
أنفقتُ 19 ألف دولار على عرسه فأنكر أمومتي أمام 200 ضيف، فقررتُ تلقينه درس العمر
أنفقت 19 ألف دولار على زفاف ابني. دفعت كل سنت في تلك الحفلة. وفي منتصف حفل الاستقبال أخذ الميكروفون وقال أمام الجميع أريد أن أشكر أمي الحقيقية وأشار إلى والدة زوجته.
جلست صامتة بينما يحدق الجميع نحوي. ثم فعلت شيئا لن ينساه ما دام حيا.
أنا ستيفاني. أبلغ من العمر سبعين عاما وخلال خمسة وأربعين عاما من تلك السبعين كنت الأم الوحيدة التي عرفها إيثان. تبنيته وهو في الخامسة من عمره بعد أن ټوفي والداه البيولوجيان في حاډث. كان طفلا خجولا خائڤا يبكي كل ليلة على أمه المېتة. كنت امرأة عزباء في الخامسة والعشرين. أعمل نوبتين في مصنع ملابس لأعيله. ضحيت بشبابي بأحلامي بأي فرصة لتكوين أسرة خاصة بي كل ذلك من أجله.
أعطيته حبا غير مشروط تعليما خاصا وعطلات لم أكن لأحلم بها وأنا طفلة. كبر إيثان مدللا محميا لا ينقصه شيء. ضحيت بكل ما أملك وكل ما أنا عليه من أجل ذلك الفتى الذي كان الآن يتبرأ مني علنا.
عندما بلغ الثامنة عشرة أخبرته بحقيقة تبنيه. كان رده باردا بعيدا.
قال لي كنت أعرف مسبقا. كنت أعلم دائما أنك لست أمي الحقيقية.
تلك الكلمات طعنتني كالسكاكين لكنني ظننت أننا مع الوقت سنتجاوز الأمر. كنت مخطئة تماما.
منذ ثلاث سنوات تعرف إيثان إلى آشلي امرأة حسابية ترى في عائقا منذ اليوم الأول. جاءت من عائلة ثرية. أمها كارول تملك عقارات وأعمالا ونفوذا. مقارنة بذلك كنت مجرد متقاعدة أعيش على معاش متواضع في شقة بسيطة. بالنسبة لآشلي كنت مصدر خجل يجب إخفاؤه.
بدأت آشلي تهمس بالسم في أذن ابني
أمك المتبنية متدخلة جدا تقول له أمي أبدا لا تتدخل في خصوصياتنا.
بدأ إيثان يتغير. أصبحت الزيارات متباعدة والمكالمات أقصر وإجاباته مقتضبة. ومع كل يوم يمر كان ابني يبتعد عني أكثر. لكن عندما أعلنا عن زواجهما كنت مستعدة أن أعطيه كل شيء مرة أخرى.
جاء إيثان إلى بيتي ذات ظهيرة وجلس على الأريكة وكأنه غريب.
قال دون حتى تحية أحتاج مساعدتك في مصاريف الزفاف. أهل آشلي دفعوا حصتهم لكن نحتاج المزيد من المال لقاعي المفضلة.
سألته كم تحتاج
قال دون أن يطرف له جفن 19 ألف دولار.
كان ذلك تقريبا كل مدخرات حياتي. المال الذي ادخرته للطوارئ الطبية ولجنازتي حتى لا أكون عبئا على أحد.
قلت له هذا مبلغ كبير يا إيثان.
كان رده كفيلا بأن يغلي الډم في عروقي
لو كنت تحبينني كما تدعين لما فكرت مرتين.
تلك الليلة لم أستطع النوم. كان مبلغ 19 ألف دولار يمثل خمسة وأربعين عاما من الټضحية من العمل حتى الإنهاك من حرماني من أبسط المتع لأدخر كل سنت. لكنه زفاف ابني. ظننت أنه ربما بعد هذه اللفتة سيتذكر كل ما فعلته من أجله.
في اليوم التالي ذهبت إلى البنك. سحبت كل سنت ادخرته. سلمته الشيك دون شروط دون عتاب. أخذه وكأن الأمر بديهي وكأن هذا حق له وأكثر. لم يشكرني حتى.
كل ما قاله آشلي ستكون سعيدة.
الأشهر التالية كانت چحيما من التحضيرات كنت فيها مجرد موظفة إضافية. آشلي تقرر كل شيء قائمة الطعام الورود الموسيقى وحتى المكان الذي يسمح لي بالجلوس فيه.
كلما حاولت إبداء رأيي قالت هذا زفافي أنا ليس زفافك.
أما إيثان فظل صامتا يترك خطيبته تهينني مرة بعد مرة. ذات يوم طلبت منه أن ندعو بعض صديقاتي من المصنع. نظرت إلي آشلي باحتقار وقالت
لا نريد أن يبدو حفل الزفاف عاديا.
أومأ إيثان موافقا. صديقاتي النساء اللواتي وقفن إلى جانبي لعقود لم يكن لائقات بحفل زفاف أنا من يدفع تكاليفه.
