كان بسيطا جدا بعض الناس يحتاجون فقط لمن يراهم لمن يساعدهم لمن يؤمن بهم.
وقف فنسنت. نظر إلى الجدة روث وقال بإصرار
أريد أن أزور كنيستكم أريد أن أقابل الأطفال جميعا أريد أن أفهم ما الذي يحتاجونه.
امتلأت عينا روث بالدموع.
سيد أشفورد لا تعلم منذ متى وأنا أدعو أن يقول أحدهم هذه الكلمات.
قال فنسنت
أنا أقولها الآن وأعنيها.
مد يده وصافح جايلن.
ملياردير يصافح طفلا بلا مأوى. عالمان يلتقيان.
قال فنسنت
شكرا يا جايلن على كل شيء.
ابتسم جايلن ابتسامة حقيقية ابتسامة تضيء الغرفة.
عفوا يا سيد أشفورد.
مرت الأيام التالية كضباب من التعافي والكشف. بدأ إليوت يقوى كل ساعة. دهش الأطباء من سرعة تحسنه بعد إزالة العائق.
كانوا يقولون
الأطفال أقوياء.
لكن فنسنت كان يعلم أن الأمر أكثر من ذلك.
كان لإليوت سبب للعيش الآن هدف ووعد.
وفاء بوعده زار فنسنت الكنيسة لكن هذه المرة لم يذهب وحده.
أحضر معه مهندسين ومعماريين ومقاولين ومستشارين ماليين. تجول في كل غرفة. رأى الطلاء المتقشر والزجاج المتشقق والسقف الذي يسرب الماء.
رأى الأطفال ينامون على فرش رقيقة. رأى ملابس أكثرها رقع. رأى وجبات تكاد تكون خبزا وماء.
ورأى الأمل.
رغم كل شيء كان لديهم أمل. كانوا يضحكون ويلعبون ويحلمون بمستقبل يبدو مستحيلا.
كان جايلن هو من أرشده. صار يتحدث بثقة أكبر كأنه بدأ يصدق أنه يستحق مكانا في العالم.
قال جايلن وهو يشير إلى غرفة ضيقة فيها ثلاث طاولات طويلة
هنا نأكل. الجدة روث تتأكد أن الجميع يحصل على شيء حتى لو كان قليلا.
سأل فنسنت
كم طفلا يعيش هنا
قال جايلن
سبعة وثلاثون الآن وقد يأتي المزيد دائما. الجدة روث لا ترد أحدا.
حسب فنسنت في ذهنه سبعة وثلاثون طفلا وامرأة مسنة واحدة ومبنى ينهار ومع ذلك يجعلونه يعمل.
قال فنسنت بحزم
هذا سيتغير. كله.
نظر جايلن إليه
ماذا تقصد
قال فنسنت
سأعيد بناء هذا المكان. مبنى جديد أسرة جديدة كل شيء جديد. وسأؤسس صندوقا يجعل الجدة روث لا تقلق أبدا بشأن المال.
اتسعت عينا جايلن
هل أنت جاد
قال فنسنت
جاد جدا.
ثم وضع يده على كتف جايلن
وأريدك أن تساعدني. أنت تعرف هؤلاء الأطفال وتعرف ما يحتاجونه. هل تكون مستشاري
لم يرد جايلن فورا.نظر حوله إلى الكنيسة إلى الأطفال الذين يلعبون إلى الجدة روث وهي تسكب الحساء بيديها المتجعدتين الحنونتين.
ثم نظر إلى فنسنت.
حسنا قال. لكن لدي شرط.
رفع فنسنت حاجبا
شرط
قال جايلن
الأطفال الآخرون يساعدون أيضا. ليس أنا وحدي. كلنا نعمل معا.
ابتسم فنسنت.
اتفاق.
صافحاه مرة أخرى وهذه المرة بدا الأمر كأنه بداية شيء أكبر.
لكن ليس الجميع كان سعيدا بتلك التغييرات.
