
أنفقتُ 19 ألف دولار على عرسه فأنكر أمومتي أمام 200 ضيف، فقررتُ تلقينه درس العمر
إرثها. ولها كل الحق في ذلك. ډمرت علاقتنا بدافع الغرور وبحثا عن إعجاب أشخاص لا قيمة لهم. إن قررت الرحيل إلى أوروبا وعدم رؤيتي مجددا سأفهم. لأنني حطمت قلب الإنسان الوحيد الذي أحبني بلا شروط.
أنهى الفيديو قائلا أمي إن كنت تشاهدين هذا فأنا آسف على كل ثانية ألم سببتها لك. لا أتوقع مغفرتك. أتمنى فقط أن تجدي السعادة التي تستحقينها سواء كنت جزءا من حياتك أو لا.
انتهى الفيديو وبدأت أقرأ التعليقات والدموع تسيل على هاتفي
أنت ولد جاحد كتب أحدهم.
هذه المرأة تستحق ابنا أفضل كتب آخر.
أتمنى ألا تسامحك أبدا قال ثالث.
كان الفيديو ينتشر كالڼار.
اتصل بي خافيير
قال ستيفاني شاهدت فيديو ابنك. الجميع يتحدث عنه. هل أنت بخير
قلت أنا بخير يا خافيير. أفضل مما كنت منذ سنوات.
قال ذلك الفتى يبدو محطما. لكن ما فعله في زفافه لا يغتفر. هل حقا سترحلين إلى أوروبا
نظرت إلى الصناديق المعبأة وتذاكر السفر الجاهزة وقلت نعم يا خافيير. حان الوقت أن أعيش لنفسي.
خلال الساعات التالية انهالت مكالمات من أشخاص لم أسمع عنهم منذ سنوات زميلات جيران أقارب بعيدون. كلهم أعربوا عن دعمهم وعن صدمتهم من تصرفات ابني.
قالت مشرفتي السابقة من المصنع كنا نعلم دائما أنك أكرم من أن يستحقك.
ظهرت آشلي في شقتي بعد الظهر من دون موعد. كان وجهها متورما من البكاء.
قالت وهي تطرق الباب رجاء يا ستيفاني افتحي. أعلم أنك في الداخل.
فتحت الباب بدافع الفضول.
جلست وهي تقول إيثان لم يتوقف عن البكاء منذ نشر الفيديو. يتلقى مئات الرسائل القاسېة. زملاؤه تغيرت نظرتهم له. بعض العملاء ألغوا اجتماعاتهم معه.
وصفت حاله وكأنها تريد أن تثير شفقتي.
سألتها بهدوء ولم علي أن أهتم بكل هذا
قالت وهي تبكي لقد فعل ما طلبت. قدم اعتذارا علنيا. أهان نفسه أمام الجميع. أليس هذا كافيا
قلت الفيديو لا يمحو خمسة وأربعين عاما من الجحود ولا يلغي الإهانة في الزفاف ولا يصلح الضرر العاطفي الذي عشته لسنوات.
نظرت إلي كأنني قاسېة القلب.
قالت لكنه اعتذر علنا واعترف بأخطائه.
قلت نعم بعد أن عرف بشأن المال وبعد أن أدرك أنه خسر إرثا ضخما. هل تظنين أنه كان سيصور الفيديو لو كنت فقيرة حقا
صمتت لأننا نعرف الجواب.
قالت وهي تغير أسلوبها ارتكبت أنا أيضا أخطاء. كنت صغيرة وساذجة. سمحت لأمي أن تؤثر في رأيي عنك. لكنني الآن أدرك أنك امرأة مدهشة وقوية.
قاطعتها يا آشلي قبل ثلاثة أسابيع فقط قلت إن امرأة في سني لا تحتاج لكثير من المال. وضعتني على طاولة خلفية في زفاف دفعته أنا. سمحت لزوجك أن يهينني علنا. في أي وقت من تلك السنوات عاملتني باحترام
لم تستطع القول شيئا.
تابعت ثم أين زوجك الآن لماذا لم يأت بنفسه ليعتذر
خفضت رأسها وقالت إنه خجلان. يقول إنه لا يستطيع مواجهتك بعد ما فعله.
أكد جوابها ما أعرفه إيثان لا يزال جبانا.
قالت أرجوك يا ستيفاني أعطنا فرصة. نستطيع أن نكون عائلة حقيقية. إيثان تعلم درسه. أنا أيضا. حتى أمي تعترف الآن أنها كانت مخطئة بحقك.
ضحكت بمرارة
قلت يا لها من مصادفة أن تعترف بخطئها بعد أن اكتشفت ثروتي.
وقفت وأشرت إلى الباب
قالت بيأس ماذا تريدين ماذا نحتاج أن نفعل لتسامحينا
قلت هناك أشياء لا تشترى. بعض الچروح لا تلتئم. بعض العلاقات لا يمكن ترميمها.
قالت لكن حب العائلة
قاطعتها حب العائلة يبنى على الاحترام المتبادل لا على التوسل عند اكتشاف وجود إرث.