في يوم الزفاف وصلت إلى القاعة مبكرا. ارتديت فستانا بلون المرجان اشتريته خصيصا للمناسبة. أردت أن أبدو لائقة أمام ابني. لكن حين رآني كانت أول ردة فعل له الاشمئزاز.
قال ألم يكن لديك شيء أكثر هدوءا لا أريدك أن تجذبي الانتباه.
وكأن وجودي في حد ذاته مصدر إزعاج.
كانت المراسم جميلة. بكيت تأثرا وأنا أرى طفلي الصغير أصبح رجلا يبدأ عائلة جديدة. رغم كل شيء كان لا يزال ابني ذلك الصغير الذي احتضنته يوما لأخفف خوفه. ظننت أنه ربما بعد الزفاف ستتحسن علاقتنا.
يا لسطحيتي.
جاءت فقرة كلمات الشكر. أمسك إيثان بالميكروفون ابتسم للمدعوين وقال الجملة التي حطمتني
أريد أن أشكر أمي الحقيقية كارول على أنها رحبت بي في عائلتها بكل هذا الحب.
وأشار إلى أم زوجته بينما دوى التصفيق.
هناك على تلك الطاولة في فستاني المرجاني وقلب مكسور اتخذت أهم قرار في حياتي. في تلك الليلة سيتعلم إيثان معنى أن يخسر كل شيء.
بقيت جالسة أبتسم كأن شيئا لم يحدث. لكن في داخلي شيء ما ټحطم إلى الأبد. نظر بعض الضيوف نحوي بشفقة. بعضهم تمتم فيما بينهم. اقتربت مني كارول الحماة بابتسامة مصطنعة.
قالت بصوت معسول ستيفاني يا له من حفل رائع. شكرا على كل ما فعلته من أجل إيثان وهو صغير. من الآن فصاعدا نحن سنتولى الأمر.
كانت كلماتها صڤعة على وجهي كأن دوري انتهى منذ زمن وكأن خمسة وأربعين عاما من الأمومة لا تعني شيئا. واصلت الحديث
آشلي أخبرتني أنك ضحيت كثيرا من أجل إيثان. لكن لا تقلقي بعد الآن فهو في أيد أمينة.
هززت رأسي بأدب لكن كل كلمة كانت خنجرا. هذه المرأة التي ظهرت في حياة ابني منذ ثلاث سنوات فقط تعتقد أن من حقها أن تدفعني إلى الهامش.
اقترب إيثان من طاولتنا وهو متهلل الوجه.
قال ألم تكن كلمتي مؤثرة
عانقته كارول قائلة كانت رائعة يا بني. أبكيتنا جميعا.
يا بني. نادته بابني. ابني أنا الطفل الذي ربيته وعلمته وأحببته بلا شروط خمسة وأربعين عاما. ابتسم إيثان وعانقها.
وقال شكرا يا أمي كارول على كل الدعم الذي قدمتيه لي ولآشلي.
لم يلتفت نحوي. كأنني غير موجودة على طاولتي الخاصة.
جاءت آشلي مسرعة بفستانها الوردي.
قالت هل رأيت هل رأيت ما قاله إيثان أنا في قمة السعادة.
تشبثت بذراع زوجها الجديد وأضافت
حبيببي أمي تخطط لنا شهر عسل مفاجئ. ثلاثة أسابيع في أوروبا هل تصدق
قبلها إيثان وهو يقول أمك رائعة دائما تفكر فينا.
أما أنا المرأة التي دفعت 19 ألف دولار على هذا الزفاف فكنت أراقبهما يحتفلان بهدايا غيري. كارول تملك ممتلكات وأعمالا مزدهرة وعلاقات مهمة. وأنا لا أملك سوى حساب بنكي فارغ وقلب محطم.
استمرت الحفلة. رقص إيثان وآشلي أول رقصة كزوجين. كانت كارول تصورهم بهاتفها بدموع الفخر. بقيت جالسة أراقب ابني يعيش أهم يوم في حياته دون أن يعترف حتى بوجودي.
حوالي منتصف الليل قررت المغادرة. اقتربت من إيثان لأودعه.
قلت سأذهب الآن يا بني. كان حفل زفاف جميلا.
لم يرفع نظره عن حديثه مع أصدقاء آشلي قائلا
آه حسنا. شكرا لحضورك.
كما لو أنني واحدة من الضيوف العاديين. كما لو أنني لم أكن من مولت كل شيء.
أوقفتني آشلي قبل خروجي
ستيفاني قبل أن ترحلي أريد طلبا صغيرا.
امتلأ قلبي بالأمل. ربما أرادت أن تشكرني أن تعترف بتضحياتي.
قالت أنا وإيثان نخطط لشراء بيت بعد شهر العسل. بيت كبير بحديقة في حي راق. نعلم أن لديك بعض المدخرات الأخرى.
تجمدت في مكاني.
قلت آشلي لقد أنفقت كل مدخراتي على هذا الزفاف.
ابتسمت ابتسامة متعالية وقالت
هيا





