قصص قصيرة

أنفقتُ 19 ألف دولار على عرسه فأنكر أمومتي أمام 200 ضيف، فقررتُ تلقينه درس العمر

للحصول على مزيد من المال.
قلت بهدوء أنتقل إلى بيت جديد يا إيثان.
قال بانزعاج تنتقلين إلى أين ولماذا لم تخبريني
سمعت صوت آشلي في الخلفية تسأله عن الأمر.
قلت لم أر أنه من الضروري إبلاغك. فكما أوضحت في زفافك أنا لست أمك الحقيقية.
ساد الصمت.
قال ماما لا تكوني درامية. أنت تعلمين أنني أحبك. كل ما في الأمر أن كارول أصبحت كأم ثانية لي.
كانت تلك الكلمات تأكيدا لما أعلمه. بالنسبة له أنا قابلة للاستبدال.
قلت يا إيثان إذا احتجتني فستجد رقمي الجديد لدى السيد ميلر. لديه كل معلوماتي المحدثة.
قال بقلق ميلر لماذا لديك محام الآن أمي أنت تخيفينني.
أجبته أنا فقط أرتب أموري يا بني. في السبعين من العمر هذا تصرف مسؤول.
أغلقت الخط قبل أن يرد.
ذلك المساء استقررت في منزلي الجديد. البنتهاوس كان حلما متحققا. من الشرفة كنت أرى المدينة كلها تحت قدمي. مصممو الديكور أبدعوا أثاث أنيق ستائر حريرية مطبخ مجهز بأحدث الأدوات. سكبت لنفسي كأسا من نبيذ فرنسي وأخذت مكاني في غرفة الجلوس الجديدة.
لأول مرة منذ عقود شعرت أنني صاحبة القرار في حياتي. لا مزيد من العيش على هامش ابن لا يراني ولا مزيد من تحمل الإهانات طلبا لفتات من عاطفته.
في اليوم الثالث من إقامتي رن الهاتف. كان رقما غير معروف.
قالت المتصلة ستيفاني معك كارول أم آشلي.
كان صوتها خاليا من العسل الذي سمعته في الزفاف.
قالت أحتاج أن أتحدث معك بشكل عاجل.
ابتسمت وقلت بالطبع يا كارول. كيف أستطيع مساعدتك
ترددت قليلا ثم قالت إيثان أخبرني أنك انتقلت وأن لديك محاميا. آشلي قلقة جدا. هل حصل شيء
كان القلق في صوتها موسيقى لأذني. بعد سنوات من التجاهل باتوا الآن يحتاجون توضيحات مني.
قلت بهدوء لم يحدث شيء خطېر. فقط قررت إجراء بعض التغييرات في حياتي. عند السبعين يتعلم الإنسان أن الحياة أقصر من أن تهدر على أشخاص لا يقدرونه.
قالت بعد صمت ستيفاني هل يمكن أن نلتقي أظن أن هناك سوء فهم.
سوء فهم. مثير للاهتمام. عندما أهانوني في الزفاف لم يكن هناك سوء فهم. عندما طلب مني إيثان مزيدا من المال في اليوم التالي لم يكن هناك أي لبس. لكن الآن بعد أن اختفيت من حياتهم أصبح كل شيء سوء فهم.
قلت بالطبع لكن ستأتين إلى بيتي الجديد. لا أخرج كثيرا هذه الأيام.
أعطيتها العنوان. مبنى سالاريوم معروف في المدينة أنه من أرقى الأبراج. علمت أنها ستعرفه فورا.
قالت بدهشة مبنى سالاريوم
أجبتها نعم البنتهاوس في الطابق الخامس والعشرين. الحارس سيصعدكم.
أغلقت الهاتف وأنا أبتسم.
وصلت كارول بعد ساعتين برفقة آشلي وإيثان. كانوا جميعا متوترين حين أعلن الحارس وصولهم.
قلت عبر جهاز الاتصال دعهم يصعدون.
عندما فتح المصعد على طابقي كانت نظرات الذهول على وجوههم أول انتصار لي.
همست آشلي وهي تنظر إلى المكان يا للسماء كيف تستطيعين دفع إيجار هذا المكان
كان إيثان يتجول في غرفة المعيشة كأنه داخل متحف يتحسس الأثاث بدهشة. أما كارول فحاولت التماسك لكن الحيرة كانت في عينيها.
قلت تفضلوا بالجلوس. وأشرت إلى الأريكة الجلدية. هل تريدون شيئا تشربونه لدي نبيذ فرنسي وويسكي وشمبانيا.
رفضت كارول بأدب بينما لم يستطع إيثان إخفاء ارتباكه.
قال أمي من أين لك المال لكل هذا
كان هذا هو السؤال الذي انتظرته. جلست قبالتهم شبكت ساقي وابتسمت.
قلت يا عزيزي إيثان هناك أمور كثيرة عن أمك المتبنية لم تكلف نفسك يوما عناء السؤال عنها.
مال إلى الأمام مثبتا عينيه علي.
قال ما الذي تعنينه بذلك يا أمي
