قصص قصيرة

أنفقتُ 19 ألف دولار على عرسه فأنكر أمومتي أمام 200 ضيف، فقررتُ تلقينه درس العمر

يا ستيفاني. امرأة في سنك لا تحتاج كل هذا المال. ثم إنه سيكون استثمارا في مستقبل ابنك. فكري في الأمر.
ومضت تاركة إياي مشلۏلة.
خرجت من القاعة وساقاي ترتجفان. أعاد لي موظف الموقف سيارتي الصغيرة القديمة ذات الخمسة عشر عاما وكانت تبدو بائسة أمام السيارات الفاخرة للمدعوين. وأنا في طريقي إلى شقتي بدأت الدموع تنهمر. خمسة وأربعون عاما من الحب غير المشروط انتهت في ليلة واحدة من الإذلال العلني.
عدت إلى البيت وجلست على الأريكة بفستاني المرجاني. نظرت حولي إلى شقتي المتواضعة صور إيثان على الجدران من سن الخامسة حتى تخرجه غرفته التي تركتها كما هي لسنوات على أمل أن يزورها هدايا الميلاد التي لم يستخدمها قط لكنني احتفظت بها بحب. كل شيء بدا وكأنه سخرية.
عشت من أجل ذلك الفتى. ضحيت بكل شيء من أجله والآن محاني من حياته بجملة واحدة أمي الحقيقية وكأن السنوات السابقة كانت كڈبة.
كان الأرق رفيقي تلك الليلة. ظللت أتقلب وأستعيد كل لحظة مهينة كيف قدمني لبعض الضيوف كالسيدة التي ربتني كيف تجاهلتني آشلي أثناء رفع الأنخاب التعليقات التي سمعتها في الحمام
مسكينة لا بد أن الأمر مؤلم أن تراك ابنك يفضل عائلة أخرى.
في اليوم التالي اتصل بي إيثان من المطار.
قال ببرود أردت فقط إخبارك أننا متجهون إلى شهر العسل.
كان صوته متبرما كأن الاتصال بي واجب.
وأضاف آشلي طلبت مني أن أخبرك أننا عندما نعود سنحتاج مساعدتك في مصاريف البيت الجديد. تعلمين حان الوقت لتظهري مدى حبك لي.
كانت تلك القشة الأخيرة.
قلت وصوتي يرتجف إيثان لقد أنفقت كل مدخراتي على زفافك.
تنفس بضيق وقال
ماما لا تكوني درامية. أعلم أن لديك مالا أكثر. كنت دائما مقتصدة.
ثم أغلق الخط. لم يقل حتى وداعا.
بقيت ممسكة بالهاتف أستوعب ما حدث. ابني طلب مني مزيدا من المال بعد يوم واحد من زفافه بعد أن أهانني أمام الجميع. وعندما أخبرته أنني أنفقت كل شيء عليه أنهى المكالمة.
في تلك اللحظة تغير شيء بداخلي. طوال سبعين عاما كنت امرأة مطيعة تبتلع كرامتها وتضع الآخرين قبل نفسها. قبلت الإهانة قلة الاحترام سوء المعاملة ظنا أنه واجبي أن أتحمل في صمت. لكن تلك المكالمة أيقظتني.
إيثان لا يراني أما. يراني ماكينة صراف آلي. آشلي لا تراني المرأة التي ربت زوجها بل منافسة يجب التخلص منها. كارول لا تشكرني على رعاية إيثان لعقود بل ترى في إزعاجا من الماضي.
ذهبت إلى غرفة نومي وفتحت درجا في خزانتي. في أسفله كان هناك ظرف لم ألمسه منذ سنوات ظرف يحتوي على مستندات لم يرها إيثان قط تثبت شيئا لم يتخيله يوما. سحبت الأوراق بيدين مرتجفتين شهادات إيداع صكوك ملكية وثائق تأمين إرث والدي الذي احتفظت به سرا لعقود الأصول التي جمعتها لا من عملي فقط في المصنع بل من استثمار كل سنت زائد بحكمة.
كان إيثان يظن أنني متقاعدة فقيرة أعيش على معاش بسيط. لم يكن يعلم أن أمه المتبنية تملك عقارات تقدر قيمتها بمئات آلاف الدولارات. لم يكن يعلم أن لدي حسابات في ثلاثة بنوك ولا أن المرأة التي أهانها علنا أغنى من حماته الموقرة كارول.
ابتسمت لأول مرة منذ شهور. إيثان أراد أن يعرف ما معنى أن تكون له أم حقيقية. آشلي أرادت أن ترى كم المال يمكن أن تستخرجه مني. كارول أرادت أن تمحوني من حياة ابني. قريبا جدا سيعرف الثلاثة مع من يتعاملون.
رفعت الهاتف واتصلت برقم احتفظت به لسنوات.
أجابت موظفة بصوت مهني مكتب المحاماة ميلر.
قلت أنا