على بعد مئتي متر في برج زجاجي يطل على المدينة جلس رجل في مكتب مظلم يشاهد الأخبار.
ريتشارد ثورنتون.
كان وجهه صلبا كالحجر وعيناه باردتين كالشتاء.
شاهد المقطع الذي يظهر فنسنت أشفورد يزور الملجأ يصافح الأطفال ويعد بتغيير حياتهم.
كانت المذيعة تقول
بطل العام تعهد فنسنت أشفورد بإعادة بناء الملجأ وقد أسر قلوب الأمة.
أطفأ ريتشارد التلفاز.
وقف مساعده المتوتر واسمه جيرالد قرب الباب.
سيدي هل كل شيء بخير
لم يرد ريتشارد. كان يفكر ويخطط.
كان فنسنت خصمه منذ عشرين عاما. تنافسا على كل عقد كل صفقة كل نفوذ. ولعشرين عاما كان ريتشارد يأتي ثانيا.
لكن هذا مختلف. لم يعد مجرد عمل.
هذا صار شخصيا.
عاد ابنه ويسلي من المدرسة باكيا الأسبوع الماضي. قالت له معلمة إنهم يلومونه على ما حدث لإليوت أشفورد قالوا إنه دفعه قالوا إنه السبب.
أقسم ويسلي أنه بالكاد لمسه. قال إن إليوت ضعيف وإنها حادثة.
صدقه ريتشارد. بالطبع صدقه.
ويسلي ثورنتون. وآل ثورنتون لا يكذبون. وآل ثورنتون لا يعتذرون. وآل ثورنتون رقم واحد.
والآن فنسنت أشفورد يعامل كقديس. وجهه في كل قناة. اسمه على كل لسان.
كل ذلك لأن طفلا بلا مأوى حالفه الحظ.
لم يكن ذلك عادلا. لم يكن مقبولا.
التقط ريتشارد هاتفه واتصل برقم.
قال عندما رد الطرف الآخر
أنا أريدك أن تبحث في شيء. مؤسسة أشفورد مشروع الملجأ الجديد أريد كل شيء التصاريح العقود التفاصيل كل شيء.
سأله الصوت
ماذا نبحث تحديدا يا سيدي
انحنى فم ريتشارد في ابتسامة باردة
ثغرة.
ثم أنهى المكالمة وحدق إلى أضواء المدينة.
كان فنسنت يظن أنه سيلعب دور البطل ويكسب حب الناس بينما يرسم ريتشارد كشرير.
لكن ريتشارد لم يبن إمبراطوريته باللعب النزيه.
بناها بالذكاء وباصطياد الفرص حيث يرى الآخرون العقبات وبالضرب حين يكون الخصم أقل استعدادا.
والآن فنسنت كان أضعف مما كان عليه يوما مشتت عاطفي مشغول بالمستشفى والملجأ بدل شركته.
هذا مثالي.
سيدمره ريتشارد.
ليس بالسلاح ولا بالضرب بل بما هو أقوى
المعلومات. الأسرار. الحقيقة.
لأن كل الناس يملكون أسرارا حتى القديسون بل خصوصا القديسون.
وكان ريتشارد ثورنتون بارعا جدا في استخراجها.
في المستشفى كان إليوت قد أصبح قادرا أخيرا على الجلوس.
جلب له فنسنت كتابه المفضل وكانا يقرآن معا حين توقف إليوتفجأة.
قال
أبي ذلك الفتى الذي ساعدني جايلن هل هو بخير
ابتسم فنسنت. حتى بعد كل ما مر به كان إليوت يفكر في الآخرين.
قال
هو بخير بل هو رائع. ونحن نعمل معا على شيء مميز.
هل يمكنني أن أقابله جيدا عندما أتحسن أود ذلك.
قال فنسنت
بكل سرور. أعتقد أنكما ستكونان صديقين جيدين.
أومأ إليوت ببطء ثم صار وجهه جادا.
أبي وماذا عن ويسلي ماذا سيحدث له
خفت ابتسامة فنسنت.
