
سندس الكحلوت شقيقة “أبو عبيدة” تكشف تفاصيل الوداع الأخير وتروي الجانب الخفي بكلمات مؤثرة
- شقيقها لم يرحل وحيدا، بل ارتقى شهيدا برفقة “زوجته وأبنائه”.
في فصل جديد من فصول الوجع والفخر الذي يلف عائلة “الناطق العسكري”، وعقب الإعلان الرسمي عن استشهاده، خرجت السيدة سندس الكحلوت، شقيقة القائد حذيفة سمير عبد الله الكحلوت (أبو عبيدة)، بكلمات تقطر ألما وحنينا، لترثي شقيقها الذي تحول إلى “أيقونة” عالمية، كاشفة عن الثمن الباهظ الذي دفعته العائلة نتيجة موقعه الحساس وضرورات العمل الأمني.
“حضن وسلام”.. تفاصيل اللقاء الأخير
وفي منشور لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أماطت “سندس” اللثام عن حجم التضحية الشخصية والعائلية التي عاشها شقيقها؛ إذ كشفت في تفصيلة إنسانية مؤلمة أن علاقتها بشقيقها خلال العامين الماضيين (سنوات الحرب والاستنزاف) اختزلت في “دقائق معدودة”.
وقالت في وصفها لهذا اللقاء اليتيم: “لم أحظ يا حبيبي منك خلال العامين إلا بحضن وسلام لم يتجاوزا الدقائق، ثم فارقتنا”.
تعكس هذه الكلمات طبيعة الظروف الأمنية المعقدة التي عاشها “أبو عبيدة”، والتي حرمته من أبسط حقوقه الإنسانية في التواجد بين ذويه، ليختار طريق القيادة الذي فرض عليه العزلة الإجبارية عن أحبائه حتى لحظة الشهادة.
استشهاد العائلة الكاملة
وأكدت شقيقة “أبو عبيدة” في نعيها ما ورد في بيان العائلة، مشيرة إلى أن شقيقها لم يرحل وحيدا، بل ارتقى شهيدا برفقة “زوجته وأبنائه”، في مشهد يجسد وحدة المصير بين القائد وعائلته الصغيرة التي تقاسمت معه ضريبة الملاحقة والاستهداف حتى النفس الأخير.
واستهلت نعيها بالآية القرآنية: “﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء﴾”، داعية الله أن يخلف عليهم في مصيبتهم خيرا، وواصفة إياه بـ “حبيب الأمة كلها”، وليس حبيب العائلة فحسب، في إشارة إلى مكانته الرمزية لدى الشعوب العربية والإسلامية.
“هيبة المجالس” والوجه الآخر للملثم
وانتقلت “سندس” في كلماتها لترسم ملامح الوجه الحقيقي لشقيقها بعيدا عن الكوفية الحمراء والبدلة العسكرية، واصفة إياه بصفات تجمع بين القوة واللين. فقد وصفته بـ “صاحب الكلمة القوية والطلة البهية”.
ونقلت شهادة رفاقه في درب الجهاد عنه، قائلة: “أنت بشهادة إخوانك.. القائد المختلف، والرجل الحليم الحكيم، صاحب القرارات الصائبة والكلمات الصادقة”.
وفي لغة عاطفية تبرز سماته الشخصية، وصفته بـ “هيبة المجالس، وهادئ الملامح، وجميل المحيا”، وهي صفات تعكس شخصية قيادية كاريزمية كانت تتمتع بالهدوء والوقار خلف الكواليس، بعكس نبرة التحدي والوعيد التي كان يظهر بها أمام الكاميرات لإرهاب الاحتلال.
عزاء في “دار البقاء”
واختتمت شقيقة “حذيفة الكحلوت” رثاءها برسالة صبر واحتساب، مؤكدة أن العزاء الوحيد أمام هذا الفقد الجلل هو الأمل باللقاء في الآخرة، قائلة: “عزاؤنا أن لنا لقاء في جنات النعيم، حيث الفرح الذي لا يتسلله حزن، واللقاء الذي لا فراق بعده”.
يأتي هذا النعي العائلي ليتكامل مع بيان كتائب القسام وبيان العائلة، مقدما للصورة الإنسانية الغائبة عن العالم لشخصية “أبو عبيدة”، ومؤكدا أن خلف القائد العسكري الصارم، كان هناك أخ وأب وزوج، عاش حياة المطاردة وحرم من تفاصيل الحياة اليومية مع أسرته ثمنا لمبادئه.





