قصص قصيرة

18 طبيبًا فشلوا… وطفل فقير اكتشف السر في حلق ابن الملياردير!

يجلس فنسنت. وقف وذراعاه متقاطعتان.
قال
أرني ما لديك.
فتح ريتشارد ملفا ونشر الوثائق على سطح المكتب.
نظر فنسنت إليها والتوت معدته.
عقود قديمة من صفقة عقدها حين كان يبدأ صفقة تضمنت تجاوزات وتغطية عيوب ودفع أموال ليغض الناس الطرف.
لم يتضرر أحد لكن الصفقة كانت غير قانونية غير قانونية جدا.
سأل فنسنت
من أين حصلت عليها
قال ريتشارد
هل يهم المهم ما سأفعله بها.
قال فنسنت
وماذا تريد مالا شركتي
هز ريتشارد رأسه ببطء
لا أريد مالك يا فنسنت أريد ألمك.
قطب فنسنت حاجبيه
ماذا تقول
نهض ريتشارد ودور حول المكتب حتى وقف أمام فنسنت مباشرة.
قال بصوت ممتلئ بمرارة عشرين عاما
لعشرين سنة وأنت تتفوق علي. كل عقد أردته أخذته. كل جائزة ظننتها لي حصلت عليها. كلما رفعت رأسي رأيتك فوقي.
ثم خفض صوته إلى همس
هل تعرف ماذا يعني أن تكون دائما الثاني
فهم فنسنت فجأة هذا ليس عملا هذا حسد.
قال ريتشارد وقد التوى وجهه
هذا عدل. أنت لست البطل الذي يظنه الناس. أنت محتال وكاذب والعالم سيعرف.
نظر فنسنت إليه إلى الكراهية في عينيه إلى السنين المنحوتة في قسماته وشعر بشيء لم يتوقعه
الشفقة.
قال فنسنت بهدوء
أنت محق. أنا لست بطلا. ارتكبت أخطاء فظيعة وفعلت أشياء أخجل منها.
تنفس بعمق
لكنني حاولت أن أتغير. حاولت أن أكون أفضل. هذا كل ما يستطيع أي منا أن يفعله.
ضحك ريتشارد بسخرية
وفر خطابك لن ينقذك.
قال فنسنت
أنا لا أحاول أن أنقذ نفسي.
تلاشت ابتسامة ريتشارد.
ماذا تقول
قال فنسنت وهو يثبت نظره في عينيه
أحاول أن أنقذك أنت.
صمت ريتشارد.
قال فنسنت
انظر إلى نفسك يا ريتشارد انظر إلى ما صرت عليه. قضيت عشرين سنة تكرهني تخطط للانتقام تسمح للغيرة أن تسمم قلبك.
هز رأسه ببطء
ولماذا ماذا ربحت هل أنت سعيد هل أنت مرتاح
لم يجب ريتشارد. كانت يده ترتجف.
قال فنسنت
كنت علىوشك أن أفقد ابني. كاد يموت. وفي تلك الأسابيع تعلمت شيئا الحياة قصيرة قصيرة جدا على الكراهية قصيرة جدا على الانتقام.
وأشار إلى الوثائق
يمكنك أن تدمرني إن أردت انشرها واجعل حياتي تسقط لكن ذلك لن يجعلك سعيدا لن يملأ الفراغ داخلك سيزيدك مرارة ووحدة فقط.
قال ريتشارد بصوت أقل حدة
أنت لا تعرف شيئا عني.
قال فنسنت
أعرف أن لديك ابنا ويسلي. أعرف أنه غاضب يتألم مرتبك. وأعرف أنه كان يؤذي ابني لأنه يتألم.
ثم لان صوته
أعرف لأن إليوت أخبرني. وهل تعلم ماذا قال إليوت قال إنه لا يريد أن يعاقب ويسلي يريد فقط أن يتوقف عن الغضب يريد أن يكون بخير.
تغير وجه ريتشارد قليلا شق صغير في درعه.
قال ريتشارد لكن صوته فقد حدته
ابنك كاد يموت بسبب ابني.
قال فنسنت
ابني سامح ابنك ربما حان الوقت أن نتعلم من أطفالنا.
سكتت الغرفة.
أضواء المدينة تلمع بعيدا.
وقف الرجلان وجها لوجه يحملان عشرين سنة من العداء.
قال ريتشارد أخيرا
هل تظن الأمر بهذه البساطة نسامح وننسى
قال فنسنت
بل هو بهذه الصعوبة. المسامحة أصعب شيء لكنها الشيء الوحيد الذي يحررنا.
حدق ريتشارد طويلا في فنسنت ثم أنزل نظره إلى الوثائق. تحركت يده نحوها.
حبس فنسنت أنفاسه.
وفعل ريتشارد ثورنتون أبرد رجال الأعمال في أمريكا شيئا لم يتوقعه أحد.
التقط الأوراق ومزقها نصفين.
ثم مزقها مرة أخرى ومرة أخرى حتى صارت قصاصات تسقط إلى الأرض.
قال ريتشارد بصوت خافت
اخرج قبل أن أغير رأيي.
لم يجادل فنسنت. اتجه نحو الباب. لكنه قبل أن يخرج استدار وقال
شكرا.
لم يرد ريتشارد. ظل واقفا بين بقايا انتقامه ضائعا وملتقطا في آن واحد.
خرج فنسنت من برج ثورنتون وقلبه يخفق. لم يصدق ما حدث. دخل وهو يتوقع أن يخسر كل شيء وخرج بفرصة ثانية.
كان هواء الليل باردا منعشا. وقف فنسنت على الرصيف ونظر إلى السماء.
اهتز هاتفه.
رسالة من المستشفى
إليوت يسأل عنك ولديه زائر.
قاد فنسنت سيارته بسرعة.
وعندما وصل إلى غرفة إليوت توقف عند الباب.