لم يخبر إليوت عن حديث المدرسة ولا عن محامي ريتشارد الذين اتصلوا مطالبين بإسقاط الاتهامات الباطلة.
قال فنسنت
هذا شيء لا تحتاج أن تقلق بشأنه الآن.
لكنني أقلق.
نظر إليوت إلى أبيه بعينيه الحكيمتين الطيبتين.
أنا لا أريد أن يعاقب ليس حقا. أريد فقط أن يتوقف عن الغضب طوال الوقت.
حدق فنسنت في ابنه. بعد كل ما حدث لم يرد انتقاما. أراد فهما.
قال فنسنت بصوت خافت
أنت أفضل مني.
قال إليوت
أنا فقط تعبت من الغضب الغضب يأخذ طاقة كثيرة والحياة قصيرة.
الحياة قصيرة قالها طفل في الثانية عشرة كاد يموت.
ضمه فنسنت بقوة بلا كلمات.
ثم اهتز هاتفه.
نظر إلى الشاشة كانت رسالة من رقم مجهول.
فتحها فتجمد دمه.
كانت تحتوي صورة لوثائق مالية وثائق عرفها فورا.
وثائق قد تدمر كل ما بناه.
وتحت الصورة أربع كلمات
نحتاج أن نتحدث.
ارتجفت يدا فنسنت وهو يحدق في الهاتف.
تلك الوثائق يعرف تماما ما هي ويعرف تماما ماذا تعني ويعرف تماما من أرسلها.
صوت إليوت أعاده
أبي ما الخطب
خبأ فنسنت الهاتف بسرعة وأجبر ابتسامة.
لا شيء يا بني أمور عمل. أنت ارتح الآن.
حسنا.
قبل فنسنت جبين ابنه وخرج.
في الممر أخرج الهاتف ثانية وقرأ الرسالة مجددا.
نحتاج أن نتحدث.
وتحتها رقم هاتف.
لم يعرف فنسنت الرقم لكنه لم يحتج أن يعرفه.
عرف من وراءه
ريتشارد ثورنتون.
اتجه فنسنت إلى ركن هادئ واتصل.
رن مرتين.
ثم جاء صوت ريتشارد ناعما كالحرير باردا كالجليد
مرحبا يا فنسنت.
قال فنسنت
ماذا تريد يا ريتشارد
رد ريتشارد بضحكة خافتة
مباشر كعادتك أحب ذلك.
ثم قال
أريد لقاء الليلة. مكتبي. التاسعة.
سأل فنسنت
وإن رفضت
ضحك ريتشارد بهدوء
حينها تنشر الوثائق صباح الغد. كل قناة كل صحيفة كل موقع. سمعتك شركتك مشروعك الخيري كل شيء ينتهي.
أغمض فنسنت عينيه.
كانت تلك الوثائق من خمسة عشر عاما حين كان شابا يائسا حين اتخذ قرارات لم يكن فخورا بها حين دفنها وأقفل عليها وأقنع نفسه أنها انتهت.
لكن الأسرار تعود.
قال فنسنت بصوت منخفض
التاسعة سأكون هناك.
أنهى المكالمة وأسند ظهره إلى الحائط.
كل ما بناه كل ما يحاول أن يكونه قد يسقط الليلة.
عند الثامنة وخمس وأربعين مساء توقفت سيارة فنسنت أمام برج ثورنتون.
مبنى كشوكة من زجاج أسود تخترق الليل. بارد غير مرحب مثل صاحبه تماما.
صعد فنسنت بالمصعد إلىالطابق الأخير. كان الممر صامتا وخطواته ترتد صدى.
في آخر الممر كان هناك باب مفتوح.
كان ريتشارد ينتظره.
جلس خلف مكتب ضخم من خشب داكن وخلفه نافذة واسعة تلمع فيها المدينة كبحر من الضوء.
بدا كملك على عرشه.
قال بابتسامة
فنسنت سعيد أنك أتيت.
لم