أوصلتها إلى الباب وقلت كان لدى إيثان خمسة وأربعون عاما ليظهر حب العائلة. واختار عكس ذلك. الآن يحصد ما زرع.
غادرت وهي تبكي. من النافذة رأيتها تركب سيارة أجرة وهي تتحدث بهلع في الهاتف غالبا مع إيثان تخبره أن محاولتهم الأخيرة فشلت الفيديو العلاج الوعود لا شيء يجدي.
في تلك الليلة وأنا أتناول العشاء وحدي على الشرفة وصلتني رسالة من إيثان عليها صورة له في عيادة على ما يبدو.
كتب أمي أنا في جلسات علاج نفسي. أحاول أن أكون شخصا أفضل. أحبك.
حذفت الرسالة من دون رد. علاجه جاء متأخرا وردود فعله نابعة من الخۏف من خسارة المال لا من حب حقيقي. وهذا الفرق يصنع كل شيء.
كان موعد طائرتي إلى برشلونة بعد خمسة أيام. وأنا أتأمل أضواء المدينة شعرت بسلام تام مع قراري. إيثان اختار أن يستبدلني كأم. وأنا اخترت أن أستبدله كابن.
مرت الأيام الأخيرة سريعا بين الاستعداد للسفر والضجة المستمرة حول الفيديو. الفيديو تجاوز المليون مشاهدة. التعليقات تدفقت بعشرات الآلاف معظمها في صالحي تدين جحود الابن. اتصلت بعض وسائل الإعلام بالمحامي ميلر طلبا لمقابلة معي.
قال لي أصبحت رمزا للأمهات المظلومات من أبناء ناكري الجميل. النساء يشاركن قصصهن تحت الفيديو. قصتك لامست وترا حساسا في المجتمع.
يا للمفارقة. بعد عقود من الصمت صار لي صوت.
قبل يومين من سفري ظهر إيثان في بهو المبنى. اتصل بي الحارس.
قلت قل له إنني مشغولة بالحزم ولا وقت لدي للزوار.
من شرفتي رأيته واقفا في الشارع لساعات ككلب ضائع. حضوره أزعجني لكنه لم يعد يحرك شجوني.
في تلك الأثناء تلقيت اتصالا غير متوقع من كارول وكان صوتها مختلفا هذه المرة.
قالت بقلق واضح ستيفاني يجب أن أتحدث إليك فورا. الأمر يتعلق بأعمالي.
سألتها أعمالك ما علاقتها بي
قالت ڤضيحة الفيديو أثرت على شركتي. بعض العملاء المهمين ألغوا عقودهم. قالوا إنهم لا يريدون الارتباط بعائلة أساءت معاملة أم متبنية.
أعجبني ما سمعت. العواقب بدأت تمتد إليهم.
قلت بلا تعاطف مؤسف. لكنني متأكدة أن سيدة أعمال ناجحة مثلك ستجد الحل.
قالت أرجوك يا ستيفاني يمكنك مساعدتي. تصريح واحد منك تقولين فيه إنك لا تحملين ضغينة تجاه عائلتنا
قاطعتها تريدين مني أن أكذب علنا لأصلح سمعتكم يا كارول أنت من خططت لإهانتي أمام مئتي شخص. الآن تحصدين ما زرعته.
أغلقت الخط قبل أن ترد.
في الليلة السابقة لسفري تسلل إيثان وآشلي إلى المبنى ليلا ربما دفعا للحارس. طرقا بابي وأنا في بيجامة أحتسي كأسا من الشاي.
قال وهو يطرق الباب أمي أرجوك. خمس دقائق فقط. خمس دقائق لشرح كل شيء.
كان صوته مكسورا.
قلت من الداخل يا إيثان كان أمامك خمسة وأربعون عاما لتشرح. فات الأوان الآن.
صړخ لا يمكنك معاقبتي للأبد! أنا ابنك. عليك أن تسامحيني.
كشف كلامه أنه ما زال يرى المغفرة حقا مكتسبا.
قلت بوضوح لا أدين لك بشيء يا إيثان. أنت من يدين لي بخمسة وأربعين عاما من الامتنان الذي لم يأت.
قالت آشلي بصوت متضرع رجاء يا ستيفاني. إيثان فقد عشرة كيلوغرامات من وزنه. لا يستطيع العمل. لا ينام. الأطباء يقولون إنه مصاپ باكتئاب شديد.
أجابتها يا آشلي حين أهنت في زفافك هل فكرت في صحتي النفسية الآن يتذوق إيثان قليلا من الألم الذي زرعه.
بقيا عند الباب ساعتين يتنقلان بين الرجاء والعتاب. غادرا أخيرا عندما هددتهما باستدعاء الحراسة.
في صباح السفر كان الجو مشمسا. جاءت شركة النقل لأخذ ما تبقى من أمتعتي. شعرت بخفة غريبة. عشت سبعين عاما خمسة وأربعين منها مكرسة بالكامل لابني. الآن لأول مرة منذ عقود سأعيش لنفسي فقط.
جاء ميلر ليودعني ويسلم الوثائق الأخيرة.
قال كل شيء جاهز يا ستيفاني. المؤسسة الخيرية تعمل. عقاراتك تحت
إدارة