ستيفاني هيريرا. أحتاج أن أتحدث مع السيد ميلر بشكل عاجل. الأمر يتعلق بميراث عائلي.
استقبلني السيد ميلر في مكتبه بعد ثلاثة أيام. كان رجلا أنيقا في الخمسين تعاملت معه حين ټوفي والدي.
قال وهو يصافحني السيدة هيريرا مضت فترة طويلة. كيف أستطيع مساعدتك
جلست أمام مكتبه الخشبي الضخم وأخذت نفسا عميقا.
قلت أريدك أن تراجع كل ممتلكاتي يا سيد ميلر. العقارات الحسابات البنكية الاستثمارات كل ما ورثته عن والدي وكل ما جمعته على مدى السنين.
فتح ملفا سميكا وقال بالطبع. أذكر أن والدك كان رجلا بعيد النظر. دعينا نراجع المستندات المحدثة.
وبينما كان يطالع الأوراق تذكرت كيف حصلت على هذه الثروة المخفية. كان والدي مهاجرا مكافحا اشترى أراض رخيصة في أطراف المدينة عندما كنت طفلة.
كان يقول سيأتي يوم وتساوي هذه الأراضي ذهبا.
وكان على حق. تلك الأراضي أصبحت اليوم في قلب الحي المالي.
تمتم ميلر مذهل. لديك أربعة عقارات تجارية وشقتان فاخرتان للإيجار وحسابات استثمارية بقيمة إجمالية توقف ونظر إلي فوق نظارته 840 ألف دولار يا سيدة هيريرا.
هزني الرقم رغم أنني كنت أعرفه. 840 ألف دولار. بينما كان إيثان يهينني بسبب 19 ألفا كنت أملك تقريبا مليون دولار لا يعلم عنها شيئا.
قلت بحزم يا سيد ميلر أريد إجراء بعض التغييرات في وصيتي.
على مدى ساعتين راجعنا كل التفاصيل. كان يدون ملاحظاته وأنا أشرح قراراتي الجديدة.
قلت أريد إزالة ابني إيثان من جميع بنود الإرث. وأريد بدلا من ذلك أن أنشئ مؤسسة خيرية للأمهات العازبات اللواتي يتبنين أطفالا.
رفع المحامي حاجبيه.
قال هل أنت متأكدة سيدة هيريرا هذا قرار جذري.
أجبته متأكدة تماما. لقد أوضح ابني في زفافه أنه لا يراني أما حقيقية. إن كان الأمر كذلك فلا حق له في أن يرث شيئا من امرأة غريبة.
أومأ وواصل الكتابة.
قلت كما أريد منك أن تعد رسالة رسمية لإيثان تبلغه بهذه التغييرات.
خرجت من مكتب المحامي وأنا أشعر بالتحرر لأول مرة منذ سنوات. لقد اتخذت الخطوة الأولى لاستعادة كرامتي لكنها كانت مجرد البداية. إيثان وآشلي وكارول استهانوا بي تماما. ظنوا أنني عجوز ضعيفة يمكن دوسها تحت الأقدام. كانوا على وشك اكتشاف العكس.
في ذلك المساء زرت أحد عقاراتي مبنى مكاتب أنيق في وسط المدينة. استقبلني المدير السيد إيفانز بدهشة.
قال يا لها من مفاجأة سعيدة يا سيدة هيريرا. هل تحتاجين شيئا
أخبرته أنني أريد رؤية الشقة في الطابق العلوي البنتهاوس الشاغر منذ عدة أشهر.
قال ونحن في المصعد إنها شقة رائعة. ثلاث غرف نوم حمامان شرفة ذات إطلالة بانورامية. عرضناها للإيجار لكن لم نجد المستأجر المناسب بعد.
عندما دخلنا الشقة خطڤ المنظر أنفاسي. أرضيات رخامية نوافذ ضخمة مطبخ حديث يشبه ما نراه في المجلات.
قلت يا سيد إيفانز ألغ عرض الإيجار. سأنتقل للعيش هنا.
نظر إلي مذهولا.
قال هل أنت متأكدة يا سيدة هيريرا إيجار هذه الشقة 3000 دولار شهريا. شقتك الحالية لا تكلف جزءا من ذلك.
ابتسمت وقلت متأكدة تماما. حضروا العقد.
في تلك الليلة اتصلت بشركة نقل فاخرة.
قلت لهم أريدكم أن تنقلوا جميع أغراضي من شقتي الحالية إلى بنتهاوس مبنى سالاريوم غدا. وأريدكم أن تستأجروا مصممي ديكور لتجهيز المكان على أكمل وجه.
كانت تكلفة الخدمة أكثر مما كنت أنفقه في ثلاثة أشهر لكنني لم أعد أهتم.
في اليوم التالي أثناء انشغال عمال النقل بحزم أغراضي تلقيت اتصالا من إيثان. عاد لتوه من شهر العسل.
قال بصوت فيه قلق أمي أين أنت ذهبت إلى شقتك ووجدت شاحنات نقل بالخارج.
كان قلقه واضحا لكن ليس من أجلي بل من تعطل خططه

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock