
سـخروا منها في معسكر التدريب… حتى شحب قائد الكتيبة عند رؤية الوشم على ظهرها…
ليلة وصلت فيها أوامر غير موقعة.
ليلة اختفى فيها فصيل كامل من نخبة البلاد.
قيل إنهم ماتوا في مهمة سوداء.
لكن الحقيقة لم تكتب أبدا.
لماذا أنت هنا
سألها أخيرا.
ابتسمت ابتسامة بلا دفء.
لأختبر شيئا واحدا.
ماذا
هل ما زال الجيش يخلق جنودا أم يربي مطيعين فقط.
في اليوم التالي تغير كل شيء.
لم يجرؤ أحد على السخرية.
لم تقترب منها الأوامر التعسفية.
لكن صوفيا لم تتغير.
ظلت الأخيرة في الجري.
تعمدت الخطأ في الرماية.
وتركت الإهانات تمر كأنها لا تسمع.
حتى جاء الهجوم.
تدريب ليلي.
محاكاة اقتحام.
لكن شيئا كان خطأ.
انقطعت الاتصالات.
تحولت الطلقات الوهمية إلى حقيقية.
صرخ أحد الجنود
دي مش مناورة!
وفي الظلام
تحركت صوفيا.
لم تصرخ.
لم تعط أوامر.
فقط اختفت.
خلال سبع دقائق
تم شل المجموعة المهاجمة بالكامل.
سلاح منزوع.
قائد العدو مقيد.
ولا إصابة واحدة في الكتيبة.
وقف فيغا وسط المشهد مذهولا.
مين اللي عمل كده
سأل.
ظهرت صوفيا من الظل.
التدريب انتهى.
قالتها ببرود.
بعدها بساعات وصلت سيارة سوداء بلا لوحات.
نزل منها رجل ببدلة مدنية لا يحمل رتبة لكن الجميع شعر بها.
نظر إلى صوفيا فقط.
البلد محتاجاك تاني.
نظرت حولها.
إلى الجنود الذين سخروا.
إلى المعسكر الذي حاول ك سرها.
ثم قالت جملة واحدة
آخر مرة ما كانش في شهود.
ابتسم الرجل ابتسامة خفيفة.
المرة دي الكابوس لازم يشاهد.
في الصباح لم تكن صوفيا في المعسكر.
لم يذكر اسمها في أي تقرير.
ولم يسأل أحد.
لكن منذ ذلك اليوم
كل جندي جديد يهمس له القدامى
لو شفت حد هادي زيادة عن اللزوم
ومش مهتم يثبت نفسه
إياك تسخر منه.
يمكن يكون هو اللي هيختار مين يكمل ومين يختفي.
النهاية.