كان إليوت جالسا على السرير يبتسم ابتسامة لم يرها فنسنت منذ أشهر.
وبجواره كان جايلن.
كان الصبيان يضحكان على شيء. كتاب مفتوح بينهما. بدا كأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن.
لوح إليوت
أبي تعال!
قال
جايلن يحكي لي عن الملجأ وعن الأطفال هناك.
هل يمكننا أن نذهب عندما أتحسن من فضلك
نظر فنسنت إلى جايلن الطفل الذي أنقذ ابنه والطفل الذي غير كل شيء.
قال
يمكننا أن نفعل أكثر من زيارة. سنساعد على إعادة بنائه معا.
تلألأت عينا إليوت.
حقا حقا
قال فنسنت
وأريدكما أن تساعداني في تصميمه. ستخبراني ماذا يحتاج الأطفال ماذا يجعل المكان بيتا.
اغرورقت عينا جايلن.
سيد أشفورد لا أعرف ماذا أقول.
قال فنسنت
قل إنك ستساعدني.
أومأ جايلن بسرعة
سأساعد أعدك.
جلس فنسنت على طرف السرير. نظر إلى ابنه صحيا وسعيدا. ثم نظر إلى جايلن شجاعا ولامعا. وشعر بشيء لم يشعر به منذ سنوات
الأمل أمل حقيقي.
بعد ستة أشهر افتتح الملجأ الجديد.
لم يكن مجرد مبنى بل كان بيتا ومركزا مجتمعيا ومدرسة ومكانا يجد فيه الأطفال الذين لا يملكون شيئا كل ما يحتاجونه.
وقفت الجدة روث عند الباب ودموعها تنهمر. لم تتخيل يوما شيئا كهذا.
أسرة جديدة ملابس جديدة كتب جديدة مطبخ يطعم مئة طفل صفوف للتعلم حدائق للعب.
وفوق المدخل نقشوا اسم المكان بحروف جميلة
مركز إليوت وجايلن للأطفال.
أصر فنسنت على الاسم رغم اعتراض الصبيين بخجل.
قال فنسنت لجايلن في الافتتاح
لقد أنقذت ابني وابني أنقذني. هذا المكان يحمل اسميكما لأنكما تذكرانني بما يهم اللطف الشجاعة رؤية الناس الذين لا يراهم أحد.
صفق الحشد. ومضت الكاميرات.
لكن فنسنت لم يكن ينظر إلى المصورين كان ينظر إلى ابنه يقف بجانب صديقه الجديد.طفلان من عالمين مختلفين التقيا في أحلك لحظة فصارا نورا لبعضهما.
همس إليوت في أذن جايلن بشيء فانفجرا ضاحكين.
لم يعرف فنسنت ما المزحة ولم يحتج أن يعرف.
رؤيتهما سعيدين كانت كافية.
اقتربت الجدة روث من فنسنت وأمسكت يده بكلتا يديها.
قالت
كنت دائما أؤمن أن الخير يأتي لمن يصبر لكنني تعلمت شيئا جديدا في هذه الأشهر.
سأل فنسنت
وما هو
قالت روث
الخير يأتي لمن يفعل.
ضغطت على يده.
شكرا لأنك فعلت يا سيد أشفورد شكرا لأنك رأيتنا.
ابتسم فنسنت
وأنت شكرا لأنك علمتني كيف أرى.
في تلك الليلة بعد انتهاء الاحتفال وذهاب الضيوف جلس فنسنت مع إليوت على درجات المركز الجديد. كانت النجوم ساطعة. والهواء يحمل رائحة الطلاء الجديد والبدايات.
قال إليوت
أبي أتذكر صباح الإفطار قبل أن أمرض عندما سألتك عن الأطفال بلا بيوت
أومأ فنسنت. لن ينسى أبدا ذلك الصباح.
قال إليوت
قلت إن الأمر معقد وإننا سنتحدث لاحقا. هل ما يزال معقدا
فكر فنسنت في كل ما حدث الخوف الألم المعجزة الفرصة الثانية.
قال أخيرا
لا إنه في الحقيقة بسيط جدا. عندما ترى شخصا يحتاج للمساعدة تساعده. عندما ترى شخصا غير مرئي تراه. عندما تملك أكثر مما تحتاج تشارك.
ابتسم إليوت
هذا ما ظننته.
جلسا في صمت مريح أب وابنه ينظران إلى النجوم.
في الداخل كان جايلن يساعد الجدة روث في ترتيب المكتبة الجديدة. كان الأطفال الآخرون يكتشفون غرفهم الجديدة يقفزون على فرش حقيقية يفتحون خزائن مليئة بملابس نظيفة. ضحكاتهم تملأ الممرات. الفرح يملأ الأماكن التي كانت الحزن يسكنها.
وفنسنت أشفورد الملياردير الذي كان يملك كل شيء إلا ما يهم فهم أخيرا ما كان ابنه يحاول أن يعلمه طوال الوقت.
أعظم ما في الحياة ليس أشياء بل لحظات وأناس.
هي شجاعة طفل بلا مأوى رأى ما لم يره أحد.
هي حكمة طفل سأل سؤالا نسيه الكبار.
هيالفعل البسيط القادر على تغيير العالم أن تختار أن ترى إنسانا عاش عمره غير مرئي وأن تقول له
أنا أراك. أنت مهم. أنت تنتمي.
هذا ليس معقدا.
هذا كل شيء.

الصفحة السابقة 1 2 3 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock