
وهمـا بيغسلوها جسمها كله بقي ينـزل نمل حكايات اسما السيد
الناس كانت تنتظر علامة ما تؤكد أن الشړ الذي عاشوا يخشونه كان حقيقيا.
وحين بدأ الغسل ظهر النمل.
خرج النمل من جسدها بكثرة أربكت الجميع نمل أسود صغير يفيض من تحت الجلد لا من الأرض وكلما غسلوها عاد وكلما حاولوا تكفينها ظهر من جديد حتى فر معظم من في المكان لأن الړعب حين يجد ما يغذيه لا يتأخر.
قالوا هذه علامة.
قالوا هذا جزاء من خطفت الأطفال.
قالوا الحق لا يضيع.
وجاءوا بالمغسلة العجوز التي لا تخاف لأن من اعتاد رؤية المۏت لا تدهشه علاماته جلست أمام الجسد طويلا ثم قالت بهدوء لا يشبه اتهامهم.
هذه ليست علامة ذنب كما تظنون.
نظروا إليها في دهشة فقالت وهي تشير إلى الصدر.
هذا نمل كتمان.
ثم قالت جملة لم يفهموها في البداية لكنها سكنت فيهم كشوكة.
الذنوب تصرخ قبل المۏت أما الأسرار فتفيض بعده.
طلبت منهم أن يأتوا بكل ما تركته المرأة خلفها فوجدوا صندوقا قديما لم يفتحه أحد من قبل وفي داخله أوراق ورسائل وشهادات ميلاد ممزقة وصور لأطفال لا يعرفونهم وأسماء قرى بعيدة وتواريخ متفرقة وحين بدأوا القراءة انقلبت الحكاية رأسا على عقب.
كانت المرأة تعمل في زمن قديم مع عصابة تستغل الأطفال تسرقهم لا لتقتلهم بل لتبيعهم لعائلات محرومة أو لتسليمهم لأناس لا يستطيعون الإنجاب وكانت هي الحلقة الأضعف في تلك السلسلة لا لأنها كانت أشرسهم بل لأنها كانت أكثرهم رحمة وكانت كل ورقة تحمل اسم طفل ومكانه الجديد وعائلة استلمته وتاريخ تسليمه وكأنها كانت تحفظهم لا تخفيهم.
لم تخطفهم لټؤذي أهاليهم بل كانت تستخدم في چريمة أكبر منها ولم تستطع يوما أن تعترف لأنها كانت تعلم أن الاعتراف لن يعيد طفلا واحدا بل سيقودها وحدها إلى الهلاك بينما سيظل الآخرون أحرارا.
وفي وسط الأوراق رسالة واحدة مختلفة مكتوبة بخط مرتجف قالت فيها.
أنا لا أطلب الغفران ولا أبرر نفسي أنا فقط أكتب لأنني خفت أن أموت وتضيع الأسماء.
وحين وصلوا إلى آخر الأوراق وجدوا حقيقة الصبي الذي ربته فقد كان واحدا من أولئك الأطفال وقد ربته لأنها فشلت في تسليمه لأنه حين حملته للمرة الأولى بكى بطريقة كسرت فيها شيئا لم ينكسر من قبل فاختارته لنفسها وقررت أن تدفع ثمن هذا الاختيار عمرا كاملا من الكراهية.
لم تعترف بابنه لأنه لو عرف اسمه الحقيقي لانكشف كل شيء ولضاعت بقية الأسماء التي حمتها طوال حياتها.
وحين انتهوا من القراءة اختفى النمل تماما كأنه أدى مهمته الأخيرة وحين غسلت للمرة الأخيرة لم يظهر شيء وكأن الجسد حين فرغ سره استراح.
بعد ډفنها بأيام قليلة بدأ الناس يتحركون بالأسماء والعناوين التي تركتها ومع الوقت عرف أهل الصبي من يكون وعرفوا أين ذهب وأين عاش وكيف كبر وعادوا يبحثون عنه لا بدافع استرداد ما فات بل بدافع معرفة الحقيقة.
وحين وقف الصبي أمام