تبادلت كارول وآشلي نظرات قلقة. كان بإمكاني رؤية العجلات تدور في رأسيهما وهما تحاولان فهم كيف تعيش المتقاعدة البسيطة في هذا المستوى.
قلت ببطء أستمتع بكل ثانية اتضح أن والدي جدك المتبني كان رجلا ذكيا جدا في مسألة الاستثمار. عندما ټوفي ترك لي بعض العقارات.
قطب إيثان حاجبيه.
قال عقارات لم تخبريني بشيء عن هذا من قبل.
ابتسمت برفق وقلت لم تسألني يا عزيزي. طوال خمسة وأربعين عاما كنت مشغولا بما آتيك به فورا. ولم تهتم يوما بأن تعرف قصتي أصلي عائلتي.
سقطت كلمات الحقيقة كصڤعة في الهواء. تحركت آشلي في مقعدها بقلق.
قالت بنبرة اتهام لكن لماذا عشت في تلك الشقة المتواضعة إن كان لديك كل هذا المال
قلت لأنني تعلمت منذ صغري أن المال يجذب النوع الخطأ من الناس. علمني أبي أن أعيش بتواضع.
تدخلت كارول أخيرا
قالت ستيفاني أفهم أنك منزعجة من بعض الكلمات في الزفاف لكن إيثان يحبك كثيرا. كل ما أراد فعله هو شكر عائلتنا على استقبالنا له بحرارة.
كان صوتها تصالحيا لكنه زائف.
كررت كلماتها بعض الكلمات ثم قلت إيثان وقف أمام مئتي ضيف وأعلن أن أمه الحقيقية أنت. لم تكن تلك بعض الكلمات يا كارول. كانت إعلانا.
شحب وجه إيثان.
قال أمي لم أقصد
قاطعته لم تقصد ماذا يا إيثان لم تقصد إيذائي لم تقصد إهانتي لم تقصد محو خمسة وأربعين عاما من الأمومة بجملة واحدة
اشتد صوتي قليلا.
تابعت أم أنك فقط لم تكن تريد أن أكتشف حقيقتك
ساد صمت ثقيل لعدة دقائق. كانت آشلي تعبث بخاتم زواجها بتوتر وكارول تحاول الحفاظ على ابتسامتها المتكلفة وإيثان ينظر إلي وكأنه يراني لأول مرة.
قال أخيرا أمي أنا آسف جدا إن كنت قد جرحتك. لم يكن ذلك مقصدي. كنت متوترا متأثرا.
قلت دعني أخبرك شيئا عن النيات. عندما كنت في الخامسة وتبكي كل ليلة كانت نيتي أن أضمك وأهدئك. عندما عملت في وظيفتين لأدفع مصاريف مدرستك الخاصة كانت نيتي أن أمنحك أفضل فرصة في الحياة. عندما أنفقت مدخرات عمري على زفافك كانت نيتي أن أراك سعيدا.
وقفت واتجهت نحو النافذة
لكن عندما اتصلت بي في اليوم التالي لزفافك تطلب المزيد من المال ما كانت نيتك وعندما قالت لي آشلي إن امرأة في سني لا تحتاج إلى الكثير من المال ما كانت نيتها
احمر وجه آشلي وقالت لم أقل ذلك.
استدرت إليها وقلت حقا لأن ذاكرتي ممتازة. كلماتك كانت بالضبط امرأة في عمرك لا تحتاج إلى هذا القدر من المال. سيكون استثمارا في مستقبل ابنك.
كانت التوترات في الهواء ملموسة. حاولت كارول التدخل مجددا
قالت أظن أننا جميعا نبالغ في ردود أفعالنا. نحن عائلة الآن ويجب أن ندعم بعضنا.
ابتسمت بسخرية لطيفة وقلت عائلة يا لها من كلمة مٹيرة للاهتمام. إيثان أوضح جيدا أن عائلته الحقيقية تضمك أنت يا كارول. أما أنا فمجرد سيدة ربته.
وقف إيثان پغضب وقال يكفي. هذا سخيف. أنت من تتصرفين كطفلة مدللة.
نظرت إليه كارول مؤنبة إيثان لا تتحدث مع أمك هكذا.
لكن الضرر كان قد وقع.
قلت بهدوء ها هو إيثان الحقيقي الذي يدخل في نوبة ڠضب عندما لا تسير الأمور على هواه.
ذهبت إلى حقيبتي وأخرجت منها ملفا.
قلت بما أننا صادقون دعوني أريكم شيئا.
فتحت الملف فوق الطاولة. كانت فيه صور لعقاراتي.
قلت هذا مبنى المكاتب الذي أعيش فيه الآن. ورثته عن أبي.
اقترب إيثان ليرى.
تابعت وهذا مجمع شقق في حي بولارمو.
لهثت آشلي بدهشة.
قلت وهذا مجمع تجاري وسط المدينة.
كانت وجوههم تعكس ذهولا كاملا. أما كارول فكانت تحدق في الصور كأنها وثائق من عالم آخر.
أضفت لدي أيضا حسابات استثمارية وبعض العقارات الثانوية.
أغلقت الملف وقلت
إجمالا تبلغ

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock