قصص قصيرة

رجل أعمال يزرع كاميرات خفية لحماية ابنته المشلولة

من تصديقها وهمس صوت آخر بأنه لا يملك خيارا. سمح لها بالدخول. أخبرها بكل شيء بصراحة مؤلمة زوجته ټوفيت طفلته تعاني من شلل العمل يتطلب صبرا ورعاية وعاطفة حقيقية كأنها أم. اعترف بأن الأخريات قد فشلن. ثم اعترف بالحقيقة التي لم يجرؤ حتى على التفكير فيها لا أعرف إلى متى يمكنني الصمود وتحمل هذا. استمعت الشابة دون مقاطعة. لا نظرات شفقة. لا خوف. فقط إنصات واهتمام هادئ. سألت هل يمكنني رؤيتها. كانت نور مستيقظة في سريرها تحدق في السقف بعيني ليلى الواسعتين. شعر فارس دائما بوخزة ألم في قلبه عندما يراهما. اقتربت الشابة بلطف شديد وكأن الهواء نفسه كان هشا. همست بحنان مرحبا يا أميرتي الجميلة. ابتسمت نور. لم تكن ابتسامة عابرة. ولا عشوائية. كانت ابتسامة حقيقية. تجمد فارس في مكانه. لماذا هي ما السر الذي تحمله هذه الغريبة ولا يستطيع هو رؤيته قالت الشابة بصوت ناعم وحازم أنا أقبل الوظيفة. اسمي حنان.. متى أبدأ. أجاب فارس بسرعة كبيرة من الغد يا حنان. في تلك الليلة لم يذق طعم النوم. كان هناك شيء فيها يثير قلقه ليس شكا في نزاهتها بل خوف. الخۏف من الثقة والخذلان مرة أخرى. في الثالثة صباحا اتخذ قرارا بدا وقائيا ومخزيا في آن واحد. طلب فنيا لتركيب كاميرات مراقبة سرية ومتطورة. ست كاميرات وزعها في المنزل. أخبر نفسه أن ذلك لسلامة نور رغم أنه كان يعلم في أعماقه أن السبب هو عجزه عن الثقة بأي بشړ. أشرف على تركيبها بنفسه. واحدة في ساعة الحائط. وواحدة في المروحة. وواحدة مخفية في الديكور. والأهم واحدة داخل خزانة ملابس نور. عندما انتهى شعر وكأن جدران المنزل تراقبه بالمقابل. يوم الاثنين وصلت حنان في الموعد المحدد تماما. فتح فارس التطبيق على هاتفه وهو في مكتبه كشخص يعيد فتح چرح قديم. كانت تنظف بكفاءة عالية وبهدوء تام. تسلل الشعور بالذنب إليه. ربما كان مخطئا في سوء ظنه. ثم بكت نور. ركضت حنان فورا نحوها. رفعت الطفلة بعناية فطرية تفقدت ملابسها وهدأتها بتمتمات حنونة. كل شيء كان طبيعيا حتى فعلت شيئا لم يفعله أحد غيرها من قبل. فرشت سجادة لعب ملونة على الأرض ووضعت نور على بطنها. كاد قلب فارس يتوقف من القلق. استلقت حنان بجانبها على الأرض ونظرت في عينيها مباشرة. هيا لنلعب يا أميرتي. وضعت دمية صغيرة بعيدا عن متناول يد الطفلة بقليل. يمكنك الوصول إليها.. حاولي يا حبيبتي. أجهدت نور نفسها. مدت يدها الصغيرة المرتجفة. حاولت. عدلت حنان المسافة بذكاء محولة الجهد الشاق إلى لعبة ممتعة. ثم بدأت تدلك ساقي نور برفق وخبرة تثني ركبتيها وتغني لها أناشيد أطفال بصوت دافئ. ضحكت نور. ضحكة عالية وحقيقية. حدق فارس في شاشة هاتفه غير مصدق ما يرى. لاحقا رفعت نور ذراعيها نحو حنان طالبة أن تحمل. لم تفعل ذلك منذ الحاډث المشؤوم. أغلق فارس الهاتف ويداه ترتجفان. لقد بحث عن الخطړ لحماية ابنته فوجد الحب

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock